ممثلا الطرفان المتنازعان يتصافحان وسط تصفيق وزير الخارجية الكولومبي (أ ب)
ممثلا الطرفان المتنازعان يتصافحان وسط تصفيق وزير الخارجية الكولومبي (أ ب)
الخميس 25 أغسطس 2016 / 08:29

الحكومة الكولومبية توقع اتفاق سلام مع "فارك" المتمردة الشهر المقبل

تعتزم الحكومة الكولومبية توقيع اتفاق سلام مع حركة القوات المسلحة الثورية (فارك) المتمردة، في ختام أربعة أعوام من المحادثات، حسبما أعلن مفاوضون من الجانبين في هافانا في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء/الخميس.

وسيتم التوقيع على الاتفاق الذي ينهي أطول صراع مسلح من حيث المدة في تاريخ أمريكا اللاتينية، والذي استمر على مدار 50 عاماً، في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقالت حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس وحركة فارك في بيان مشترك: "لقد توصلنا إلى اتفاق نهائي ومتكامل وحاسم" لوضع حد للصراع وبناء سلام راسخ ودائم.

وأضاف البيان أن "إنهاء الصراع المسلح يعني، أولاً وقبل أي شيء، إنهاء المعاناة الهائلة التي تسبب بها الصراع ... ثانياً نهاية الصراع سيترتب عليها بدء فصل جديد في تاريخنا".

وتابع: "لا نريد أن يكون هناك مزيد من الضحايا في كولومبيا".

وقال كبير المفاوضين عن الجانب الحكومي، أمبرتو دي لا كالي، إن "الحرب انتهت".

Cuba Colombia Peace Accord

ويتضمن اتفاق السلام إصلاحات زراعية والعمل المشترك لمكافحة تجارة المخدرات وتوفير مشاركة سياسية للمتمردين الذين تم نزع سلاحهم ووضع نظام للعدالة الانتقالية.

ووقع كل من ديلا كالي، ومفاوض حركة فارك لوتشيانو أرانجو، المعروف بايفان ماركيز، على الاتفاق في هافانا في مراسم تمهيدية برئاسة وزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز.

ومن المقرر أن يتم التوقيع الرسمي على الاتفاق من جانب سانتوس وقائد الحركة اليسارية رودريجو لوندونو، المعروف أيضا بتيموشينكو، في سبتمبر (أيلول) المقبل، وربما يتم التوقيع في كولومبيا، وفقاً لمصادر حكومية.

وسيتم طرح الاتفاق بعد التوقيع عليه في استفتاء وطني، يتم التخطيط لإجرائه أوائل أكتوبر (تشرين أول) المقبل. إلا ان أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى انقسام في الرأي العام بين مؤيد ومعارض.

ردود فعل
وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بسانتوس لتهنئته.

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن أوباما وصف الاتفاق بأنه "نقطة حاسمة في ما ستكون عملية طويلة من أجل تنفيذ كامل لاتفاق سلام عادل ودائم".

واتفق الرئيسان أيضاً على الحفاظ على التعاون الوثيق بينهما ومواصلة الجهود المشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.

كما هنأ متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سانتوس ولوندونو وفريقي التفاوض على "عملهم الشاق وصبرهم".

وقال المتحدث: "الآن وبعد انتهاء المفاوضات، ستكون هناك حاجة إلى جهود حثيثة من الطرفين لتنفيذ الاتفاق".

وكان الصراع خلف أكثر من 220 ألف قتيل وأجبر الملايين على الفرار من مناطق في البلاد بسبب الحرب. وتحصي الحكومة أكثر من 7.6 مليون كولومبي كضحايا بشكل مباشر أو غير مباشر للصراع.