الإثنين 4 يناير 2016 / 16:43

إنفوغراف 24: ما أبرز الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران؟

24 - رواد سليمان و ناصر بخيت

أعلنت السعودية أمس الأحد، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد قيام مجموعة من الإيرانيين بالهجوم على مقر سفارة الرياض في طهران والقنصلية السعودية، وتبعتها مملكة البحرين وجمهورية السودان اليوم بإعلانها أيضاً قطع العلاقات للأسباب ذاتها، فيما خفضت الإمارات بعثتها الدبلوماسية معها.

نستعرض في ما يأتي تاريخ العلاقات الدبلوماسية الإيرانية التي مرت بفترة قطيعة وبرودة مع معظم دول العالم، وإن لم تكن قطيعة دبلوماسية بالمفهوم المعترف به في المواثيق الدولية.

السعودية
قطعت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بين عامي 1987 و1991 إثر مواجهات دامية جرت في الحرم المكي عام 1987، في أعقاب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.

وقام الحجاج الإيرانيون آنذاك بمظاهرة سياسية عنيفة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك أثناء الحج في مكة المكرمة في عام 1987. وفي أواخر الثمانينات وتحديداً في 1988.

وعادت وقطعت السعودية أمس الأحد علاقاتها مع إيران، إثر اقتحام محتجين إيرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران ونهبه من جهة، وصدور تصريحات إيرانية تهجمية على المملكة العربية السعودية طالت سيادتها ورموزها السلطوية عقب إعدام المحرض السعودي نمر النمر، بحكم قضائي.

البحرين
أعلنت وزارة خارجية المملكة البحرينية اليوم الإثنين قطع العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إيران، بعد أعلنت سحب سفيرها من طهران راشد سعد الدوسري في 2015، واعتبار القائم بأعمال سفارة إيران لدى المملكة، شخصاً غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة.

وذكر بيان الخارجية اليوم أن قرار قطع العلقات جاء "بعد الاعتداءات الآثمة الجبانة التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطًا شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها وإنما تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدي لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم".

كما قررت البحرين إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسحب جميع أعضاء بعثتها.

الإمارات
من جانبها، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران الاسلامية الى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة.

وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم الإثنين أنه تم استدعاء السفير الإماراتي في طهران سيف الزعابي، تطبيقاً لهذا القرار.

وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل الى مستويات غير مسبوقة في الآونه الأخيرة.

وأكدت أن المبادىء الحاكمة للعلاقات الايجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

السودان
قرر السودان طرد السفير الإيراني في الخرطوم وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران اليوم الإثنين، وذلك في اتصال هاتفي مع ولي ولي الهعد السعود محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد وزير الدولة السوداني الفريق طه عثمان الحسين إدانة بلاده للتدخلات الإيرانية في المنطقة، عبر نهج طائفي، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران.

وعبر الفريق طه عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له.

اليمن
طرد اليمن السفير الإيراني وسحب القائم بالأعمال اليمني لدى طهران، في العام 2015، بعد أن طفح كيل الشرعية اليمنية من التدخلات الإيرانية في البلاد، التي تمثلت بدعم علني للميليشيات الحوثية.

ودأبت إيران على إرسال السفن المحملة بالأسلحة لأنصارها الحوثين، الأمر الذي رفضه اليمن قبل الأزمة وخلالها، إلا أن إيران استمرت بهذا الدعم الذي كان آخره قبض قوات التحالف العربي على سفينة إيرانية محملة بالأسلحة في البحر الأحمر.

المغرب
اتخذت العلاقات المغربية الإيرانية مسارات متعرجة منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، وحتى الإعلان عن إغلاق سفارة طهران بالرباط في مارس (آذار) 2009، والذي لم يكن الحدث الأول، إذ سبق أن قُطعت العلاقات بين البلدين، عقب الثورة، ومنح الرباط حق اللجوء السياسي لشاه إيران المخلوع، محمد رضا بهلوي.

إلا أن العلاقات عادت مع مطلع عام 2015، حيث قدمت طهران سفيراً جديداً لها في المغرب.

مصر
شهدت العلاقات المصرية الإيرانية، خلال العقود الماضية، توتراً ملحوظاً، وكان من الأسباب الجوهرية لذلك، دعم مصر للعراق في حربها مع إيران في العام 1980، واتهام إيران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط.

وانتهت التوترات بقطع العلاقات الدبلوماسية في عام 1980.

وبعد مقتل السادات في العام 1981 قامت إيران بإطلاق اسم خالد الإسلامبولي قاتل السادات على أحد شوارع إيران، وهذا أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، إلى أنها عادت وتعززت في عهد الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.

العراق
لم تتحسن العلاقة بين العراق وإيران بعد الحرب التي انتهت عام 1988، واستمرت الخلافات المشوبة بالتوتر من عام 1991 حتى عام 2003.

مع بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أعلنت إيران في البداية معارضتها للحرب ثم عادت وأعلنت وقوفها على الحياد.

وبعد سقوط نظام حكم صدام حسين أظهرت طهران ابتهاجها، وتعززت علاقة إيران بالعراق في ظل الحكومة الجديدة التي غلب عليها التمثيل الشيعي، وبادرت إيران إلى الاعتراف بها.

عالمياً

أمريكا
في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979 اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في العاصمة طهران واحتجزوا 63 رهينة ثم نشروا صورهم وتمثل مطلبهم الأساسي في عودة الشاه محمد رضا بهلوي للبلاد لمحاكمته.

وانتهت مهمة إنقاذ الرهائن بكارثة ألمت بالقوات الأمريكية، حيث لقي ثمانية من الجنود مصرعهم في حادث تصادم مروحية بطائرة نقل في سماء إيران.

وفي النهاية أطلق سراح 52 رهينة بعد فترة احتجاز دامت 444 يوماً، إلا أن الحادثة تمثل بداية القطيعة بين البلدين التي لينها اتصال هاتفي بين أوباما وروحاني عام 2013 الذي كان الأول الاتصال الهاتفي بين رئيسي الولايات المتحدة وإيران منذ 30 عاماً.

وأعرب الرئيسان عن عزمهما على تسوية النزاع الدائر منذ فترة طويلة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

كندا
أغلقت كندا سفارتها في طهران عام 2012 وطردت جميع الدبلوماسيين الإيرانيين الموجودين في أراضيها، متهمة إيران بتقديم مساعدة عسكرية للنظام السوري.

ورأت كندا حينها أن "الحكومة الإيرانية هي التهديد الأكبر للسلم العالمي والأمن في العالم إثر برنامجها النووي والدعم العسكري الإيراني للحكومة السورية".

بريطانيا
أغلقت بريطانيا سفارتها في إيران في عام 2011 في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين لها خلال مظاهرة ضد العقوبات التي فرضتها بريطانيا على إيران على خلفية برنامجها النووي.

واقتحم مئات من المحتجين مجمع السفارة البريطانية في طهران بعد يومين من ذلك إذ هشموا النوافذ وأضرموا النار في السيارات التي كانت هناك، وأحرقوا الأعلام البريطانية.

إلا أنها أعادت العلاقات الدبلوماسية في 2015، من خلال زيارة لوزير الخارجية فيليب هاموند بعد أسابيع من توصل إيران إلى اتفاق مع القوى العالمية الستة والهادف إلى كبح جماح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.


(رضغط على الصورة للتكبير)