شرطة أردنية (أرشيف)
شرطة أردنية (أرشيف)
الخميس 9 يونيو 2016 / 12:35

الذئاب المنفردة.. التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في المنطقة

24- عمان- صدام الملكاوي

يرى محللون سياسيون أن "التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في المنطقة، هو ضبط "الذئاب المنفردة" المتطرفة، ومنعها من ارتكاب أعمال إرهابية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي تعرض له مكتب أمني للمخابرات الأردنية مؤخراً، وأسفر عن سقوط 5 قتلى".

ويطلق مصطلح "الذئاب المنفردة" على الأفراد الذين يقومون بأعمال إرهابية بشكل منفرد، دون أن تربطهم علاقة منظمة بتنظيم إرهابي، وقد تكون علاقة تعاطف واعتناق للفكر، عن بعد دون اتصال أو توجيه من قبل التنظيمات الإرهابية، وظهر المصطلح في وسائل الإعلام غداة دعوة أطلقها الناطق باسم تنظيم داعش، أبو محمد العدناني، في 2014، عندما دعا إلى "استنفار أي مقاتل أو نصير أو موحّد، استعداداً لمواجهة التحالف الدولي".

ورغم شروق شمس اليوم الرابع بعد العملية، لم يتبن أي تنظيم عملية الهجوم التي نفذها شاب (22 عاماً) يدعى محمد المشارفة، على مكتب المخابرات في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة عمان.

وقالت معلومات سبق نشرها، إن "المنفذ يحمل قيوداً أمنية منها التعاطف مع تنظيمات إرهابية والدعوة للتجنيد لها، وكان يراجع الأجهزة الأمنية باستمرار".

ولم يستبعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، مروان شحادة، أن يكون المشارفة من الذئاب المنفردة التي تحمل فكر تنظيم داعش، حيث يمكن أن يكون قد خطط ونفذ العملية بقرار شخصي، دون تبني رسمي من تنظيم داعش العملية، كما كان الوضع في خلية إربد الإرهابية التي لم يتبناها التنظيم.

واعتبر شحادة أن "توقيت تنفيذ العملية فجر اليوم الأول من رمضان، رسالة قوية للأجهزة الأمنية أن التنظيم يخوض حرباً معها، ويستهدف أمنها واستقرارها".

والأردن عضو في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ آب(أغطسطس) 2014، ويضم 60 دولة، ويشن منذ سبتمبر(أيلول) 2014 غارات جوية تستهدف تنظيم داعش في العراق وسوريا، ومنذ ذلك الوقت يتلقى الأردن تهديدات متواصلة من تنظيمات إرهابية باستهداف أمنه واستقراره.

ويقول أستاذ العلوم السياسية عامر ملحم، إن "الحرفية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية الأردنية كافة، وعلى رأسها دائرة المخابرات التي أحبطت العديد من المخططات الإرهابية لتنظيم داعش وغيرها على الساحة الأردنية، مما جعل اختراق المنظومة الأمنية الأردنية أمراً أشبه بالمستحيل، جعلت التنظيمات تعتمد على الأسلوب التقليدي لها "الذئاب المنفردة" التي يصعب على أي جهاز أمني لجمها بشكل كامل".

ويرى ملحم أن "صعوبة التعامل الأمني مع هولاء الأشخاص، بسبب عدم قدرة السلطات على امتلاك معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل، خاصةً أنه لن يتلقى اتصالا من جهة ما للتخطيط للعملية".

وتعالت الأصوات بعد هجوم البقعة، للمناداة بعمل سياسي واقتصادي وفكري، بموازاة العمل الأمني لمواجهة الإرهاب، لرفع المستوى الفكري للمواطن كأداة لجم فعالة للإرهابيين قبل تخطيطهم لأي عمل.

وفيما تشير أرقام لوزارة الداخلية إلى وجود أكثر من 7 آلاف سلفي جهادي، ألفان منهم من المتعاطفين مع داعش، وأكثر من 1200 التحقوا بصفوف المقاتلين سواء داعش أو جبهة النصرة، يرى خبراء أن أعداد الجهادين يفوق الأعداد الرسمية.