الأحد 4 ديسمبر 2016 / 19:04

انعقد مؤتمر فتح... انفض مؤتمر فتح

كان المؤتمر السابع، فرصة هامة أهدرها قطاع محدود من الفتحاويين الذين ظنوا أن شرعية صندوق الاقتراع تغني عن شرعية الإنجاز

ما كان قبل المؤتمر، ظل على حاله. لقد انتحل الوضع الراهن شرعية من نوع ما، كي يتواصل الجمود ويتسارع التراجع.

المؤتمر السابع، كان من حيث التصميم والإخراج أفضل بكثير من المؤتمر السادس، فالعدد أقل، والإجراءات أقل فوضوية، غير أن المحصلة أن السابع تواصل مع السادس، وأن التغيير الذي حلم به "الفتحاويون" الذين ينظرون بأسى لتراجع دور وفاعلية حركتهم لم يحدث، فكل الذي حدث هو تعديل طفيف في شكل الوجه، على نحو لم يخفِ الندوب والعيوب، ولا أخاله يقترب من أمل الذين راهنوا على المؤتمر بتغيير ولو بمستوى الحد الأدنى.

لقد كان المؤتمر السابع، فرصة هامة أهدرها قطاع محدود من الفتحاويين الذين ظنوا أن شرعية صندوق الاقتراع تغني عن شرعية الإنجاز. لقد تغاضت محصلة السابع عن أكثر من فشل في المجال الداخلي، وأقربها ما حدث بخصوص الانتخابات المحلية مرتين، وما حدث بشأن إنهاء الانقسام، حيث اللف والدوران في حلقة مفرغة لا طائل من ورائها.

كان هنالك أمل بل وجهد طليعي وقاعدي لجعل المؤتمر السابع المحطة الأهم لاستنهاض حركة أنهكها التعب، وجمدها شح الإنجاز، وكان هنالك أمل بل ورهان مبرر على أن تقتحم فتح المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها وتحدياتها وخطورتها بقيادة متجددة تختلف في مؤهلاتها وأدائها عن القيادة التي تقف على رأس الحركة ليس منذ سبع سنوات فقط بل بعضها منذ أكثر من ربع قرن.

وكان هنالك أمل بأن تفاجئ فتح العالم بخطاب سياسي منقح ومقنع، وأن تفاجئ العرب بسلوك جديد افتقرت إليه النظم التي أطاح بها الربيع العربي.

كان هنالك أمل بل وفرصة، غير أن هذا الأمل تراجع منذ اليوم الأخير من أيام المؤتمر السابع، وأمام التحديات التي تنتظر فتح والساحة الفلسطينية بإجمالها لا نستطيع القول... انتظروا المؤتمر الثامن.