الجمعة 22 يوليو 2016 / 21:31

الجبير للأوروبيين: اطردوا الأئمة الذين يحرضون على الكراهية...وإن كانوا سعوديين

في حديث الى موقع مجلة بوليتيكو تزامن مع مرور سنة على توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وعد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باصلاحات تدريجية في المملكة، ومد غصن زيتون لموسكو ووجه انتقادات لاذعة لإيران.

أيام الأسد معدودة...لذا اقبلوا الصفقة حيث يمكنكم

ليس لدينا أئمة نرسلهم إلى أوروبا، وإذا كانوا يحرضون على الكراهية في بلدانكم امنعوهم من الوعظ

وقالت الصحافية التي أجرت الحديث إن السعوديين بدأوا هذا الأسبوع هجوماً ناعماً في العواصم الأوروبية يرمي إلى تركيز الضوء على التغيرات المرتقبة في المملكة، لافتة إلى أن الرجل الذي تولى هذه المهمة هو وزير الخارجية الذي أكد التزام بلاده تنويع اقتصادها بعيداً من النفط، ورحب باستثمارات أجنبية. وخلال الزيارة التقى ديبلوماسيين أوروبيين ومد غصن زيتون لروسيا، وجدد موقف بلاده المنتقد لإيران.

وقال رئيس الديبلوماسية السعودية إن أي تغيير في المملكة سيكون تدريجياً، إلا أنه أكد أن السعودية هي الآن أكثر انفتاحاً على الاستثمارات، لافتاً إلى فرص استثمار في الدفاع والتعدين والطاقة الشمسية والسياحة والترفيه. وأفاد أن "النفط قد يختفي في غضون 20 أو 30 سنة، فماذا نفعل عندها، إذا لم يكن لدينا اقتصاد دينامي وخلاق ومستدام؟".

أسعار النفط
ورفض الجبير الفكرة القائلة إن الإصلاحات الواسعة التي أطلقت بموجب "رؤية 2030" سببها التراجع الكبير في أسواق النفط من أكثر من 100 دولار للبرميل عام 2014 إلى أقل من 50 دولاراً الآن. ومع ذلك، أكد أن أولوية السعودية في الأشهر المقبلة ستكون استقرار التحولات "غير المنتظمة" في أسعار النفط، مضيفاً أن الاضطرابات السياسية العالمية تزيد التقلبات.

ويلقي الجبير بالمسؤولية عن الكثير من المشاكل التي تواجه المنطقة، على إيران، قائلاً إن الجماعات التي تدعمها طهران، كحزب الله في لبنان وسوريا حيث تقاتل الميليشيا الشيعية في صفوف قوات النظام السوري، والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، مضيفاً أن إيران تحرض على التمرد في صفوف شيعة البحرين والسعودية. ورأى أن "إيران في ثورة...تريد إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، وهذا جنون لأنها انتهت منذ قرون".

غصن زيتون لروسيا
ووصل الجبير إلى بلجيكا عشية الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا. والتقى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي اضطلعت بدور رئيسي في المحادثات التي أدت إلى الاتفاق.

رسالة الجبير إلى الإتحاد الأوروبي كانت واضحة وهي:"لا تهمشوا السعودية في أي محادثات لاحقة في شأن مستقبل سوريا حيث يدعم كل من إيران وسوريا مجموعات بالوكالة في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات".

وعلى رغم الدعم الإيراني والروسي لنظام الأسد، لفت الجبير إلى أنه من الخطأ الاعتقاد، كما يفعل البعض في أوروبا، أن ثمة مستقبلاً سياسياً للأسد في سوريا. وفي ما يتعلق بروسيا، قال إن السعودية مستعدة للتعاون مع نظيرتها المنتجة للنفط، مشيراً إلى أنه يمكن لموسكو أن تصل إلى سوق دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة من الاستثارات تفوق تلك التي تحصل عليها الصين، وسيكون من المنطقي أن تقول موسكو أن ما يصب في مصالحها هو تعزيز علاقتها مع الرياض وليس مع الأسد".

وفيما يبلغ حجم التجارة بين الرياض وموسكو نحو عشرة مليارات دولار، لفت الجبير إلى "أننا مستعدون لمنح روسيا حصة في الشرق الأوسط تجعل روسيا أقوى من الإتحاد السوفياتي". وأضاف: "نختلف على سوريا، ليس كثيراً على نهاية اللعبة، وإنما على طريقة الوصول إلى هناك". وأكد أن "أيام الأسد معدودة...لذا اقبلوا الصفقة حيث يمكنكم".

التغييرات في السعودية

وعن التغييرات في السعودية، قال إن الإصلاحات الإقتصادية يجب أن تترافق مع تغيير اجتماعي، وإن يكن أكد أن ذلك سيكون تدريجياً وبطيئاً. وقال: "سيحصل ذلك، أنا متأكد من ذلك"، بما فيه التغيير في وضع المرأة التي تمثل نصف المجتمع السعودي وما نسبته 55% من المتخرجين الجامعيين. وأضاف أن "القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة تأتي من المجتمع لا من الحكومة"، موضحاً أن "هدفنا هو توفير فرص لا تغيير التركيبة الإجتماعية لمجتمعنا. لا نستطيع فرض التغيير على الشعب، ولكن علينا السماح للمجتمع بالتغير".

اطردوهم من بلدانكم
وأكد أن السعودية طهرت مساجدها من الأئمة الذين قد يلهمون الراديكاليين الذين ضربوا حول العالم وفي المملكة أيضاً. ووجه كلمة إلى أوروبا التي ضربها الإرهاب، قائلاً: "ليس لدينا أئمة نرسلهم إلى أوروبا، وإذا كانوا يحرضون على الكراهية في بلدانكم امنعوهم من الوعظ. إذا كانوا سعوديين، اطردوهم من بلدانكم، ولكن لا تلقوا اللوم على الآخرين. تعاملوا مع الأمر". ووجه تحذيراً آخر لنظرائه الأوروبيين، قائلاً إنه على رغم صعود إيران وتراجع أسعار النفط وحملة الهجمات المكثفة من داعش، يجب عدم الاستهانة بنفوذ المملكة وقدراتها. وذكر بأن المملكة تجاوزت الانقلابات الإقليمية التي حصلت في خمسينات القرن الماضي واضطرابات سبعينات القرن الماضي، بعد حملة عنيفة على المعارضين في الداخل، وانتفاضات الربيع العربي، مؤكداً أنها ستتجاوز دوامة الاضطرابات الأخيرة، و"ليس مستحسناً أبداً إلغاء السعودية".