المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب (أرشيف)
المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب (أرشيف)
الجمعة 29 أبريل 2016 / 12:05

10 تناقضات في خطاب ترامب حول السياسة الخارجية

24 - جورج عيسى

فنّد الصحافي دان روبرتس في صحيفة غارديان البريطانية، غياب التناسق لدى أفكار ترامب بالنسبة إلى رؤيته للسياسة الخارجيّة الأمريكيّة. وكان دونالد ترامب، المرشّح الأوفر حظّاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية، ألقى خطاباً يوم الأربعاء تناول فيه نظرته للسياسة الخارجيّة في حال انتخابه رئيساً.

كيف يستطيع خطاب ترامب أن يواجِه عن قرب، تدقيقاً مفصّلاً، هو حالياً موضوع نقاش سياسيّ حاد. وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت أعلنت أنّها لم ترَ مطلقاً هذا الكم من "الشعارات المبسّطة والتناقضات والأخطاء" في خطاب واحد. ويجادل مؤيدو ترامب أنّه كان في الموقف الأقوى، ينتقد تناقضات مقاربة المؤسسة الديموقراطية تحت إدارة كلينتون وأوباما.

هذه عشرة مقاطع تقترح أنّ ترامب يمكن أن يكون، عوضاً عن ذلك، فاعلاً لما يحب معظم السياسيّين أن يفعلوه: امتلاك الكعكة وأكلها، بمعنى "وجوب عدم محاولة الحصول على أمرين يناقض الثاني منهما وجود الأول".

أعداء بدون عداوة
بعض المجموعات "لن تكون أبداً أيّ شيء إلّا عدوّتنا"، قال ترامب منتقداً أوباما لعقده اتفاقات مع إيران. وقال بعدها بفترة قصيرة: "على العالم أن يعلم أنّنا لا نذهب إلى الخارج للبحث عن أعداء، وأننا سعداء دوماً عندما يصبح الأعداء القدماء أصدقاء، والأصدقاء القدماء حلفاء".

صداقتنا مدفوعة الأجر
وانتقد ترامب أوباما للتخلي عن شركاء ما وراء البحار واعداً بأن "أمريكا ستكون صديقاً وحليفاً يُعتمد عليها مجدّداً". ومع ذلك، يرسل تحذيرات إلى أعضاء حلف شمال الأطلسي قد تبدو تهديداً بالنسبة للبعض: "يجب على الدول التي ندافع عنها، أن تدفع بدل كلفة هذا الدفاع وإلّا، فعلى أمريكا أن تكون مستعدة أن تترك هذه الدول تدافع عن نفسها".

ترويج الديموقراطية عن بعد
وكان غامضاً أيضاً في شأن الدور الأمريكي في ترويج الديموقراطية حول العالم قائلاً: "نحن ننسحب من عالم أعمال بناء الدول"، ثم أضاف: "سأعمل مع حلفائنا لإعادة تنشيط القيم الغربية والمؤسسات". وناقش أيضاً أنّ الترويج "للحضارة الغربية وإنجازاتها ستفعل الكثير لتلهم إصلاحات إيجابيّة حول العالم".

فليتذكروا حسناتنا وأهمّها.. الحظر
ثمّ هنالك القسم المعياري في أي خطاب رئاسي يدعو دول الشرق الأوسط إلى بذل المزيد من أجل محاربة التطرّف الإسلامي. "على ذلك أن يكون شارعاً باتّجاهين. يجب عليهم أن يكونوا جيّدين معنا وتذكّرنا وتذكّر كل ما نقوم به من أجلهم" متحدثاً عن حلفائه في المنطقة. هذه التعليقات أمكن أن يكون لها تأثير أكبر لو صدرت عن شخص لم يسئ مؤخّراً إلى معظم العالم الإسلامي عبر التهديد بحظر دخول مواطنيه إلى الولايات المتحدة.

