الأحد 20 نوفمبر 2016 / 13:55

24 ينشر نص الكلمة الكاملة لأم الإمارات في منتدى الأمومة والطفولة

24- أبوظبي- هاله العسلي

أكدت رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن المنتدى الدولي لشؤون الأمومة والطفولة، هو منتدى عالمي يهدف إلى تعميق قنوات الحوار والتفاهم بين كافة المهتمين بتقدم المجتمعات البشرية حول العالم.

وقالت أم الإمارات في الكلمة التي افتتحت بها منتدى "فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة" في قصر الامارات اليوم في أبوظبي إن "المنتدى يركز الاهتمام على قضايا الأطفال والإعداد السليم لحاضرهم ومستقبلهم باعتبار أن ذلك هو المنطلق الرئيسي لتحقيق تنمية بشرية سليمة تشكل الركائز الأساسية والجوهرية لمسيرة مجتمع والنهوض به على كافة المستويات".

وقد ألقى كلمة الشيخة فاطمة وزير الثقافة وتنمية المعرفة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، قائلاً إن "أم الإمارات لها دور قيادي وحيوي مهم للغاية في دعم قضايا الأمومة والطفولة في الدولة والمنطقة وفي تحقيق التنمية والتقدم وتطوير المجتمع وتنمية قدرات أبنائه وبناته على أكمل وجه وأفضل صورة".

وأكد "اعتزاز الدولة بما تمثله أم الإمارات من قدوة حسنة وعطاء متزايد ومخلص وانجازات واضحة في كافة المجالات"، مشيراً إلى أننا "نحتفظ لسموها بالشكر والعرفان والتقدير كشخصية رائدة لها عطاء متواصل وانجازات هائلة في جميع الميادين".

أجيال المستقبل

وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن "رعاية أم الإمارات لهذا المنتدى العالمي أمر له مغزاه الكبير حيث يؤكد بوضوح ثقتها الكاملة في أجيال المستقبل ويجسد الالتزام القوي في دولة الإمارات بالتنمية البشرية والاهتمام بالطفل بالذات، باعتباره مستقبل العالم، بالإضافة إلى ما تمثله الإمارات من نموذج عالمي رائد في تعميق قيم الحوار والتواصل والعمل المشترك عبر العالم كله".

وفيما يلي نص كلمة الشيخة فاطمة بنت مبارك التي ألقاها الشيخ نهيان بن مبارك:

أحييكم وأرحب بكم، في هذا الملتقى، الذي نأمل أن يكون بإذن الله، على مستوى كافة الطموحات والتوقعات، وأعبر عن سروري وسعادتي، بهذه المشاركة الواسعة، للوفود، من مختلف الدول الشقيقة والصديقة – أرحب بصفة خاصة، بصاحبة الجلالة، الملكة سيلفيا، ملكة السويد، وأقدر لجلالتها كثيرا، جهودها الطيبة والمتواصلة، من أجل تحقيق مستقبل أفضل في هذا العالم: مستقبل، يقوم، على تمكين كافة فئات المجتمع، والأطفال منهم بصفة خاصة، من أجل، تحقيق التقدم والنمو، في كافة أرجاء العالم، في إطار، من العلاقات الطيبة، والتعايش المثمر، بين الجميع – أرحب بك يا صاحبة الجلالة، في دولة الإمارات، التي ترتبط، مع مملكة السويد، بعلاقات قوية، تنمو، وتتطور باستمرار، لما فيه مصلحة البلدين الصديقين .

يسعدني كذلك، وجود عدد كبير، من القادة والرواد، في مجال تنمية الطفل، على مستوى العالم – أشكركم جميعا، على مشاركتكم الطيبة، في هذا المنتدى، وأرحب بالذات، بممثلي الأمم المتحدة، وممثلي المنظمات الإقليمية والعالمية، المعنية برعاية الطفل، كما أتطلع معكم، إلى الاستماع إلى كلمة سعادة الأمين العام للأمم المتحدة، إلى هذا المنتدى .

