الأحد 14 أغسطس 2016 / 19:54

جمعتنا بشرة خير وتوحدنا: كلنا العراق

حسين الجسمي صوت الإمارات الذي ينطلق في أنحاء الوطن العربي ليدعو دائما إلى توحيد الصف، وإلى نبذ الفراق

من بشرة خير التي ألهبت المشاعر الوطنية في مصر والوطن العربي والتي حوّلت المشهد السياسي في مصر إلى لوحة من الفرح والبهجة والاستبشار بالغد، وزرعت السعادة في قلب مستمعيها، وكان لها دور لكي يكون الكثيرون جزء من العرس الديمقراطي المصري، يعود حسين الجسمي إلى ما اتقنه وما برع فيه، يعود إلى مخاطبة الحس الوطني بلغة الموسيقى والمشاعر واستحضار حب الوطن بأكثر الطرق سهولة وبساطة وبلغة لا تحتمل المحسنات السياسية ولا البهرجة الدعائية ولا المترادفات اللغوية لا الشعارات الحماسية الرنانة.

لغة تختصر الطريق وتختصر الكلام وتختصر الأوجاع، وتختصر الجراح، وتستنهض الحل الذي لا يعرفه دعاة فتنة ولا سماسرة وطن ولا مشعلي حرائق الطائفية ولا تجار دم ولا أسلحة ولا مرتزقة التفجيرات، جملة:
#كلنا_العراق.

لغة بدون ديباجة وزخرفة، خالية من دسم الشعارات المتخمة بالرياء ومن عجن السياسة المسموم بتداخل المصالح الخارجية على حساب الوطن.

فحسين الجسمي من هذا الوطن: الإمارات، حسين الجسمي صوت الإمارات الذي ينطلق في أنحاء الوطن العربي ليدعو دائما إلى توحيد الصف، وإلى نبذ الفراق، وإلى التوحد على حب الوطن، وإلى العودة إلى التراب، تراب الأرض الذي من خلاله نتجاوز العقبات وننتصر على جميع المؤامرات وننتصر لأنفسنا ولأوطاننا وللحياة.

كلنا العراق أطلقها حسين الجسمي في حب العراق، لغة ضيعتها الطائفية البغيضة والمذهبية القبيحة، والحرب التي شرخت نسيج النفوس والتي أصابت نسيج الوطن ولحمة الوطنية في مقتل وسمحت لأذرع الفتنة بأن تلعب لعبتها القاتلة في أرض الحضارة، والعراقة والثقافة، حلت لعنة الطائفية فسادت الفرقة، ونعق غراب الموت، وبسطت الفتنة ظلالها السوداء، وغابت الشمس عن وطن النور والشمس،والحضارة.

جاء صوت حسين الجسمي، صوت الإمارات لكي ينشد لعراق واحد، بدون مسميات ولا أقليات ولا عنصرية ولا طائفية ولا مذهبية، العراق واحد وكلنا العراق، أطلقها الجسمي ومعها أطلق شعلة الأمل، ولغة الوطن والوطنية، أطلقها شعلة الأمل وأطلق معها أحلام ملايين العرب أن ينهض العراق من جديد، أن ينتصر على حرب الطائفية وعلى مؤامرات التقسيم،وأن تنتصر لغة الوطن المجردة من المسميات على كل ما عداها من مسميات طائفية ومذهبية وحزبية، فربما يكون لنداء الوطن نداء السحر.

حسين الجسمي وهو يقوم بتلك الخطوة يعود بفن الغناء إلى مساره الذي نحتاجه ونريده ونتلمس الطريق إليه، الفن ليس ترفيهاً ولا رفاهية إنه لغة ثقافة وفكر وإحساس ومشاعر، للفن دور قد يكون فعالاً في مقاومة حالة الانهيار التي يعيشها المواطن العربي في كل مكان.

المواطن العربي بحاجة إلى من يستنهض في داخله روح الانتماء والولاء، بحاجة إلى من يمنحه الأمل، وأن يحرك في داخله روح الإرادة والتحدي، بحاجة إلى من يرسم له طريق الأمل والنجاة، بكلمة توحد الصف وتشمع الشتات وتداوي الجروح، وتنبذ الفرقة والخلاف، بحاجة إلى لغة راقية، تنتصر على لغة الفتنة والتضليل والكراهية التي أسست لها عروشا في أركان الوطن العربي.

كلنا العراق، أنشدها حسين الجسمي بإحساس المواطن العراقي الذي يحتاج إلى من يحرك في داخله خصوبة وقيم الحضارة التي تسكنه، لينبذ عن طريقها مسارات الموت التي حطمت الجمال، وأبكت السهول والرمال، التي أوجعت دجلة وأنهكت الفرات، وآلمت أوطان بوجع بوطن.

هل يستيقظ الفجر في بلد النور؟ هل يكون لتلك الأوجاع التي استنهضتها الأغنية سبيلا لكي تجد بلد حضارات سومر وبابل وآشور، هل تعود الحضارة إنسانية لتنتصر لنفسها، وتعيد فجرها من جيد، بعيدا عن التعصب وعن العنصرية وعن الطائفية؟

حسين الجسمي أنشد: كلنا العراق، حلق بها في سماوات مفتوحة بعيداً عن السياسة وبعيداً عن المذهبية، والتقت حول تلك العبارة قلوب العرب، فهل تنتصر دعوة الفن والحياة على دعوات الموت والدمار والدماء والفناء !!! هل تعود العراق مثلما وصفها أحد المؤرخين:

ما دخلت بلداً قط إلا عددته سفراً، إلا بغداد فإني حين دخلتها عددتها وطناً.