القيادي السلفي ياسر برهامي (أرشيف)
القيادي السلفي ياسر برهامي (أرشيف)
الأربعاء 25 مايو 2016 / 12:33

مصر: السلفيون يستعدون للسيطرة على المساجد بـ"خطة برهامي"

24 ـ القاهرة ـ علي الدين مصطفى

كشفت مصادر مقربة من التيار السلفي، عن اجتماع محدود، التقى خلاله القيادي السلفي نائب رئيس الدعوة السلفية بمصر، ياسر برهامي بعدد من اقطاب التيار في محافظات الدلتا، أبلغهم خلاله بخطة وضعها بنفسه، ويشرف علي تنفيذها خلال شهر رمضان القادم، بهدف استعادة جزء من أرضيتهم التي فقدوها بسبب تكشف أكاذيبهم، وهو ما نفر نسبة كبيرة من المصريين، من الفكر السلفي ورموزه ومشايخه.

وقالت المصادر لـ24، إن برهامي أبلغ اتباعه أن عليهم الظهور في الفترة الحالية بمظهر "الأكثر تسامحاً" والتخفيف من خطاب الكراهية والعنف والتكفير، وتبني مقولات أقرب إلى الاعتدال، لاستعادة زمام الأمور.

وتتضمن الخطة أيضاً ــ بحسب المصادر ــ الدفع بوجوه جديدة تكون مقبولة أكثر لدى الناس، وتلميعهم من خلال جولات لهم في مساجد القرى والمدن الصغيرة، والتي فقد السلفيون جزءاً كبيراً من نفوذهم فيها.

ويبدو أن السلفيين اكتفوا بمحافظات الدلتا فقط هذا الموسم، تاركين محافظات الصعيد للجماعة الإسلامية، حيث يركزون نشاطهم علي محافظات كفر الشيخ والغربية والدقهلية بينما سيتولي برهامي بنفسه التجوال على مساجد الإسكندرية ومطروح التابعة للتيار، ومعه عدد من الشباب و"الوجوه الجديدة".

الخطة "البرهامية" تركز على مساجد الأرياف، والمناطق الشعبية والعشوائية على أطراف المدن لاستقطاب أنصار جدد، ومن أجل هذا الغرض ستظهر أكبر قدر من المرونة مع الدولة، ومع وزارة الأوقاف التي منعت عدداً كبيراً من مشايخ السلفيين من اعتلاء المنابر وإلقاء الدروس خلال العامين الماضيين، وصولاً إلى تردد أنباء عن اتجاه الوزارة لإلغاء ترخيص الخطابة الخاص ببرهامي نفسه، وهو ما نفاه الرجل، وحرص على تكرار التأكيدات أنه ليس في صدام مع الدولة ولا يريد هذا الصدام.

من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف لـ24، ان الدولة يقظة تجاه مخططات برهامي، وتراقب الوضع عن كثب، مضيفاً أنه تم الاتفاق مع "الدعوة السلفية" في الإسكندرية على الالتزام بالقوانين، وعدم تجاوز المساجد والزوايا التابعة لهم.

وفي سياق مواز، قام برهامي بجمع عدد من كتبه ومؤلفاته من الأسواق، فيما كشفت مصادر إنه ينوي تنقيحها، وحذف الفتاوي والآراء الشاذة التي أثارت الجدل، وخصوصاً المتعلقة بالعمل السياسي، وعلاقة المسلمين بالمسيحيين داخل المجتمع الواحد، وهو ما رأى فيه مراقبون أنه قد يكون استعداد من قبل السلفيين لجولة أخرى، في محاولتهم المستمرة القفز إلى المشهد السياسي كوريث وبديل لجماعة الإخوان، وهذا الاحتمال يعززه اقتراب موعد انتخابات المحليات في مصر.