الإثنين 6 فبراير 2017 / 15:20

إنفوغراف24| من إيزنهاور إلى ترامب.. كيف تعامل الرؤساء الأمريكيون مع طهران؟

24 - راما الخضراء - ناصر بخيت

مرت العلاقات الأمريكية الإيرانية بالعديد من التطورات خلال العقود الماضية، إذ بدأت بتحالف وصداقة، وانتهت بتهديدات متبادلة.

ولم تصل التوترات في العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى الاقتراب من حرب عسكرية أبداً، كما تخللتها، فترات من التعاون لتحقيق مصالح مشتركة، كما في أزمة الرهائن أو حرب الخليج الثانية.

وتعود العلاقات السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية إلى أواخر القرن الثامن عشر، ولم تكن العلاقات بين البلدين على قدر كبير من الأهمية، حتى فترة الحرب الباردة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت أول التوترات بعد الثورة الإسلامية.

وفيما يلي تسلسل زمني لأهم الأحداث التي شهدتها العلاقات بين طهران وواشنطن في ظل تغير الرؤساء الأمريكيين:

إيزنهاور
عام 1953، ساعدت المخابرات المركزية الأمريكية بالإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المحبوب محمد مصدق، وأعادت للسلطة الشاه محمد رضا بهلوي.

ووافقت إدارة دوايت أيزنهاور على الانضمام إلى خطة بريطانية (عملية أجاكس) لإسقاط رئيس الوزراء الإيراني ذي التوجهات القومية محمد مصدق الذي أمر بتأميم قطاع النفط، وأعلن قطع العلاقات السياسية بين إيران وبريطانيا في ذلك الوقت.

ودعمت وكالة المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية انقلاب الجنرال فضل الله زاهدي الذي أطاح بمصدق، وأعاد الشاه محمد رضا بهلوي إلى العرش.

وفي عام 1957، كان الانطلاقة الأولى للبرنامج النووي الإيراني، حينها وضع شاه إيران أساس البرنامج، بمساعدة من الولايات المتحدة برئاسة إيزنهاور كجزء من برنامج "الذرة من أجل السلام".

وازداد النفوذ الأمريكي في إيران منذ الإطاحة بحكم مصدق، وشهدت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين طوال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات نجاحاً وتفاهماً كبيرين، وقام كل من أيزنهاور وريتشاد نيكسون وجيمي كارتر، بزيارات إلى إيران خلال أعوام ١٩٥٩ و١٩٧٢ و١٩٧٧.

كما قام وزراء خارجية الولايات المتحدة بعدد كبير من الزيارات لطهران طوال تلك العقود الثلاثة، وظل شاه إيران طوال تلك الفترة أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة، حتى أطلق عليه لقب "شرطي أمريكا الأول في المنطقة".

جونسون
عام 1967 في عهد ليندون جونسون، زودت الولايات المتحدة إيران بمفاعل طهران للأبحاث، وهو مفاعل نووي بقدرة 5 ميغاوات يعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 93% الذي يصلح لأغراض الأسلحة.

نيكسون
بوصول ريتشارد نيكسون إلى منصبه، كانت إيران بالفعل أكبر وأهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ويرجع ذلك لرغبة الولايات المتحدة بجعلها حاجزاً أمام التمدد الروسي خلال الحرب الباردة.

وفي عام 1972 زودت واشنطن إيران بأسلحة متطورة ونوعية تماثل الأسلحة المرسلة لإسرائيل، واشترى شاه إيران أسلحة أمريكية متطورة بأكثر من 3 مليار دولار ليجعل ترسانة الدولة الأكبر في المنطقة.

كارتر
زار كارتر إيران في 1977 قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، التي أرغمت الشاه على الفرار، فيما عاد آية الله الخميني من منفاه في باريس ليصبح أول مرشد ديني أعلى.

وأمر كارتر عام 1980 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أزمة اقتحام السفارة الأمريكية ونهبها وأسر موظفيها.

وصادرت الإدارة الأمريكية حينها أصولاً إيرانية، وحظرت أغلب الأنشطة التجارية مع طهران.

ريغان
عام 1981، أفرجت إيران عن الرهائن الأمريكيين بعد دقائق من انتهاء فترة ولاية كارتر، وتنصيب رونالد ريغان رئيساً للولايات المتحدة.

ولعب ريغان دوراً مهماً في أزمة الرهائن، حيث تفاوض مع إيران عن طريق جورج بوش الأب، لإطالة أزمة الرهائن، وضمان فوزه بالانتخابات الأمريكية.