كل ما هو طبيعي مهين
بعض انتقادات "إهانات" أوباما على أيدي حكومات خارجيّة لا تصمد أيضاً أمام الكثير من التدقيق. قال ترامب إنّ أوباما عومل بازدراء خلال زيارتين إلى كوبا والسعودية لأنه لم يُستقبل في المطار من قبل مسؤول كبير. "ربّما حادث لم يسبق له مثيل في التاريخ الطويل والجليل للقوّة الجوّية الأولى"(طائرة الرئيس الأمريكي) قال ترامب. بغرابة، قرار الملكة بإرسال لورد برتبة ملازم، لمقابلة أوباما في مطار ستانستيد بلندن الأسبوع الماضي، لم يأتِ ترامب على ذكره. ربّما لأنّ هذه هي الوسيلة القياسيّة الطبيعيّة للقيام بالأمور.

التفاوض على مكسب بحوزتك أصلاً؟
هاجم ترامب أوباما لأنّه فشل في إقناع اللجنة الدولية الأولمبية في إعطاء مدينة شيكاغو حق استضافة الألعاب الصيفية. لم يكن على الرئيس السفر كلّ هذه المسافة إلى كوبنهاغن إن لم يكن على علم مسبق بأنّهم سيعطون حق الاستضافة لأمريكا بحسب ترامب. لكن ما كان ليكون المقصد من وراء السفر لدفع اللجنة الى القيام بأمر حسمته واشنطن مسبقاً؟.

عدم القدرة على التنبؤ
"يجب أن يكون العالم غير قادر على التنبؤ بأفعالنا، ويجب أن نكون كذلك ابتداء من الآن" جادل ترامب في بداية خطابه. باستثناء أنّه في نهايته دافع عن فضائل مقاربة أكثر شفافية ومبدئيّة: "أفضل السبل لإنجاز هذه الأهداف تكمن في سياسة خارجية منضبطة مدروسة ومتناسقة".

الهجرة ورياضيات ترامب
أحياناً، من الأفضل عدم تطبيق الكثير من الرياضيات. ادّعى ترامب، مثلاً، أنّ "هناك عشرينات من المهاجرين الحديثين إلى داخل حدودنا متهمين بالإرهاب"، وأضاف: "مقابل كلّ مسألة معروفة بالنسبة للجمهور، هنالك العشرات والعشرات أكثر من ذلك". إذا كانت "عشرينات" تعني 40 على الأقل، إذاً بحسب هذا المنطق، ترامب يدّعي وجود حوالي 1000 شخص أكثر من أيّ إنسان آخر.

أمريكا أوّلاً... ابحث في سنة 1940
وضع ترامب لأمريكا في المقام الأوّل يبدو كتوسيع لدمغته القاضية بوعده في جعل أمريكا عظيمة مجدّداً. لكنّ تلك الفكرة تعود إلى لجنة أمريكا أوّلاً التي تأسست سنة 1940، والتي طالبت بامتناع أمريكا عن المشاركة في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتم حلّها بعد ثلاثة أيام على هجوم بيرل هاربر.

براغماتية تنتقد براغماتية
قد يشير ذلك إلى التناقض الأكبر في الخطاب. فطالب ترامب بمزيد من البراغماتية والمقاربة الواقعية لممارسة أمريكا لقوّتها، بدون تقييد من جماليات النزاهة السياسية، ومع ذلك ينتقد أوباما لأنّه لا يملك "رؤية، هدفاً، اتجاهاً، استراتيجية".

خطاب كتبه أكثر من شخص
قد يكون من غير العادل ربّما، الإسهاب بشكل دقيق في تحليل نص خطاب، مكتوب من قبل عدد من الأشخاص بشكل واضح. "لن نسلّم هذا البلد أو شعبه إلى الأغنية الخاطئة للعولمة" هو موقف قوي، لكنّه لا يبدو كأنّه كتب من نفس الشخص الذي قال في بنسلفانيا يوم الإثنين:" هل أبدو كرئيس؟ كم أبدو وسيماً؟.