رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك (أرشيف)
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك (أرشيف)
السبت 13 فبراير 2016 / 15:04

مسؤول أوروبي لـ24: حادث "ريجيني" لن يؤثر على الجاليات الأجنبية في مصر

24 ـ القاهرة ـ أكرم علي

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك أن مصر تتمتع بالإستقرار الآن، في ظل إقليم يتعرض لمخاطر أمنية وتحديات كبيرة أبرزها ظاهرة الإرهاب، وأن القاهرة يمكن أن تلعب دوراً هاما في تعزيز الاستقرار داخل المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وأكد بروك حوار خاص مع 24، أن حادث الطالب الإيطالي في القاهرة جوليو ريجيني لن يؤثر على أوضاع الجاليات الأجنبية، وأن الاتحاد الأوروبي يجري مناقشات مستمرة مع مصر بشأن تعزيز الاستقرار في ليبيا ومساندة الحكومة الشرعية في البلاد.

ماذا عن المشاورات الجارية مع مصر بشأن الأوضاع في ليبيا والعمل على دعم استقرارها؟
نتشاور مع مصر بشكل مستمر من أجل تعزيز الاستقرار في ليبيا، وذلك بعد انتشار الأسلحة بشكل لا يمكن تخيله، ونعتقد أن التعاون مع مصر سيكون إيجابياً للغاية فيما يتعلق بدعم عمل حكومة الوفاق والقضاء على ظاهرة الإرهاب في أقرب وقت، لإنه إذا لم تسفر هذه الجهود عن أي نتائج إيجابية سيزداد انتشار الإرهاب في المنطقة ككل، ونحن نساعد الحكومة الشرعية على مراقبة حدودها والسيطرة عليها، والمناقشات جارية وهي جزء من الاتفاقيات التي تبرم مع ليبيا بشأن ضخ المساعدات لها.

ما تقييمك للأوضاع الحالية في مصر، وهل ترى أي مخاطر تؤثر على الوضع الآن؟
الأوضاع الآن مستقرة في مصر، وخاصة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ويمكن لمصر كدولة مستقرة أن تلعب دوراً مهماً فى المنطقة، ويمكن أن تتعاون مع أوروبا في مسألة الهجرة، كما يمكننها المساعدة فى كل من قضية سوريا وليبيا أيضاً بما يدعم الاستقرار في المنطقة ككل، ولكن هناك بعض المخاطر أو الأزمات الخاصة بالعامل الاقتصادي، ورغم ذلك تسعى القاهرة لتحقيق إصلاحات اقتصادية في أسرع وقت ممكن لأنه لا يوجد استقرار حقيقي ومستمر بدون اقتصاد قوي في أي بلد، كما أن العمل على تعزيز الجانب الأمني يعود بالنفع على مناخ الاستثمار بما يزيد فرص العمل وينشط السياحة أيضاً بما يخدم التقتصاد بشكل عام.

هل تم تقديم دعوات تعاون مشترك للبرلمان المصري خلال زيارتكم إلى القاهرة، وما الذي تم الاتفاق عليه خلال المناقشات؟
بالتأكيد تم توجيه دعوات لأعضاء البرلمان المصري للتعاون الكامل مع أعضاء البرلمان الأوروبي، ونتمنى أن تكون هناك زيارات دورية لأعضاء البرلمان المصري في الوقت القريب، ونأمل أن يعمل البرلمان المصري على تعزيز الديمقراطية في مصر من خلال دوره التشريعي والرقابي، وقد اتفقنا على التعاون الوثيق معه، وعرض ونقل الخبرات إذا طلب البرلمان المصري أي وقت كان.

