مستشار الأمن القومي الأمريكي المستقيل مايكل فلين.(أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي المستقيل مايكل فلين.(أرشيف)
الأربعاء 15 فبراير 2017 / 14:08

سقوط فلين يزيد الضغوط على ترامب للتحقيق في اتصالات مع الكرملين

كثرت التحليلات السياسية والصحفية لتداعيات الاستقالة المفاجأة لمستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك فلين، وخاصة أنها جاءت بعد أقل من شهر على شغله لمنصبه.

لم يستقل مايكل فلين إلا بعد ضبطه، من خلال تقارير صحفية، بإجراء اتصالات غير مناسبة مع روسيا. ويجب أن نطلع على كل الاتصالات السابقة والحالية والتي تتعلق بوجود علاقات شخصية أو مالية وسياسية بين دونالد ترامب والحكومة الروسية

ورأت كمبرلي دوزيير، مراسلة شؤون الأمن القومي في موقع ديلي بيست، ومحللة شؤون دولية في سي إن إن، أن الجدل الذي أثير حول محادثات سرية جرت بين فلين والسفير الروسي لدى واشنطن كانت أولى الضربات الموجعة التي تلقتها إدارة ترامب، والتي واجهت سلسلة من الأزمات خلال الأسابيع الثلاث الأولى من عهدها.

اعتراف فاعتذار

وفي خطاب استقالته كتب فلين: "للأسف، ونتيجة تسارع الأحداث، لم أبلغ نائب الرئيس وآخرين بشأن معلومات تتعلق بمكالمات هاتفية أجريتها مع السفير الروسي. لقد اعتذرت من الرئيس، ومن نائبه، وقد قبلا اعتذاري. وها أنا أقدم استقالتي ويشرفني أني خدمت بلدي والشعب الأمريكي بطريقة مميزة".
 
ولكن دوزيير ترى أن استقالة فلين ستقوي من عزيمة مشرعين من اليسار واليمين الأمريكي ممن طالبوا بإجراء تحقيقات أعمق بشأن علاقات بين البيت الأبيض والحكومة الروسية. وفي الوقت الحالي تجري عدة لجان تقصيات بهذا الشأن، ولا بد أن يساعد رحيل فلين عن الإدارة زيادة الضغوط لتوسيع إطار تلك التحقيقات.
 
اتصالات سابقة
وفي السياق نفسه، قال النائب إيريك سوالويل، نائب ديمقراطي يرأس اللجنة الفرعية المشرفة على سي آي أي: "لم يستقل مايكل فلين إلا بعد ضبطه، من خلال تقارير صحفية، بإجراء اتصالات غير مناسبة مع روسيا. ويجب أن نطلع على كل الاتصالات السابقة والحالية والتي تتعلق بوجود علاقات شخصية أو مالية وسياسية بين دونالد ترامب والحكومة الروسية".

خشية من الابتزاز
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، اشترط عدم ذكر إسمه، أن وزارة العدل حذرت البيت الأبيض سابقاً، من احتمال أن يكون فلين عرضة لابتزاز روسي. وقد ألقى ذلك المسؤول باللائمة بشأن عدد من التسريبات على مسؤولين سابقين في إدارة أوباما ما زالوا يعملون في وكالات الأمن القومي. وقال ذلك المسؤول المحبط جراء استقالة فلين: "أولئك الأنذال يتمتعون بحصانة تمكنهم من تسريب وثائق سرية لأجل القضاء على رجل بريء".

دعم روسيا
وتلفت دوزيير إلى إصرار نواب ديمقراطيين على أن استقالة فلين لم توفر لهم إجابات وافية بشأن مدى ما وصلت إليه علاقته بالحكومة الروسية، وما إذا كان يعمل بناء على رغبات الرئيس.
ولكن، وبحسب المراسلة، تلقى فلين أكبر دعم من قبل موسكو صباح أمس الثلاثاء. فقد قال كونستانتين كوساشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الروسية، أنه لا يستحق فقدان وظيفته، وهاجم ترامب بسبب سماحه لفلين بالاستقالة، قائلاً: "إما أن ترامب لم يجد بعد الاستقلالية المطلوبة، وحشر في زاوية، وإما أن الفوبيا من روسيا تسللت إلى الإدارة بأكملها".

رسائل متضاربة
واستقال فلين في نهاية اليوم الـ 24 له في منصبه، وهو اليوم الذي صدرت فيه رسائل متضاربة عن إدارة ترامب بشأن مكانة الرجل. فقد جاءت تلك الاستقالة بعد بضع ساعات على نشر صحيفة واشنطن بوست تقريراً يفيد أن البيت الأبيض تلقى قبل أسابيع تحذيراً من وزارة العدل بشأن بيانات مضللة قدمها فلين حول محادثاته مع السفير الروسي، ما يجعله عرضة للابتزاز.

دفاع  كونوي
ودافعت كيلياني كونوي، مستشارة ترامب، مساء الاثنين الماضي، عن فلين في لقائها مع محطة إم إس إن بي سي، وعن ثقة الرئيس الكاملة به. ولكن استقالة فلين جاءت قبل انقضاء ذلك اليوم.
وظهر فلين مع مجموعة من المسؤولين الذين وقفوا خلف ترامب وترودو، رئيس الوزراء الكندي، في نفس الوقت الذي بدأت فيه وسائل إعلام أمريكية تثير احتمال عزله.

وتشير المراسلة لصعود نجم فلين السريع إبان حملة ترامب عندما اشتهر وهو يطالب أمام حشد انتخابي، باعتقال هيلاري كلينتون، ونادى يومها: أسجنها" وكرر من خلفه العشرات ذلك النداء. ولكن يبدو، برأي بروزيير، أنه خرج من البيت الأبيض، وبعضهم يردد نفس الشعار بحقه.