الثلاثاء 24 مايو 2016 / 21:10

هل يعمل جهاديون في مطار شارل ديغول؟

منذ عشر سنوات، ظهرت مخاوف من أن يكون بعض العاملين في مطارات باريس يزيد الذين عددهم على ٨٥ ألف عامل، متعاطفين مع إرهابيين، أو أنهم هم أنفسهم إرهابيون، بحسب تقرير كتبته المحررة الفرنسية في موقع ديلي بيست الإخباري الأمريكي، إرين زاليسكي، وزميلها كريستوفر ديكي، وهو صحافي وكاتب.

خلال السنوات الأخيرة، كشفت الشرطة الفرنسية شبكات إجرامية عدة على صلات بإسلاميين متشددين، من بين العاملين في قسم نقل الحقائب في المطارات الفرنسية

ويقول الصحافيان أنه في ديسمبر( كانون الأول) من العام الماضي، وبعد الهجمات على مواقع عدة في باريس، استبعد من مواقعهم الوظيفية، قرابة ٧٠ من العاملين القادرين على الوصول إلى طائرات رابضة على الأرض، وذلك لأنهم كانوا مشبوهين أمنياً.

وخلال السنوات الأخيرة، وبشكل أكثر هدوءاً، كشفت الشرطة الفرنسية شبكات إجرامية عدة على صلات بإسلاميين متشددين، من بين العاملين في قسم نقل الحقائب في المطارات الفرنسية.

مخاوف
وتلفت زاليسكي وديكي إلى أنه منذ سقوط الطائرة المصرية التي أقلعت من المدرج الرقم ١ في مطار شارل ديغول، ليلة الأربعاء الماضي، في البحر الأبيض المتوسط، وهي في طريقها إلى القاهرة، بعد ثلاث ساعات ونصف من إقلاعها، ظهرت مخاوف أكثر جدية حيال تورط عاملين في المطار الفرنسي في الجريمة. ولكن التدقيق في انتماءات أشخاص سواء أكانت دينية أم إثنية، فضلاً عن تعقيدات القانون الفرنسي، يجعل من الصعب تبديد هذه المخاوف.

وقال أحد رجال الأمن العاملين في المطارات لموقع ديلي بيست في جلسة خاصة إن النظام الساري حالياً يقف في مواجهة الشرطة ورجال فرض القانون.

بطء مؤلم
ويشير الكاتبان إلى بطء التحقيقات في حادث سقوط الطائرة، وإلى استمرار التكهنات في شأن تورط إرهابيين في ظل عدم العثور على قطع كبيرة من الحطام، ولا على" الصندوقين الأسودين" أيضاً.

وكتب كيف إيرفينغ في ديلي بيست: "كل ما يبدو مؤكداً حتى اللحظة هو أن البيانات التي أرسلت بشكل أوتامتيتكي من الطائرة تظهر وقوع نوع من الانفجار نتج عنه دخان ونار في مقدمة الطائرة، ولكن ليس كافياً لتوفير تفاصيل بشأن أسباب الحادث".

لا استنتاجات
ويلفت المحرران إلى عدم رغبة أحد في التسرع بإصدار استنتاجات، كما لا يريد أي مسؤول فرنسي، أو أي شخص آخر، الإشارة بأصبع الاتهام إلى عاملين على الأرض يعملون حول الطائرات في باريس ما لم توفر التحقيقات أدلة ملموسة. ولكن، يبقى سجل مجموعة من الراديكاليين الذين عملوا قرب طائرات، مثيراً للقلق ، وتحفل وثائق موجودة في حوزة أقسام الشرطة والروايات البوليسية بمثل تلك الروايات.

أول الإشارات
وربما جاءت أولى تلك الإشارات بقلم الكاتب الغزير الإنتاج الراحل فيليب دي فيلليرس، في روايته مساجد مطار شارل ديغول، المنشورة في عام ٢٠٠٦.

ودفاعاً عن بحثه، كتب فيلليريس في مجلة لو فيغارو في ذلك العام، مستشهداً بما تبين أنه تفاصيل عملية استخباراتية فرنسية داخلية. وقد لفت الكاتب الفرنسي لكيفية نمو جماعات إسلامية متشددة بين بعض العاملين في نقل الحقائب في المطار. ومن ثم تبين أن أولئك العاملين جاؤوا من بلدات من شمال أفريقيا، واختلطوا بمجموعات إجرامية وتلقوا تعاليم متطرفة.

لا تمييز
ويحظر القانون الفرنسي بشدة التمييز على أساس ديني او عرقي، كما هو الحال في الولايات المتحدة، ولذا تعتمد كل القرارات في شأن الاشتباه بأحدهم على سلوكه الظاهري، فحسب. وقد فقد بعض العاملين في مطارات باريس وظائفهم نتيجة حماستهم الدينية، وإظهارهم تعاطفاً مع بعض المنظمات المتشددة.
  
وتقول السلطات الفرنسية أنها تواصل التحقيقات.