الجمعة 6 مايو 2016 / 14:31

أردوغان يُسقط النظام في.. تركيا

علّق الكاتب التركي مراد يتكين على قرار رئيس الوزراء التركي أحمد دواد أوغلو عدم الترشح لرئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، معتبرأ أنه لم يستقل ولكنه يتنحى.

هذا يعني تغييراً راديكالياً ولكن فعلياً للنظام الإداري لتركيا، أي انتقال فعلي إلى نظام نصف رئاسي حيث يكون رئيس الوزراء عملياً منسقاً لشؤون مجلس الوزراء لدى الرئيس

وقال إن الحياة السياسية في تركيا كانت دائماً مليئة بالمفاجآت، وداود أوغلو لم يخسر انتخابات ولا مذكرة لسحب الثقة منه في البرلمان ولم يستقل، إلا أنه يستعد للمشاركة في مؤتمر عام استثنائي للحزب لن يعود بعده رئيساً للحزب ولا رئيساً للوزراء، وإنما مجرد نائب عن حزب العدالة والتنمية.

ووفقاً ليتكين، اتخذ داود أوغلو هذا القرار بنفسه، وأنه هو الذي اقترح هذه الصيغة في اجتماع بينهما في الرابع من مايو (أيار)، ولكن رئيس الوزراء أوضح في بيان صحافي عدّد فيه نجاحاته في منصبه، أن قراره لم يكن خياراً شخصياً لإنهاء ولايته التي تستمر أربع سنوات، في أقل من سبعة أشهر، وإنما كان "حاجة".

غياب الثقة
ولم يدل داود أوغلو بتفاصيل، لكن "الحاجة" قد تنبع من غياب الثقة في المجلس التنفيذي للحزب. ففي 29 أبريل (نيسان)، جرد المجلس رئيس الحزب من صلاحية تعيين قيادات حزبية في المقاطعات في مذكرة وقعها 47 من الأعضاء الخمسين لمجلس الحزب. ورد داود أوغلو بأنه كان يحب سماع اعتراضات رفاقه قبل اتخاذ القرار، مضيفاً: "أعتقد أن ثمة حاجة إلى رئيس جديد للحزب".

ويقول يتكين إنه ثمة عدداً من المرشحين للمنصب الذي يشغر قريباً، وأبرزهم وزير النقل بينالي يلديريم ووزير الطاقة بيرات البيرق، وهو صهر أردوغان. والواضح أنه أياً كان الشخص الذي يختاره الرئيس، سيحصل على أصوات مؤتمر الحزب. وما يتوقعه أردوغان من الرئيس الجديد للحزب ورئيس الوزراء العتيد ليس أقل من "انسجام" بنسبة مئة بالمئة، وهو ما يمكن تسميته ولاءً في كل من شؤون الحزب والحكومة. لذا، ليس مهماً عملياً من يكون رئيس الحكومة العتيد.

تغيير راديكالي
ويضيف يتكين: "هذا يعني تغييراً راديكالياً ولكن فعلياً للنظام الإداري لتركيا، أي انتقال فعلي إلى نظام نصف رئاسي حيث يكون رئيس الوزراء عملياً منسقاً لشؤون مجلس الوزراء لدى الرئيس".

انقلاب
ووصف زعيم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدارأوغلو تنحية أردوغان بأنه "انقلاب من القصر، من الشخص الذي يسميه زعيمه"، في إشارة إلى أردوغان. وأكد أن حزبه لن يقبل هذا الأمر الواقع، لافتاً إلى أنه "مؤسف أن نضطر إلى الدفاع عن حقوق داود أوغلو". وأكد أن ما حصل ضربة للديموقراطية البرلمانية في تركيا.

كذلك، وصف الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش الخطوة بأنها "انقلاب".

آليات حزبية

ويخلص يتكين إلى أن أردوغان نجح في إنجاز تحول في النظام السياسي في تركيا الأمر الذي سيعزز السلطات التنفيذية للرئيس. وهو قام بذلك بإرغامه داود أوغلو على التنحي من خلال آليات داخلية للحزب يعرفها أردوغان أكثر من أي شخص آخر.