هل تم مناقشة التعامل مع الإرهاب، وإمكانية طرح حلول جديدة للقضاء عليه مع المسؤولين المصريين؟
الإرهاب ينتشر الآن في كافة أرجاء العالم، وتعد الهجرة غير الشرعية أحد أسباب هذه الظاهرة، وناقشنا مع المسؤولين المصريين ضرورة التصدي لهذه الظاهرة، من خلال السيطرة على المنافذ التي تصدر الهجرة غير الشرعية، فالإرهاب أصبح يهدد العالم بأسره ويمكن لمصر أن تقوم بدور هام في المنطقة للتصدي للإرهاب خاصة وأنها تعد من الدول الأكثر استقراراً في الإقليم، وسط ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن الآن، والاتحاد الأوروبي على استعداد تمام للتعاون مع القيادة المصرية في وضع كافة الحلول التي تهدف إلى التخلص من الإرهاب في أسرع وقت ممكن قبل أن يتوغل أكثر.

ولكن يشدد الاتحاد الأوروبي دائما في خطاباته تجاه مصر على التفرقة بين التعامل مع الإرهاب وحقوق الإنسان، لماذا هذا التدقيق ؟
الاتحاد الأوروبي له مبادئ عامة فيما يخص حقوق الإنسان، وهو يؤكد على ضرورة التفرقة بين التعامل الأمني مع قضايا الإرهاب وبين مبادئ حقوق الإنسان، بحيث يكون هناك توازن بين الجانبين وأن يكون التعامل مع الإرهاب بعيداً تماماً عن قضايا حقوق الإنسان، وهذا سيساهم فى وضع حلول سلمية للتعامل مع الظاهرة، ونؤكد أنه لا يجب إعطاء فرصة للإرهاب للتفرقة بين الشعوب وبعضها البعض، حيث يتم نشر مفاهيم خاطئة قد تؤثر سلباً على العلاقات بين الجميع بسبب تفشي الإرهاب.

هل وصلتك أي تخوفات من الأجانب في مصر، بعد حادث مقتل الطالب الإيطالي ؟
لا توجد أي تخوفات على الجاليات الأجنبية في مصر، خاصة وأن الحادث قد يحدث مثله في دول أخرى والدول جميعاً تتعرض للإرهاب ولا أحد يعلم حتى الآن أسباب وفاته، وباريس مؤخراً تعرضت للإرهاب، مما يجعل كافة الشعوب قلقة، حيث أصبح الإرهاب يطول الجميع ولا يقتصر على منطقة بعينها، وأؤكد أن الوضع الأمني في مصر في تحسن مقارنة بالدول المجاورة مثل سوريا والعراق وليبيا.

لماذا لم يعتبر الاتحاد الأوروبي "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية حتى الآن ؟
المبادئ الخاصة بالاتحاد الأوروبي الخاصة بالإرهاب لا تنطبق على عناصر الإخوان باعتبارهم جماعة إرهابية، لأن هناك فرقاً بين الجماعات الإرهابية المسلحة وبين التطرف، ولم يتم إقرار ذلك من قبل البرلمان الأوروبي، لأنه كان هناك تعامل مع الإخوان وقت حكمهم مصر، حيث كانوا النظام الممثل للحكومة وكانت المناقشات معهم طبيعية، لذا يتم اعتبارهم فصيلاً سياسياُ حتى الآن، ونرى ضرورة احتواء كافة من يرفضون العنف، لأن التصالح الوطني هو السبيل للاستقرار الدائم في أي مجتمع، وأوروبا تتمتع بحرية التعبير، زنرى أننا لا يجب أن نشجع على الكراهية بين الدول.

هل هناك مناقشات قريبة بشأن المساعدات الخاصة بمصر في البرلمان الأوروبي؟
بالتأكيد نعرض باستمرار المساعدات التي يقرها الاتحاد الأوروبي للموافقة عليها، وإقرارها من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي، وهم من يقررون هل تدخل هذه المساعدات حيز التنفيذ أم لا، والفترة المقبلة قد تشهد عرض مساعدات جديدة أقرها مسؤولو الاتحاد الأوروبي لمصر، خاصة بعد اكتمال خارطة الطريق في مصر.