الخميس 5 مايو 2016 / 11:33

الكابوس وصل.. أمريكا تنزلق إلى الهاوية

افتتحت الصحافية لوسيا غرايفس مقالها في صحيفة غارديان البريطانية بالإشارة إلى أنّ دونالد ترامب يمكن أن يكون فعلياً الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

مع إعلان كروز إيقاف حملته، فإن طيف مؤتمر عام متنازع عليه تبدّد

وكتبت أنّ هذا الرجل الذي يحطّ بكثرة من شأن المرأة، قد يمنع جميع المسلمين من دخول أمريكا، كما بدا مؤخراً غير منزعج من دعم أعلنه أحد قادة منظمة كو كلو كلان. ومع ذلك، فإن ترامب، الدخيل على السياسة، يستعد لاستلام أهم منصب في البلاد.

الأمر ليس مزحة
وتقول الصحافية: "لم يكن يفترض بهذا أن يحدث مطلقاً. لكننا وصلنا إلى هنا. الأمر الذي لم يكن أحد يظن أنه ممكن منذ سنة، سيمرّ فعلاً. ترامب سيذهب إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. هو يفوز حقاً، كما يقول دائماً. لكنّ الأمر ليس مزحة. إنّه الواقع".

ويبدو أنّ ترامب نفسه مدرك لعبثية الموقف. وهو قال في بداية خطاب قبوله الترشيح: "كانت سنة لا تصدق".

وأعلن تيد كروز، الأمر الوحيد الذي يقف بينه وبين الترشيح، تعليق حملته. وقبل إعلان كروز، استمرّ مطلعون في إصرارهم على أن حساب تقسيم المندوبين ستحمي الحزب الجمهوري من ترشيح ترامب.

استعراض أحادي برتقالي مخيف
لكن مع إعلان كروز إيقاف حملته، فإن طيف مؤتمر عام متنازع عليه تبدّد.

وكانت الانتخابات التمهيدية الجمهورية استعراضاً لرجل واحد. استعراض أحادي كبير برتقالي مخيف.

وقف ترامب أمام جمهوره على المنصة، مسرفاً في الإشادة بأكثر الأشخاص الذين استخف بهم، بدءاً بالنساء اللواتي وصفهنّ بـ"الكلاب" والـ"خنازير السمينة" إلى كروز نفسه الذي قال عنه مؤخراً بأن "الجميع يكرهه". وأضاف واصفاً إياه بأنه: "منافس قوي وذكي".

أهمية قاعدة كروز الانجيلية

ولطالما كانت العلاقة بين الرجلين شفافة على المستوى السياسي. فبعد كلّ شيء، سيحتاج ترامب للفوز بالقاعدة الشعبية الإنجيلية لكروز، إذا أراد التغلّب على هيلاري كلينتون في الانتخابات العامة. ومع خروج كروز من السباق، تحوّل هذا الرجل من كونه القائد العام لمعارضي ترامب إلى القائد العام لحلفائه.

وبحيازته لجميع مندوبي ولاية إنديانا البالغ عددهم 57 ، يملك ترامب مساراً سهلاً ليحصل على 1237 مندوباً يحتاج إليهم ليبتعد بوضوح عن مؤتمر متنازع عليه في كليفلاند هذا الصيف. ولا منافس له في الأفق.

حقيقة غريبة
وكانت إنديانا اللحظة التي قال كروز فيها إنه لو فاز ترامب مجدّداً "ستنزلق أمريكا إلى الهاوية". ربّما كان محقاً – نوفمبر (تشرين الثاني) لا يزال بعيداً.

في هذا الوقت، يبدو الوضع الطبيعي الجديد في الولايات المتحدة غريباً بالفعل. دونالد ترامب يفوز ولا أحد – لا تيد كروز ولا كامل الحزب الجمهوري المشترك في الحفل (تذكرون حملة #أبداً ترامب؟) قادر على إيقافه.