عناصر من تنظيم داعش (أرشيف)
عناصر من تنظيم داعش (أرشيف)
الخميس 21 يوليو 2016 / 20:02

خبراء: داعش يستفيد من هجمات تشن باسمه لتغطية تراجعه الميداني

يرى خبراء أن تنظيم داعش لم يخطط من سوريا أو العراق الهجمات الأخيرة التي وقعت مؤخراً في الغرب لكنه يتبناها من أجل تعزيز صورته الشاملة وتغطية تراجعه الميداني.

وقال الخبير في التيار الجهادي في المركز الفكري الأمريكي "منتدى الشرق الاوسط"، أيمن التميمي، أن اعتداء نيس (فرنسا) أو الهجوم بساطور على ركاب قطار في ألمانيا "يساعدان في إيجاد جو من الخوف ويعززان فكرة أن تنظيم داعش يبقى قوة كبيرة على الرغم من خسارته لأراض" في العراق وسوريا.

لكنه أضاف أن "طريقة تبني التنظيم لهذه الهجمات يشير إلى غياب مشاركة عملانية مباشرة".

وكانت وكالة أعماق، إحدى الوسائل الدعائية لتنظيم داعش، أوضحت أن هجوم ألمانيا جرى "تلبية للدعوات إلى استهداف دول التحالف" ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وهذه الصيغة تنطبق على النص الذي استخدم لتبني اعتداء نيس الذي نفذه تونسي في الحادية والثلاثين من العمر اقتحم بشاحنته حشداً بعد عرض الألعاب النارية في العيد الوطني الفرنسي.

ويصف التنظيم الإرهابي منفذي الهجمات بأنهم "جنود" الخلافة بدون أن يكشف طبيعة صلاتهم به.

وهو يؤكد أنهم يلبون الدعوة التي أطلقها في 2014 "الناطق" باسم التنظيم السوري أبو محمد العدناني، إلى التحرك في دولهم عبر استخدام أي سلاح متوفر من سكين أو حجر أو آلية.

ويغرق التنظيم شبكات التواصل الاجتماعي بالدعاية من نصوص وصور وتسجيلات فيديو تشيد بمثل هذه الأعمال العنيفة.

بالنسبة لتنظيم داعش، لهذه الاستراتيجية فوائد عديدة بما أن هذه الهجمات لا تتطلب تخطيطاً طويلاً وليست مكلفة بالمقارنة مع فاعليتها القصوى.

وقال التميمي إنه بالنسبة للسلطات "من الأصعب تجنب هذه الهجمات لأنه لا يمكن التكهن بها".


أما ويل ماكانتس الخبير في الحركات الجهادية في مركز "بروكينغز اينستتيوشن" الفكري في واشنطن فيرى أن هذه الهجمات "تؤدي إلى خوف اكبر من الاعتداءات التي يتم التخطيط لها مباشرة لأن منفذها يمكن أن يكون أي شخص".

وتكيف تنظيم داعش مع الصعوبات التي يواجهها في سوريا والعراق حيث يتوجب على قادته الاختباء أو التخفي قدر الإمكان لتجنب رصدهم واستهدافهم، خصوصاً من قبل طائرات التحالف ضد الإرهابيين الذي تقوده الولايات المتحدة وشن خلال سنتين حوالى 14 ألف ضربة في البلدين.

وتؤكد واشنطن أن تنظيم داعش خسر في العراق وسوريا حوالى 50 بالمئة وبين 20 و30 بالمئة على التوالي، من الأراضي التي سيطرته عندما بلغ اوج انتشاره في 2014.

وقال مايكل ويس من مركز "اتلانتيك كاونسل" إن التنظيم "فقد قدرته على الاحتفاظ بمساحات شاسعة من الأراضي" لكنه "لم يفقد قدرته على شن هجمات آنية".

وقال التميمي إنه في هذه الأجواء، لم يعد تنظيم داعش يولي "أهمية كبيرة" لمكاسب منفذي الهجمات بينما يبدو معظمهم من "ذوي الماضي المضطرب أو يعانون من مشاكل نفسية".

وصرح مدعي باريس فرنسوا مولانس الاثنين أن الحملة الدعائية للتنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي تبدو أكثر فاعلية عندما تصل إلى "شخصيات مضطربة أو أفراد معجبين بالعنف المفرط".

ووصف منفذ اعتداء نيس، محمد لحويج بوهلال بأنه رجل "بعيد جداً عن الاعتبارات الدينية، لا يمارس الشعائر ويأكل لحم الخنزير ويشرب الكحول ويتعاطى المخدرات...". ويبدو أنه لم يهتم بالتيار الإرهابي إلا مؤخراً.

وفي ألمانيا، قال وزير الداخلية إن الهجوم على قطار الذي نفذه شاب في السابعة عشرة من العمر "قد يكون حالة تجمع بين الجنون والإرهاب".

وفي الولايات المتحدة، كان عمر متين الذي قتل عشرات الاشخاص في ملهى ليلي لمثليي الجنس في أورلاندو، يستخدم تطبيقات تعارف مع مثليين ويرتاد الملهى الذي قام بمهاجمته.