في الوقت الذي يرفع فيه الغرب الصوت ضد فلادمير بوتين وروسيا احتجاجاً على ضم شبه القرم إلى روسيا الاتحادية، وبعد العقوبات الاقتصادية، تمضي روسيا في رفع التحدي المفروض عليها، بالاستمرار في مشروعها الضخم، الجسر الرابط بين شبه الجزيرة والأراضي الروسية، تحقيقاً لحلم داعب روسيا منذ عصر القياصرة.
وعرضت القناة الفرنسية الثانية مساء الإثنين، تقريراً عن المشروع الضخم، بمناسبة زيارة الرئيس فلادمير بوتين إلى المنطقة للاطلاع على تقدمه بعد سنةٍ من إطلاقه، وبعد أقل من عام على "استعادة" روسيا أراضي القرم.
ويمتد المشروع العملاق 19 كيلومتراً ومن المنتظر أن يكون جاهزاً في ديسمبر(كانون الأول) 2018 لتأمين حركة النقل بين القرم وروسيا، ويُمثل استثماراً مالياً بـ 3.5 مليارات يورو(3.9 مليارات دولار تقريباً).
سيارات وقطارات
ويضم المشروع طريقاً سريعة، وخطاً حديدياً لتأمين حركة القطارات في الاتجاهين، إلى جانب خطوط أخرى تحت السكك الحديدية لنقل الغاز والكهرباء والماء.
ويُذكر أن المشروع تنفذه مجموعة روسية وبخبرات روسية، بما يؤكد إمكانية تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة حتى في المناطق الوعرة من العالم مثل روسيا، أوبحر أوزوف، وفي البحر الأسود، أو مضيق كيرتش، بين سيباستوبول وشبه جزيرة تامان في كراسنودار، شرقي روسيا.
جسر سلمان
وفي هذا السياق، يأتي مشروع الملك سلمان بين السعودية ومصر، في طليعة المشاريع المعنية بهذا الإنجاز الضخم، خاصة، أن العراقيل المادية لإنجازه أقل حدة في مياه البحر الأحمر، غير العميقة مقارنة بمياه البحر الأسود، الأمر الذي أجبر الروس على تصنيع 5 آلاف عمودٍ معدني ضخمٍ وتثبيتها على عمق 70 متراً، لرفع الجسر وتأمينه.