الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 / 17:29

هؤلاء هم السلفيون المرشحون لخلافة البغدادي في حال مقتله

أكد فراس حنوش، ناشط من مدينة الرقة السورية، وعضو منظمة "الرقة تذبح بصمت"، أن التحالف الدولي وجه ضربة قاسية لداعش، عندما قتل في 30 أغسطس( آب) المتحدث الرسمي السابق باسم التنظيم، أبو محمد العدناني في مدينة الباب السورية، شرق ريف حلب والقريبة من الحدود التركية، بسبب الدور الكبير الذي لعبه في تنفيذ عمليات داعش الإرهابية، منذ عام 2014.

يعتبر تركي البينالي من بين أبرز المرشحين لخلافة العدناني. إنه ثاني أكثر الشخصيات نفوذاً داخل داعش، بعد البغدادي

وأوضح حنوش أن العدناني كان مرشحاً لأن يصبح أمير سوريا. وبمقتله يثبت بوضوح أن عملاءً للتحالف الدولي استطاعوا التسلل إلى صفوف التنظيم، والوصول إلى كبار مسؤوليه، ما يعزز احتمالات استهداف البغدادي ذاته.

ولكن، بحسب الناشط حنوش، أثبت داعش أنه مرن وسريع التأقلم مع كل جديد. وبحسب تقارير استخباراتية، لدى التنظيم خطة لإيجاد بديل للبغدادي يحل مكانه، في حال قتله. كما يتوقع أن يلتقي البغدادي قريباً بمجلس شورى داعش، لاختيار بديل للعدناني من بين عدة مرشحين.

أبرز النافذين
وبحسب الناشط، يعتبر تركي البينالي من بين أبرز المرشحين لخلافة العدناني. إنه ثاني أكثر الشخصيات نفوذاً داخل داعش، بعد البغدادي.
والبينالي بحريني الجنسية، ولد في عام 1984، ويتخذ لنفسه عدة أسماء، منها أبو سفيان السلامي، وأبو حذيفة البحريني، وأبو همام العسيري. وهو باحث إسلامي كبير لدى داعش.

اعتقالات

وقد سجن البينالي عدة مرات خلال فترة دراسته الجامعية في الإمارات، ومن ثم رحل إلى البحرين، حيث اعتقل لمدة سبعة أشهر في عام 2007. وبعد إطلاق سراحه، درس الشريعة على يد زعماء ومنظري الحركة الجهادية، ومنهم أبو محمد المقدسي.

وانضم البينالي إلى داعش في سوريا في بداية عام 2013، وسرعان ما أصبح المفتي الأول في التنظيم، مستفيداً من امتلاكه مهارات الخطابة والملكة اللغوية. وبدأ عمله واضعاً أسس تنظيم داعش، ومن ثم رأس قسم الأبحاث والفتوى في داعش، وهو أساس معظم الفتاوى، ومنها اغتصاب النساء الإيزيديات.

الزعيم المقبل
ويلفت حنوش إلى تسريبات تشير إلى اختيار البينالي خليفة للبغدادي، إن تم قتله. ومن المعروف أن البينالي قاد مفاوضات تحرير الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ الذي قطع رأسه لاحقاً، مع معلمه السابق، المقدسي، الذي عمل كوسيط.

ولكي يقود عملية التفاوض، اعتمد البينالي على شرعية البغدادي، العضو القديم في القاعدة تحت قيادة أسامة بن لادن. وقد ألف البينالي كتاب "مد يدك لتقديم الولاء للبغدادي"، والذي شرح فيه أحقية الرجل بالخلافة.

مرشح آخر
وفي مقابل ذلك، يقول حنوش، إن بعض التوقعات تشير إلى احتمال أن يحل موسى الشواخ مكان العدناني، وهو معروف باسم أبو لقمان، وقد عين كأول حاكم لمحافظة الرقة، التي يدعي داعش أنها عاصمته.

والشواخ سوري ولد في عام 1973 في قرية السهل التابعة للرقة، وتخرج من كلية الحقوق في جامعة حلب. ومنذ صغره كانت له توجهات صوفية، بالنظر لعلاقته الوثيقه بأبو القعقاع، والذي جند عدة شباب لمحاربة القوات الأمريكية في العراق في عام 2013. ومن ثم اكتشفت علاقته بالمخابرات السورية.

سرقة نفط سوريا
ويقول حنوش إن السلطات السورية اعتقلت الشواخ أكثر من مرة، من ثم أفرجت عنه في بداية الانتفاضة في 2011، إلى جانب عدد كبير من المتشددين، على أمل الإساءة للمعارضة، وجعلها أكثر تطرفاً.

وبعد سيطرة جبهة النصرة على مدينة الرقة في مارس(آذار) 2013، استولى أبو لقمان على آبار نفط ومخازن الحبوب في المحافظة، وباعها للنظام السوري، حيث حصل على غنائم وفيرة، مكنت التنظيم من تمويل نفسه.

أول الموالين

وما إن انطلق داعش حتى أعلن أبو لقمان ولاءه للبغدادي، وانفصل عن جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، وعين لاحقاً أقرب أصدقائه في مناصب عدة، تابعة لداعش في سوريا.

وبحسب معتقلين سابقين لدى داعش، يعرف أبو لقمان بوحشيته الشديدة، وأسلوبه السادي في تعذيب السجناء. وقد أمر باختطاف ناشطين وزعماء وأعضاء في الجيش السوري الحر، بتهمة تعاونهم مع الغرب.

شهية للسلطة
وفي بداية عام 2015، توقف عن استخدام اسم أبو لقمان واتخذ اسم أبو أيوب، وأصبح المشرف العام على معسكرات الشريعة لتدريب زعماء داعش.

وبحسب بعض المصادر، لعبت شهية أبو لقمان الشديدة للسلطة دوراً في عملية مقتل العدناني الذي أرسل إلى ريف حلب لكي يحد من نفوذ أبو لقمان، وليجرده سلطته.

وهناك من يقول أن الأردني عمر المهدي زيدان، والذي يتخذ اسم أبو منذر الأردني، مرشح آخر لأن يحل مكان البغدادي. هو من كبار منظري السلفية الجهادية، وحاصل على شهادة في الشريعة من جامعات في الأردن. وقد اعتقل في منتصف التسعينيات إلى جانب عدد من زعماء السلفيين، ومنهم أبو مصعب الزرقاوي، والمقدسي، وهو منظر سلفي أيضاً.