الثلاثاء 30 أغسطس 2016 / 23:11

بالفيديو: فنان شاب تثير أغانيه الساخرة جدلاً واقبالاً واسعاً في غزة

يحصد الشاب عادل المشوخي نجاحاً كبيراً في صفوف الشباب في غزة بأغانيه الساخرة التي تتحدى الواقع الصعب في القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس.

وعادل المشوخي البالغ من العمر 32 عاماً هو من سكان مخيم رفح للاجئين في جنوب القطاع، وبدأ مشواره الفني قبل سبع سنوات، وذات صيته بعد أغنية "يا قطة أوعي تخافي مني" الشهر الماضي.

وباتت هذه الأغنية واسعة الانتشار، وتتردد في الحفلات والأعراس، وسمعت أكثر من مليون مرة عبر الإنرتنت.

يعمل المشوخي موظفاً في جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس، منذ سيطرتها على القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عشر سنوات.
تعرض المشوخي للتوقيف ثماني مرات لدى شرطة حماس، كان آخرها قبل أسابيع بتهمة "إهانة هيبة الوظيفة العسكرية" في أغانيه، كما يقول.

وظهر المشوخي في فيديو مسجل بث على موقع "يويتوب" وهو يصرخ بصوت عال رافعاً يديه للسماء "10 سنوات ضايعين، أحمل المسؤولية لحماس كاملة عن ضياع الشعب" ويتابع "تنحي يا حماس عن الحكومة".

ويضيف المشوخي "رجعتينا 300 سنة، لا كهرباء ولا مياه ولا شغل ولا معابر".


القطاع "علبة سردين"
أما أغنية القطة، فيقول المشوخي إنه استوحى كلماتها عندما كان عائداً ليلاً إلى منزله وعثر على قطة صغيرة سوداء تعبر الطريق المظلم في ظل انقطاع الكهرباء.

ويقول "لا أريد صراعاً مع أحد، لا أحد يريد أن يسمعنا، لذلك اتكلم مع القطط لأنها غير مؤذية".

ويضيف "مللت السياسة والحروب، نريد أن نضحك الناس، الناس تحتاج تغير مزاجها إلى الفرح".

والمشوخي ابن عائلة أصلها من مصر، وكانت تقيم في مدينة الاسكندرية. وهو يستخدم اللهجة المصرية في أغنيته التي يقول فيها "أوعي يا قطة تخافي مني، أوعي تهربي مني (...) أنا انسان.. أنا غلبان".

واستخدم المشوخي هاتفاً نقالاً في تسجيل أغنيته التي يظهر فيها وهو يرتدي قميصاً أحمر وسروال جينز، ويمشي قرب الحدود بين القطاع ومصر في رفح.

ويعاني المشوخي من جروح في ساقه برصاصة أطلقها عليه زميله عن غير عمد قبل عامين.

وهو يبرر عمله في حكومة حماس قائلاً "لأجل الراتب، بدنا نعيش" واصفاً القطاع بأنه "علبة سردين"، قائلاً "أغني لتنسى الناس همومها".

شارك المشوخي في أعمال مسرحية وأفلام كوميدية عديدة كانت قضايا الشباب الغزي الذي يعاني أكثر من 50% منه من البطالة، حاضرة فيها مثل "فيلم المدمن" وفيلم يعالج صراع "حماس وفتح" وبثت بعضها على قناة "الأقصى" الإذاعية والتلفزيونية المحسوبة على حماس.


شهرة طارئة
في حي الشابورة في مخيم رفح حيث ولد، وصل المشوخي بشكل مفاجئ إلى مكان حفلة زفاف لأحد جيرانه وباشر الغناء وسط تفاعل كبير من مئات الشبان الحاضرين.

وأعرب العريس أحمد النيرب (24 عاماً) عن سعادته لمشاركة المشوخي حفل زفافه، وقال "أغانيه تملأ فيس بوك ويوتيوب، إنه محبوب الجماهير وشعبيته تتزايد، أنا أسعد الناس اليوم".

وقال شقيق العريس "عادل يرسم البسمة على وجوه الناس ويفرح الأطفال".

في الآونة الاخيرة، انتشرت بشكل لافت على مواقع التواصل أغنيته الجديدة "البنطلون"، التي يتكلم فيها عن حرية الشباب.

ويقول الممثل الفلسطيني صالح المغير إن سر شهرة المشوخي إنه "يغني ما يشبع رغبة الشباب ولا يخاف من أحد".



الإحباط سر النجاح
يرى المتخصص في الطب النفسي سمير زقوت أن أغاني المشوخي "لا تحمل أي رسالة أو هدف، على الرغم من ذلك استطاع في مدة قصيرة حصد أعلى مشاهدات على مستوى فلسطين"، مفسراً ذلك لحالة "الاحباط والاكتئاب واليأس التي يشعر بها الشباب في غزة والضفة الغربية نتيجة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية".

ويقول "يلجأون لأعمال فنية هابطة لمجرد تفريغ شحنة الاكتئاب واليأس".

لكن هذه الأغاني قوبلت برفض العديد من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي، منهم من عارضها لأسباب دينية اجتماعية.

وكتب حسن محمد "هذه الأغاني ماجنة وتعبير "سافر" عن التمرد على القيم والأخلاق الإسلامية وتدمر شبابنا المحافظ في غزة".

ويغلب الطابع المحافظ على القطاع الفقير الذي تسكنه نحو 1,9 مليون نسمة غالبيتهم من اللاجئين.

يزين المشوخي جدران غرفته الصغيرة المفروشة بالحصير بكتابات لعبارات يؤلفها، ويحرص دائماً على تدوين "المشاكل والهموم والأزمات" في دفتر ملاحظات أثناء لقاءاته المتكررة بالشباب لتضمينها في أغانيه "لعلها تدفع المسؤولين إلى إيجاد الحلول" كما يقول.