الثلاثاء 28 يونيو 2016 / 14:47

أوزبورن بعد كاميرون ينفض يديه... الاقتصاد البريطاني في بحر هائج

علّق الكاتب آيزا بينيت في صحيفة تليغراف البريطانية على الإرتدادات المستمرة لتصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الإتحاد الأوروبي (البركزيت)، لافتاً خصوصاً إلى محاولة وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن الإثنين، تطمين الأسواق الداخلية، قائلاً ما مفادها إن "على شخص آخر القيام بالأمر الصعب".

بعد سنوات من بناء سمعته الواقعية والقويّة، قرّر القبطان أن يمضي الأشهر القليلة مختبئاً في حجرته

ووصف الصحافي تصرّف أوزبورن بأنه اعتراف من شخص إعتاد أن يتحدّث بفخر عن قدرته على اتّخاذ "قرارات صعبة".

أوزبورن يتهرّب
وسأل بينيت: "هل حدّد ما سيترتّب على هذا الأمر؟"، موضحاً أن على القرارات المرتبطة بالموازنة ستنتظر حتى الخريف حين يستلم رئيس حكومة جديد مهامّه، وحين يكون السيد أوزبورن قد استلم وظيفة جديدة أو لم يستلم أيّ واحدة على الإطلاق. ولن تكون الخيارات التي تنتظر وزير الخزانة المقبل، جميلة، كما قال أوزبورن، لكنّه تهرّب من السؤال المتعلّق بماهيّة هذه الخيارات، بحسب الكاتب.

"موازنة العقاب"
وأشار أوزبورن إلى أنه لا "يستقيل" من حملة التحذيرات من الويلات الاقتصادية، لكنّه اعترف في الأساس بأن "موازنة العقاب" الخاصة به والمحمّلة بحوالي 30 مليار جنيه استرليني من الزيادات الضريبية، لن تحصل. وسبب ذلك، أنّه سيكون أكثر من مجرّد أمر عجيب، تشديد السياسة المالية وبالتالي تقليص النمو، بالتزامن مع عبور الإقتصاد في بحر هائج. إذاً كل الفرص موجودة لإطالة الحكومة البريطانية أمج التقشف أو إقتراض المزيد للتخفيف من عبء خفض الإنفاق الذي سينتج عن البركزيت. وسيكون الأمر مؤلماً على الصعيد السياسي، لذلك قرّر أوزبورن ترك الموضوع حتى الخريف المقبل لأنّ ذلك سيكون كممرّ إلى المستشفى بالنسبة إلى خلفه، بحسب التوصيف الذي أطلقه بينيت.

إفتقادٌ للشجاعة
ويرى الكاتب أن "جبن" الوزير مثير للدهشة، لكونه يصدر عن رجل إفتخر بقدرته على اتّخاذ قرارات غير شعبية، وأمضى سنوات يخبر فيها البلاد أنّه كان "ينظّف فوضى حزب العمّال"، لكنّه الآن يختار ترك الفوضى الناجمة عن الإستفتاء تتفاقم. وكان البعض قد تساءل سابقاً عمّا إذا كان وزير الخزانة سيقوم بأي شيء ذي أهمية واقعية في وزارته هذه السنة. ويتبع تملّصه من القرارات الصعبة تقليداً سياسياً يمثله هومر سيمبسون (شخصية كرتونية تعيش في مدينة أمريكية وهمية تدعى سبرينغفيلد أو ساحة الربيع)، الذي ترشّح لمنصب المفوّض الصحّي في مدينته مع شعار لحملته "هل يمكن لأحد آخر القيام بذلك؟"، لكنّ مصدر إلهامه هو ديفيد كاميرون الأقرب بكثير إلى بلده.

عن تفسير كاميرون لأسباب الإستقالة
وبحسب بعض التقارير، قال كاميرون مفسّراً قرار الاستقالة: "لمَ يجب عليّ فعل الأمور الصعبة لآخرين، فقط من أجل أن أسلّمها لهم على طبق (من فضّة)؟". يعلم أوزبورن أنّ الإقتصاد البريطاني سيمرّ في بعض الأوقات الصعبة بعد التصويت لصالح البركزيت، ولكن لم يكن لديه الكثير ليتحدث عنه أكثر من أنّ بريطانيا كانت "مستعدّة لما هو غير متوقّع".

وأضاف الكاتب أنّ الوزير قد يشعر بأنه غير ملزم برسم طريق يمكن لخلفه أن يعود بمرونة إليها، على الرغم من أنّ الإقتصاد البريطاني بحاجة إلى شخص يوطّد السفينة. في وقت مبكر من هذه السنة، كان يتباهى بأنّه لم يتّخذ "إصلاحات قصيرة المدى" لكنّ ردّه على الإستفتاء يظهر تماماً عكس تباهيه السابق. بعد سنوات من بناء سمعته الواقعية والقويّة، قرّر القبطان أن يمضي الأشهر القليلة مختبئاً في حجرته.