الأحد 4 ديسمبر 2016 / 19:20

دار كرامة وحزم وعزم

احتفالات اليوم الوطني لن تنتهي، فرمزية الاحتفال تجمع العالم كله، وليس أجمل ولا أفرح لقلوب الإماراتيين من التشريف الغالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

في الذكرى الخامسة والأربعين للاتحاد، كنا موعودين بمشاعر مختلفة تجمع بين الفرح والفخر والعزة. كنا موعودين بصفحة جديدة تحمل من الرمزية الجميلة ما يجعل الحقيقة أنصع، والمستقبل أوضح، والذكرى مستعصية على النسيان.

استعيدت الذكريات، وكأنها من الماضي البعيد الضارب في عمق المكان والزمان، محاكياً عراقة الأرض وسكانها، الجيل الأول من رواد الاتحاد رحلوا إلى دار الخلود بعد أن سجلوا أسماءهم في سجل الآباء المؤسسين، كلهم رحلوا، وما رحلوا، صورهم وهم يقفون أمام العلم لا تبدو باهتة أو مظللة، إنه وقوف الروح التي تسري اليوم هذا الوطن.

قادة المسيرة وقفوا جميعاً في المكان ذاته، بروح تستمد عزمها من تلك الروح، وتدخل الدار ذاتها، وتقف الوقفة ذاتها، ففي دار الاتحاد، سجلات ووثائق وأدوات كانت شاهدة على ذلك اليوم، وستظل ملهمة لأجيال الغد.

دار الاتحاد وهي تسجل التاريخ وتوثق الحدث، تستعيد وقفة من محمد بن راشد آل مكتوم مع القائدين المؤسسين في سيح السديرة، وحديث سموه يجلي الحقيقة كما هي، يصحح التاريخ بذاكرة لم تعرف النسيان.

الكرامة التي سطرت اسمها في أول دستور للاتحاد، عادت اليوم ساحة وواحة يتفيأ ظلالها شهداء الوطن. والمدرعات والآليات التي شهدت لحظات ارتقاء الأرواح انصهرت لتسجل أسماءهم في سجل الشرف، ما أجمل هذه الرمزية!

نصب الشهيد الذي يتكون من 31 لوحاً، تقف الألواح في علو سمو متساندة متعاضدة في تعبير رمزي عن الوحدة والتكاتف والتساند والتآلف والقوة، وفي مشهد يعبر عن الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب والجنود البواسل. وقسَم الولاء الذي يهتف به حماة الوطن من جنود قواتنا المسلحة منقوش على العمود الخلفي المتصل بالألواح المتساندة جميعها.

احتفالات اليوم الوطني لن تنتهي، فرمزية الاحتفال تجمع العالم كله، وليس أجمل ولا أفرح لقلوب الإماراتيين من التشريف الغالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للإمارات في عيدها في مستهل جولته الخليجية.

إنها زيارة تؤكد أن الإمارات والمملكة قد قطعتا شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الإستراتيجية بينهما في المجالات والميادين كافة، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتسعيان بحزم وعزم إلى كرامة وعزة للأمة العربية.