الخميس 9 يونيو 2016 / 12:14

بهذه الطريقة يمكن لكلينتون الانتصار على دونالد ترامب

24- زياد الأشقر

بعد تأمين هيلاري كلينتون العدد الكافي من المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأمريكية، بات عليها مواجهة المرشح الجمهوري رجل الأعمال دونالد ترامب.

ويتفق الجميع على أن ما يجب أن تتجنبه كلينتون هو أن تنجر إلى مستنقع بواسطة خصمها الذي سبق له أن أثار مسألة التجاوزات الجنسية لبيل كلينتون وفضائح قديمة مثل انتحار فينس فوستر عام 1993، محامي البيت الأبيض والصديق المقرب من عائلة كلينتون من أيام أركنساس

وعن المرحلة المقبلة لكلينتون، كتب روبرت كورنويل في صحيفة الإندبندنت: "قبل ثمانية أعوام، وقفت هيلاري كلينتون بعيون دامعة لتعترف بفوز باراك أوباما بعد سباق هو الأكثر تقارباً وإثارة داخل الحزب الديموقراطي في العصر الحديث. أما في 7 يونيو (حزيران) 2016 ، وبعد تنافس أقل حدة مع بيرني ساندرز، باتت الجائزة بين يدي كلينتون".

وتحول انتخابات واحدة فقط بينها وبين تحقيق حدث مهم في التاريخ الأمريكي بعد 228 سنة، إذ إن وصول إمرأة إلى رئاسة الولايات المتحدة بعد 44 رئيساً من الرجال، يعني انها ستكون المرأة الأولى التي تتسلم المنصب الأقوى على وجه الأرض.

وبعد الإنتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء، بما ذلك في نيومكسيكو ونيوجيرزي وفي كاليفورنيا، فإن السيدة كلينتون وليس السيد ساندرز هي من ستواجه دونالد ترامب في 8 نوفيمر (تشرين الثاني). وسيشهد العام خمسة أشهر من أشنع السياسات التي يمكن تخيلها.

ترامب لن يغير أسلوبه
فمنذ تمكنه من تأمين الفوز بترشيح الحزب الجمهوري قبل شهر، أكد ترامب بوضوح أنه لن يغير أسلوبه المتعصب والمهين. لكن هيلاري كلينتون هي في موقع يؤهلها للتعامل مع هذه الأساليب. وربما يكون طريقها إلى الفوز بالترشيح نضالاً طويلاً أكثر من تتويج متوقع، وخصوصاً أن أسلوبها ليس مثيراً، وهي ليست بالقوة التي كان عليها زوجها أو الرئيس الحالي. والناس ببساطة ضجروا منها. ولهذا السبب تمكن رجل في الرابعة والسبعين يقدم نفسه على أنه إشتراكي ولم يكن معروفاً تقريباً قبل عام، من أن يفوز بقلوب الناخبين الديموقراطيين المثاليين، بمن فيهم النساء خلال الإنتخابات التمهيدية.

ولهذه الأسباب أيضاً، باتت كلينتون خلال سنة من معارضة المؤسسة الحاكمة، كأنها نموذج لهذه المؤسسة وأحد العاملين فيها بامتياز. وهذا العائق سيستمر في نضالها ضد ترامب الذي يبقى السياسي الوحيد الآتي من خارج المؤسسة، أياً تكن النظرة إليه. ولضمان فوزها عليه، يقول الكاتب إن على كلينتون أن تكسر هذه الصورة.

أكثر إثارة وأقل حذراً

ويعتقد مستشاروها أن جزءاً من هذا سيتحقق مع ضمانها الترشيح، ومع حجم ما تمثله من كونها المرأة الأولى التي تحظى بالترشيح لمنصب الرئاسة. لكن ثمة إشارات إلى أن كلينتون الأقل حذراً ستكون أكثر إثارة وأقل تعرضاً لخسارة رهاناتها.

ويتفق الجميع على أن ما يجب أن تتجنبه كلينتون هو أن تنجر إلى مستنقع بواسطة خصمها الذي سبق له أن أثار مسألة التجاوزات الجنسية لبيل كلينتون وفضائح قديمة مثل انتحار فينس فوستر عام 1993، محامي البيت الأبيض والصديق المقرب من عائلة كلينتون من أيام أركنساس.

مشكلتها الأكبر
لكن السيدة كلينتون يمكن أن تتعامل مع هذا. فرغم كل شيء تعاملت مع إذلال مونيكا لوينسكي بكرامة وفازت بإعجاب أشخاص لم يكونوا من المؤيدين الطبيعيين لها. وفضلاً عن ذلك، فإنها تميل كي تكون في أفضل حالاتها في المحن. وأخطاء مثل مشكلة البريد الإلكتروني حدثت في وقت كان كل شيء يسير بنجاح. وكذلك بالنسبة إلى قبولها رسوم كبيرة مقابل خطابات لمصارف وول ستريت عندما كانت تفكر في الترشح للرئاسة وعندما كانت قطاع المال في أدنى شعبيته. ومشكلتها الأكبر في الخريف هي ان تعتبر الأمور سهلة، وأن تختار إطلاق النار على قدميها.