الأحد 1 مايو 2016 / 01:52

حلب تحترق لليوم التاسع تحت نيران النظام

تتواصل المأساة وحالة الرعب التي يعيشها أهالي مدينة حلب، جراء الحملة الجوية الشرسة التي تشنها قوات النظام السوري على المدينة، لليوم التاسع على التوالي، لتحصد مئات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، وتدمر البيوت والمشافي وغيرها، فوق رؤوس أصحابها.

وكانت طائرات حكومية شنت الأربعاء الماضي غارات على مستشفى القدس في حلب، ما أسفر عن خسائر بشرية جسيمة في صفوف الأطباء والمرضى.

مقتل 240 مدنياً
وقال عاملون في مجال الدفاع المدني بالمدينة إن "حصيلة القتلى الناجمة عن غارات جوية نفذتها القوات الحكومية على أهداف في المدينة ومن بينها مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ليل الأربعاء ارتفعت إلى 55 قتيلاً على الأقل".

وتشهد حلب قتالاً شرساً بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة منذ أكثر من أسبوع، بعد انهيار الهدنة الهشة، مما أسفر عن مقتل نحو 240 مدنياً.

وقالت مجموعة تعرف باسم "أصحاب الخوذ البيضاء"، تختص بعمليات الإنقاذ بعد القصف، إنها لا تزال تنقب بين الأنقاض، بحثاً عن ناجين.

ولم تشمل هدنة مؤقتة جزئية أعلن الجيش السوري بدء سريانها في الساعات الأولى من صباح السبت مدينة حلب، إذ تقتصر على دمشق والغوطة الشرقية ومحافظة اللاذقية.

وتشن طائرات حكومية غارات جوية على مناطق سيطرة المعارضة في حلب. كما تشمل الغارات هجوماً بالبراميل المتفجرة.

حلب.. خارج الهدنة
وتحدثت تقارير عن أن روسيا، وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد، رفضت أن تشمل الهدنة مدينة حلب، حيث قالت إن "الوضع في المدينة يندرج ضمن مكافحة الإرهاب".

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، اليوم السبت، أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على حلب.

وقالت الأمم المتحدة إن الوضع في مدينة حلب السورية كارثي، بعد مقتل عشرات الأشخاص في هجمات على أهداف، من بينها مستشفى.

وتصدر هاشتاق #حلب_تحترق قائمة أكثر الهاشتاقات انتشاراً في معظم الدول العربية، وظهر بجانبه هاشتاق آخر حمل عنوان #أغيثوا_حلب، وهاشتاق #حلب_تباد.

وقام العديد من المغردين حول العالم بتغيير صور حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي لتحمل اللون الأحمر، تضماناً مع المدينة السورية، ولتسليط الضوء على ما يحدث فيها والتنديد باستهداف المدنيين، على حد وصفهم.

ويقيم ما يقدر بنحو 250 ألف شخص في حلب، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، ويقول المدنيون إن الفرار من المدينة مستحيل تقريباً بسبب العنف، وعلاوة على ذلك، فإن الحدود مع تركيا لا تزال مغلقة.

جرائم ضد الإنسانية 

ودفعت هذه الأوضاع الميدانية المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى الدعوة لإنقاذ اتفاق الهدنة ومنع انهياره بشكل كامل، وقال إن الاتفاق "لا يزال قائما في مناطق عدة، ولكنه يواجه خطراً كبيراً".

فيما أعلن مجلس جامعة الدول العربية أنه سيعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين يوم الاربعاء المقبل في مقر الجامعة بناء على طلب دولة قطر لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب.

ومن جهتها، أدانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم السبت، بشدة "القصف الوحشي المتواصل" على مدينة حلب السورية على يد قوات النظام السوري وأعوانه، معتبرةً أنها "جرائم ضد الإنسانية".

ودعت مجلس الأمن الدولي والدول الراعية للهدنة، إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد الذي يستهدف كسر إرادة الشعب السوري الشقيق.

معركة حاسمة
وتأتي هذه التطورات في وقت يحشد الجيش السوري قواته استعدادا لـ"معركة حاسمة" تبدأ قريباً بمنطقة حلب، وأكد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة".

وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال العدائية الساري منذ 27 فبراير(شباط) الماضي، لكنها تشهد تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ أكثر من أسبوع، وتبادل قصف شبه يومي بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.