الإثنين 24 أكتوبر 2016 / 14:49

هذه مخاطر انتخاب هيلاري كلينتون

24- زياد الأشقر

كتب روس دوثات في صحيفة نيويورك تايمز إن حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية أوحت على نطاق واسع وبطرق ماهرة، بأن الإقتراع لمصلحتها لا لخصمها الجمهوري دونالد ترامب، لن يكون فقط اقتراعاً لمصلحة ديمقراطي ضد جمهوري، وإنما إقتراع لمصلحة الآمان ضد المخاطرة، وإقتراع لمصلحة التنافس الثابت ضد التفاخر المتهور، وإقتراع لمصلحة الإستقرار النفسي في البيت الأبيض ضد العواطف التي لا يمكن التحكم بها.

كلينتون كانت مؤيدة لحرب العراق عندما كان يؤيدها الجميع، وكانت ضد زيادة عدد القوات في هذا البلد عندما استسلم الجميع، وكانت صقراً ليبرالياً في ليبيا ,حمامة حيال روسيا عندما كانت وسائل الإعلام تسخر من ميت رومني لأنه كان متشدداً مع روسيا

وقال دوثاس هذه الفكرة كانت رابحة بالنسبة إلى كلينتون، في المناظرات وفي الحملات الإنتخابية الأوسع ومن أجل سبب جيد. إن مخاطر رئاسة ترامب هي مميزة مثل هو المرشح نفسه، وإن إقتراعاً لمصلحته سيؤدي إلى سلسلة من الحالات الأسوأ ومنها: تفكك نظام التحالف الغربي ودورة من التطرف الداخلي وانهيار اقتصادي مفاجئ وأزمة بين المدنيين والعسكريين كما لم يحصل في أي إدارة طبيعية.

وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب ومؤيديه على الغالب يعترفون بذلك. والشعار العملي لحملته يقول: لقد جربنا العاقل، فلنجرب الآن المجنون.  إن وقد شبه بعض مؤيديه البليغين التصويت لترامب باقتحام قمرة قيادة طائرة مخطوفة، مع احتمال أن تتحطم الطائرة بكاملها.

لكن الصحافي ينبه إلى أن تجاوز هذا المرشح لا يعني تجاهل أخطار منافسته، ّذلك أن  أخطار رئاسة هيلاري كلينتون مألوفة أكثر من الإستبداد غير المعروف، "لأنه سبق لنا أن عايشنا بعضها". إنها أخطار التفكير الجماعي للنخبة، والطريق الدائري لعبادة السلطة وخدمة المثل العليا المشكوك فيها. إنها أخطار التهور والتطرف اللذان لا تعترف بهما كلينتون، لأنها مقتنعة بأنه إذا  كانت هناك فكرة سائدة ومشتركة في أوسط الخيرين والجيدين، فإنه لا يمكن أن تكون حمقاء.

التفكير الأحمق
ويضيف أن معظم الأزمات التي ابتلى بها الغرب منذ 15 عاماً تضرب جذورها في هذا النوع من التفكير الأحمق للمؤسسة. فالحرب العراقية، التي يفضل الليبراليون أن يتذكروها بوصفها نزاعاً تسببت به عصبة المحافظين الجدد، كانت في حقيقة الأمر عملاً توافقياً لدعاة التدخل من الحزبين، ودفع إليه بقوة جورج دبليو بوش لكن أيدته شريحة واسعة من الرأي العام الذي ينتمي إلى يسار-الوسط بمن فيهم طوني بلير وأكثر من 12 سناتوراً ديموقراطياً.

الأزمة المالية
وكذلك هي الأزمة المالية، التي سواء وقع اللوم فيها على رفع القيود عن الخدمات المالية أو سياسة الإسكان أو الإثنين معاً، فإن ما ساهم في تضخم الأزمة هو سياسات أيدها جناحا المؤسسة السياسية. وكذلك الأمر مع الأورو العملة الأوروبية الموحدة، التي هي فكرة مروعة قاومها الإنكليز حتى فضحها الكساد الكبير على أنها حماقة لإغراق الاقتصاد. وكذلك سياسة أنجيلا ميركل الطائشة العام الماضي باعتمادها سياسة فتح الحدود المتهورة.

مرشح مثل ترامب
ويقول دوثات إن هذا السجل الأحمق للنخبة، الذي لا يتضمن حتى حربنا الرائعة السريعة في ليبيا، هو السبب الذي جعل للولايات المتحدة مرشحاً مثل ترامب لهذه الإنتخابات، فضلاً عن انه السبب في ظهور أحزاب على شاكلة ترامب على التراب الأوروبي.

ويمكن للمرء أن ينظر إلى ترامب نفسه وأن يرى مأساة أعمق في الإنتظار، ومخاطرة مزاجية وفساد أخلاقي كبيرين، هما البديلان المقبولان لهذا الواقع المليء بالأخطاء، فيما النظر أيضاً إلى هيلاري كلينتون يجعلك ترى امراة يجسد سجلها الميول التي أدت إلى بروز ترامب في المقام الأول.

ويخلص المقال إلى أن كلينتون كانت مؤيدة لحرب العراق عندما كان يؤيدها الجميع، وكانت ضد زيادة عدد القوات في هذا البلد عندما استسلم الجميع بالنسبة إلى العراق، وكانت صقراً ليبرالياً في ليبيا خلال أعوام قليلة. وكانت حمامة حيال روسيا عندما كانت وسائل الإعلام تسخر من ميت رومني لأنه كان متشدداً مع روسيا. وهي تعتبر أن ميركل نموذج للزعامة، ويحيط بها فريق من الحزبين يؤيد التصعيد في سوريا. وبدت في خطابها في غولدمان ساكس عازمة على الإبحار فوق عاصفة التطرف القومي عوض إعادة مراجعة أي إقتراحات.