إنني أعبر، عن سروري بصفة خاصة، برعايتي لهذا المنتدى، منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، لأنه أولا، منتدى عالمي، يهدف إلى تعميق قنوات الحوار والتفاهم، بين كافة المهتمين، بتقدم المجتمعات البشرية حول العالم، في زمن، أصبح فيه هذا التواصل والتفاهم، أمرا ضروريا، في حياة البشر، ولأنه ثانيا، منتدى، يركز الاهتمام، على قضايا الأطفال، والإعداد السليم، لحاضرهم، ومستقبلهم، باعتبار، أن ذلك، هو المنطلق الرئيسي، لتحقيق تنمية بشرية سليمة، تشكل الركائز الأساسية والجوهرية، لمسيرة المجتمع – أي مجتمعوالنهوض به، على كافة المستويات، ولأنه ثالثا، منتدى، يجمع نخبة طيبة، من المهتمين بالتنمية الاجتماعية، ويسلط الضوء، على مسؤوليتنا جميعا، في توفير حياة ناجحة للأطفال، في العالم كله، كما يؤكد على مسؤوليتنا المشتركة، في مساعدة المجتمعات البشرية، على مواجهة الظواهر غير الجيدة، التي تؤثر، بشكل سلبي، على حياة الأطفال، في بعض هذه المجتمعات.

إننا، برعايتنا لهذا المنتدى، إنما نعبر، عن قناعتنا القوية، بأن تربية الأطفال، ورعايتهم، والاهتمام بهم، إنما تأتي، على رأس كافة الأولويات، في أي مجتمع ناجح – ولا غرابة، أن نسمع الكثيرين يقولون، " حدثني عن أطفال أي أمة، أحدثك عن ماضيها، وأصف لك حاضرها، وأنبئك بمستقبلها "، إلى هذا الحد، تبلغ أهمية الأطفال، في حياة الأمم، كما يتضح الارتباط الوثيق، بين مدى تقدم الأمة، ودرجة اهتمامها بأطفالها، بل ومدى نجاحها في تربيتهم، على الوجه الأمثل والسليم.

إننا نحمد الله كثيرا، على أننا في الإمارات، حريصون كل الحرص، على رعاية الطفولة – لدينا بفضل الله، رؤيةٌ واضحة، تهتم بتنمية الوظائف الفكرية والاجتماعية للطفل، إلى جانب العناية بصحته، وتهيئة مناخ اجتماعي وثقافي هادف، ينمي لدى الطفل باستمرار، روح الإبداع، والتميز، والابتكار – إننا نستلهم في ذلك دائما، رؤية وتوجيهات مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه . لقد كان يؤكد لنا دائما، على المكانة الأساسية للطفل، في التنمية الاجتماعية في الإمارات.

إن هذا الملتقى، بأهدافه وغاياته، إنما يتراسل تماما، مع هذه المكانة المهمة، للطفل في المجتمع، في ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه – وفي ظل الدعم القوي، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهما، أصحاب السمو الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات – نحن في الإمارات، نسعى بكل جد وإخلاص، إلى أن نعمق في نفوس أطفالنا، الهوية العربية والإسلامية، وأن ننشئهم على حب الخير، لأنفسهم وللآخرين، كما أن لدينا طموحاتٌ كبيرة، في أن يصل أطفالنا، إلى كل ما نرجوه لهم، من نجاح في الدراسة، وتفوق في المواهب، وتميز في الصداقات البناءة والمفيدة، بل إن حرصنا كبير، على أن يتسلح كافة أطفالنا، بثقافة هادفة، تساعد، على تكوين شخصيات سوية، قادرة على حسن التصرف، في مواجهة المواقف المختلفة، كل ذلك، في إطار من العناية الكاملة، والتوجيه التربوي الرشيد، والقدوة الحسنة والطيبة.