كما تميز عهد ريغان أيضاً بفضيحة "إيران كونترا" أو "إيران غيت" عام 1985، حين عقدت إدارته اتفاقاً مع إيران لبيعها أسلحة بوساطة إسرائيلية، لقاء تحرير رهائن أمريكيين احتجزهم حزب الله في لبنان، على الرغم من قرار حظر بيع الأسلحة إلى طهران، وتصنيف الإدارة الأمريكية لها "عدوة لأمريكا" و"راعية للإرهاب".

وعام 1988، وأثناء رئاسة ريغان أيضاً أسقطت الولايات المتحدة طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في الخليج، ما أسفر عن مقتل 290 راكباً كانوا على متنها.

جورج بوش الأب
تفاوض جورج بوش الأب مع إيران خلال فضيحة "إيران غيت"، إذ كان يشغل منصب نائب الرئيس ريغان عام 1985.

والتقى جورج بوش الأب برئيس الوزراء الإيراني حينها أبو الحسن بني صدر في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور مندوب المخابرات الإسرائيلية الخارجية "موساد" آري بن ميناشيا، للاتفاق على صفقة بيع الأسلحة.

وخلال ولايته، تعاون مع إيران خلال غزو العراق للكويت ثم حذر من تنامي نفوذ الميليشيات الشيعية في العراق.

بيل كلينتون
عززت واشنطن في عهد بيل كلينتون العقوبات المفروضة على إيران، إذ وصلت إلى حظر تجاري كامل عام 1995، واتهامها بدعم الإرهاب الدولي، ومعارضة جهود السلام في الشرق الأوسط، والسعي للحصول على أسلحة للدمار الشامل.

وتضمنت الأوامر التنفيذية التي أصدرها كلينتون منع الشركات الأمريكية من الاستثمار في النفط والغاز الإيرانيين والاتجار مع إيران.

وفي العام نفسه أقر الكونغرس قانوناً يجعل الحكومة الأمريكية تفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع الطاقة الإيراني بأكثر من 20 مليون دولار في السنة.

جورج بوش الابن
صنف جورج بوش الابن إيران ضمن دول "محور الشر" عام 2002، والتي كانت تضم العراق وكوريا الشمالية.

وأصدر قراراً في 2006 يجمد الحسابات المصرفية لشخصيات مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

ووافق الكونغرس الأمريكي لاحقاً على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، التي هدفت إلى وقف الدعم المالي الذي يمكن أن يساعد طهران في صنع أسلحة نووية.

كما فرضت واشنطن في 2007 عقوبات على 3 بنوك إيرانية، وأطلقت عبارة "ناشر أسلحة الدمار الشامل" على الحرس الثوري الإيراني، ومنذ ذلك الوقت أضافت وزارة الخزانة المالية العديد من المصارف الإيرانية الأخرى إلى قائمتها السوداء.

وفي عام 2008، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على مسؤولين إيرانيين وشركات تتهمها واشنطن بمساعدة إيران على تطوير برنامجها النووي.

وفي 2006 ذكر بوش أنه مستعدة للانضمام إلى المحادثات النووية متعددة الأطراف مع إيران، إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق من صحته.

وفي 2008 أرسل جورج دبليو بوش للمرة الأولى مسؤولاً هو بيل بيرنز من وزارة الخارجية، للمشاركة مباشرة في المفاوضات النووية مع إيران في جنيف.

باراك أوباما
استمرت إدارة باراك أوباما بعد وصولها إلى البيت الأبيض في فرض العقوبات على طهران، ففي 2010 أقر أوباما قانون عقوبات شاملة على إيران ومنع الاستثمار فيها.

وفي 2011 أعلنت واشنطن عقوبات جديدة ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج، ووصفت إيران بأنها "منطقة رئيسية لغسل الأموال"، بعد تعثر المفاوضات.

وفي 2013 تحدث أوباما و مع الرئيس حسن روحاني هاتفياً، فيما يمثل أعلى اتصال بين البلدين منذ 30 عاماً.
وعرفت العلاقات الأمريكية الإيرانية انفراجة بعد إبرام طهران ومجموعة "5+1" في 14 يوليو (تموز) 2015 اتفاقاً بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ووافقت طهران بمقتضى الاتفاق على أخذ سلسلة من الخطوات، من بينها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي، وتعطيل جانب رئيسي من جوانب مفاعل آراك النووي، مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بدرجة ملموسة.
(اضغط على الصورة للتكبير)