سالم علي الشحي
سالم علي الشحي
الثلاثاء 24 يناير 2017 / 15:46

الشحي لـ24: علينا مواجهة ارتفاع نسبة الرسوب ومراجعة الأسباب

24 - أبوظبي - هالة العسلي

أثار تدني مستوى نتائج عدد كبير من الطلبة في امتحانات الفصل الدراسي الأول على مستوى الإمارات، استياء وخيبة أمل شملت عدداً من الطلبة وأولياء الأمور، إذ أكدت الشريحة الأكبر منهم، بحسب عضو المجلس الوطني الاتحادي سالم علي الشحي، أن تلقيهم للنتائج خلال هذا الفصل كان بمثابة صدمة غير متوقعة، ولا يمكن مقارنتها مع مستوى تحصيل أبنائهم الحقيقي خلال السنوات الماضية.

ونقل عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، سالم علي الشحي عبر 24، أرآء أولياء أمور الطلبة الذين حمّلوا وزارة التربية والتعليم مسؤولية حصول أبنائهم على هذه النتائج المتدنية، إذ شهد العام الدراسي الحالي منذ انطلاقه عدداً من العوامل الجذرية والهامة التي أدت إلى تسجيل نسبة رسوب غير مسبوقة، جاء في مقدمتها تطبيق منهاج مستحدث وجديد تضمن مشاكل وأخطاء عديدة، إلى جانب تأخر تسليم الكتب، وقلة خبرة المعلمين في المنهاج الجديد، ونقص أعدادهم في بعض المواد التي لم تدرس في عددٍ من المدارس حتى الآن.

أخطاء المنهاج
وقال الشحي: "تحميل الطالب والمعلم وحدهما مسؤولية هذه النتائج أمر غير عادل، إذ سيدفع الطالب ثمن هذه النتائج غير المرضية سنوات دراسية إضافية من عمره"، مضيفاً أن "تطبيق المنهاج الجديد بكل ما يحتويه من خلل، وتبرير كافة الأخطاء والمغالطات التاريخية والمنهجية والفكرية، التي شملها المنهج وتحميل مسؤوليتها للمطبعة كونها نسخاً تجريبية، هي من أبرز عوامل تدني النتائج".

وتابع الشحي قائلاً: "من الصعب أن نقدم للطلاب والطالبات معلومات مغلوطة في مناهج جديدة تجريبية أوكلت مهمة إعدادها لمتخصصين اتضح أنهم غير مؤهلين، كما أن المواد قدمت للطلبة متخمة بترجمات حرفية عن مناهج أجنبية مختلفة تماماً عن الرصيد المعرفي والعلمي الذي حصده الطلاب خلال سنواتهم الدراسية الماضية، وبعيدة كل البعد عن التسلسل التعليمي، ولا تتوافق مع قدراتهم العقلية والعمرية وفقاً لتقييم تربويين وأكاديميين جامعيين على مستوى الدولة، من ثم نأتي ونحاسب الطلاب على هذه النتائج".

لم ينجح أحد
وقال الشحي: "تصاعدت وتيرة الخلل بعد إصرار بعض المناطق التعليمية على تعيين معلمين أجانب، وصلت نسبتهم في بعض المدارس إلى 100%، في ظل التأكيد الدائم على رفع معدلات التوطين في كل المجالات، وتهميش شريحة كبيرة من المعلمين المواطنين، الأمر الذي دفعهم لتقديم استقالاتهم والتخلي عن وظائفهم تحديداً في مادة اللغة الإنجليزية، التي ارتفعت فيها معدلات الرسوب إلى 100% في بعض الفصول".

وأكد الشحي أنه "من غير المنطقي أن نقدم لطالب في عامه الدراسي الأخير منهجاً تجريبياً جديداً لا يتوافق مع إمكانياته بهدف رفع مهارة وكفاءة الطلاب وإعدادهم للتعليم الأكاديمي الجامعي، ونقر بأن فشل الطالب في هذه المرحلة يعود إلى ضعف إمكانياته وعدم مواءمتها للمرحلة التعليمة المقبلة"، لافتاً إلى أن "تطوير وتحديث المناهج يبدأ من المراحل التعليمة الدنيا ولا بد من إشراك الطلبة وذويهم في وضع المناهج ورسم الخطة التعليمة المناسبة، وذلك بهدف تمكينهم وإعدادهم لتحمل مسؤولية بناء المستقبل وفق رؤية واضحة".

إعادة النظر
وطالب الشحي بضرورة إعادة النظر بنتائج الطلبة خلال الفصل الدراسي الأول، وتوخي الدقة والموضوعة في دراسة أسباب تدني نتائج الطلبة، فالأخطاء الفادحة وغير المنطقية التي احتواها المنهاج الجديد أكثر خطورة من أي أمر آخر، لافتاً إلى أن "استثمار عقول الطلبة وتنميتها لن يتحقق بإلزامهم بدراسة مناهج غير منطقية، وإخضاعهم لاختبارات افتراضية لا تمت للمنهاج بصلة، محذراً من خطورة الوضع الحالي الذي حول البيئة المدرسية إلى طاردة".

رصد شكاوى
ودعا الشحي المسؤولين والقائمين على وضع سياسة المنظومة التعلمية في الدولة إلى النزول للميدان لرصد شكاوى الطلبة وذويهم، مشيراً إلى أهمية تبني رؤية واقعية متطورة بعيدة عن القفزات غير المبررة، وفقاً لمعطيات التعليم الإماراتي الذي خرّج كفاءات لا يستهان بها من قيادات وأطباء ومهندسين ووزراء ومعلمين وغيرهم ممن حملوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة خلال الفترة الماضية، فالتخطيط السليم في الفترة الحالية هو مؤشر لمدى تطبيق الأهداف التي وضعتها القيادة للسنوات المقبلة ويمنح قراءة حقيقية للمستقبل.