إن تحقيق كل هذه الأهداف والغايات، إنما يتطلب: التضافر القوي، من الجميع، والعمل المشترك، من كافة قطاعات المجتمع: الوالدين، الأسرة عموما، مؤسسات التعليم، الدعاة ورجال الدين، وسائل الإعلام، مؤسسات المجتمع المدني، بل والبيئة العامة في المجتمع: يعمل الجميع معا، من أجل الهدف الكبير، الذي يتمثل، في تنشئة الجيل الجديد، ليكونوا قادة الغد، ورواد المستقبل.

إن نجاحنا، في تحقيق هذا الهدف، أيها الإخوة والأخوات، إنما يستلزم، أن تكون البيئة العامة في المجتمع، على نحو يشجع الطفل، على حب الاستطلاع، وحب المعرفة، والتعود على متعة الاكتشاف والتجربة – نريد بيئة عامة في المجتمع، تدفع الطفل، إلى الخيال والتصور، وإلى الاعتزاز بالنفس، والاعتزاز بالهوية، وتحرص على التعرف، على ملكاته وقدراته ومهاراته، وعلى تشجيعه، على الإبداع والابتكار، في كافة المجالات – نريد بيئة عامة في المجتمع، تركز على إعداد الطفل، ليكون قادرا في المستقبل، على خدمة المجتمع، والإسهام في إنجازات التطور في العالم.

إنني أتفق تماماً، مع ما تذهبون إليه، من أن الأطفال في كل مكان، حين تتوافر لهم، بيئة صالحة، تحظى بأسر واعية، ومعلمين قادرين، وأصدقاء طيبين، ومجتمع آمن ومخلص، فإنهم ينشأون على الفضيلة، والإيمان، والالتزام. إنني أحيي تركيزكم في هذا المنتدى بصفة خاصة، على السنوات الأولى، في حياة الطفل، وعلى دور الوالدين، في تنمية الإبداع لديه، وكذلك، دور المدارس، ومؤسسات التعليم، في هذا المجال – أعبر كذلك عن سروري، على أنه سوف تتاح أمامكم، مناقشة تجربة دولة الإمارات في هذا السياق، وهي تجربة، بحمد الله، ناجحةٌ تماما، سواء في توفير فرص التعليم الجيد للأطفال، والأخذ باستراتيجيات واضحة للطفولة، تركز على حقوق الطفل، وتمكينه من حياة آمنة، وصحية، وسليمة، بالإضافة إلى تنظيم الأنشطة والفعاليات المتواصلة، والأخذ بأفضل السبل والوسائل، لتحقيق التنمية الحقة للطفل، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات العالمية، والإسهام النشط، في كافة المبادرات العالمية، في هذا المجال.

في ختام كلمتي، أود بصفة خاصة، أن أشير، إلى الدور المحوري للمرأة، في تربية الطفل – المرأة في كل مكان، بما لديها من طاقة وقدرة، هي قوةٌ كبرى، لتحقيق الخير للجميع – المرأة، هي في واقع الأمر، مصدر التحفيز والإلهام، للأجيال الجديدة – إن إيماني بدور المرأة، وبقدراتها، على الإسهام في تقدم المجتمع، يدفعني اليوم، إلى التأكيد أمامكم، بأن إسهاماتها وعطاءها، سيظل دائما وأبدا، ضروريا ومطلوبا، لتحقيق التربية الصالحة للأطفال، ولنجاح وازدهار، كافة المجتمعات حول العالم.

أرحب بكم جميعاً، مرة ثانية، في أبوظبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأشكر جميع الضيوف، وجميع المشاركين في المنتدى، كما أشكر، كل من أسهم وشارك، في تنظيمه، وآمل، أن يكون هذا المنتدى، بعون الله، فاتحة خير، على طريق الاهتمام بالطفل، في الدولة، والمنطقة، والعالم كله.