الخميس 23 يونيو 2016 / 12:42

أوباما يحارب داعش بلا همّة.. النتائج كارثية

يعتقد جيد بابين، نائب وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وزميل رفيع في مركز لندن للأبحاث السياسية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ظل طوال عهده متجاهلاً حقيقة أن الضعف في مواجهة إرهابيين خارج أمريكا، مقروناً بضعف في مواجهتهم داخل أراضيها، يؤدي لنتائج كارثية.

عامان من حرب أوباما ضد داعش، لم تضعف قدرة التنظيم على شن هجمات حول العالم. ويأتي ذلك رغم إصرار الرئيس على أن داعش يعاني من ضعف المعنويات وفقدانه السيطرة على مناطق عدة

ومن أجل إلحاق الهزيمة بإرهابيين، لا بد، بحسب مقال لبابين في صحيفة واشنطن تايمز، من اتباع سياسات محلية واستراتيجيات خارجية متكاملة ويدعم بعضها البعض. وعندما يوقع عشرات من الديبلوماسيين الأمريكيين على عريضة تطالب بتنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري، فذلك يعني أن سياسات الرئيس أوباما فاشلة.

عامان من الحرب
وللتأكيد على وجهة نظره، يلفت بابين إلى ما قاله، الأسبوع الماضي، مدير سي آي اي، جون بيرينان، بأن عامين من حرب أوباما ضد داعش، لم تضعف قدرة التنظيم على شن هجمات حول العالم. ويأتي ذلك رغم إصرار الرئيس على أن داعش يعاني من ضعف المعنويات وفقدانه السيطرة على مناطق عدة.

وجاءت مجزرة النادي الليلي في أورلاندو لتبدد أوهام أوباما. وفي مؤتمر صحافي عقده، بعد المجزرة بوقت قصير، بدا جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، إف بي آي، أقرب إلى تقديم اعتذار. فبالرغم من تحقيق مكتبه مع عشرات من الجهاديين، فهو ممنوع من مراقبة مساجد، وغيرها من الأماكن التي يمكن جمع معلومات من خلالها. ولا يستطيع إف بي آي التحقيق مع أو اعتقال أي شخص، سوى بعد ارتكابه جريمة ما، أو الاشتباه به. كما أدت سياسة التصحيح السياسي إلى إلغاء مواد للتدريب بشأن الإسلام الراديكالي والجهاد.

كيف يجب التعامل مع الإرهابيين؟

ويقول الكاتب إن التعامل مع إرهابيين يعيشون داخل أمريكا يتطلب تذكر ما قاله بين فرانكلين، أحد مؤسسي الولايات المتحدة، في عام 1755 من أن "من يتخلون عن الحرية الأساسية، من أجل الحصول على أمان مؤقت، لا يستحقون نيل الحرية ولا الأمان". وإذا اتبعنا نصيحة فرانكلين، سوف يتحسن أداؤنا في محاربة إرهابيين خارج أمريكا، وفي حماية أنفسنا محلياً.

ويضيف بابين أن "ما تقوم به الولايات المتحدة في الخارج سيقلل من الهجمات في الداخل، خاصة مع شعور داعش والقاعدة بأنهما في مأمن من هجماتنا. وهم على حق طالما سمحنا لهما بالتواجد في ملاذات آمنة، وحاربناهما بلا همة، كما اختار الرئيس أوباما".

شروطها لا شروطهم
وبرأي الكاتب، على أمريكا أن تحارب الإرهاب بشروطها، وليس حسب شروطهم. ويجب أن لا يسمح لأية دولة بإيواء إرهابيين، أو تمويلهم وتسليحهم. ويجب أن تقصف الطائرات والقوات الخاصة الأمريكية الإرهابيين في أي مكان وزمان وجدوا فيه.

من جهة أخرى، يشير بابين إلى أن على الإدارة الأمريكية توسيع العمليات الاستخباراتية، ومحاربة الإيديولوجيا الحربية التي اتبعها العدو منذ الفتوى التي أطلقها أسامة بن لادن في عام 1996، وأطلق الحرب على أمريكا.

أقوى سلاح
وبحسب الكاتب، يبقى سلاح الاستخبارات أقوى سلاح تمتلكه أمريكا في الحرب على الإرهاب، وأنه من الخطأ منع وكالة الأمن القومي أو إف بي آي من مراقبة أشخاص غير أمريكيين يقيمون على الأرض الأمريكية.

وكما أشار جوب برينان، قبل أسبوع، يعمل داعش وشبكات إرهابية أخرى على دس إرهابيين وسط لاجئين.

وقبل أشهر، لفت كومي إلى أنه لا تتوافر أية وسائل للتحقق من علاقات لاجئين أو ارتباطهم بالإرهاب. وفي ظل تلك الظروف، يكون من الخطأ، برأي الكاتب، قبول لاجئين من مناطق تسيطر عليها داعش.

تقييد الهجرة
ويشير بابين إلى وجوب توسيع صلاحيات السلطات الأمنية وتقييد الهجرة من تلك الدول للتقليل من خطر وقوع هجمات إرهابية أخرى داخل أمريكا، رغم عدم وجود وسائل دفاعية للحماية من هجمات يرتكبها أمريكيون، مثل عمر متين.

ويختم بأنه طالما بقي أمثال متين يختبئون وسط مسلمين غير مندمجين في المجتمع الأمريكي، فسوف تتواصل تلك الهجمات.