قاذفة روسية يعتقد أنها انطلقت من قاعدة همدان الإيرانية تلقي قنابل على مواقع لداعش في سوريا.(أرشيف)
قاذفة روسية يعتقد أنها انطلقت من قاعدة همدان الإيرانية تلقي قنابل على مواقع لداعش في سوريا.(أرشيف)
الخميس 16 فبراير 2017 / 14:14

في ظل معارضة روسيا.. هل يشن ترامب حرباً على إيران؟

تعليقاً على الاجتماع الأول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في واشنطن، رأى الكاتب توم اوكونر بصحيفة انترناشونال بيزنس تايمز الأمريكية، أنه من المتوقع أن يوحد الزعيمان مواقفهما بشأن السياسات في الشرق الأوسط، بما في ذلك استراتيجية التعامل مع إيران، عدوة تل ابيب اللدودة، ولكن هذه الخطوة يمكن أن تتعارض مع روسيا، الحليف الآخر لترامب.

موقف إدارة ترامب المتشدد إزاء إيران يضعها في خلاف مع موسكو

 ويشير الكاتب إلى انتقادات ترامب ونتانياهو لسلوك إيران العدواني وإلقائهما اللوم على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتوقيعه الاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع إيران خلال عام 2015 المعروف باسم "خطة العمل المشترك الشاملة"؛ إذ سمح هذا الاتفاق برفع عقوبات واشنطن المفروضة على إيران في مقابل تعهد طهران بتقييد تطوير برنامجها النووي. وبينما تؤكد إيران على أن برنامجها النووي مخصص فقط لأغراض الطاقة السلمية، يرى ترامب ونتانياهو أن بنود صفقة النووي لم تكن كافية للحد من القدرات العسكرية الإيرانية.

إيران .. التهديد الوحيد للسلام

ويأتي اجتماع ترامب ونتانياهو في أعقاب وضع إيران "تحت المراقبة" من قبل ترامب لإجراء اختبار لصاروخ باليستي، ولا يُعد ذلك انتهاكاً للاتفاق النووي، بحسب كاتب المقال، ولكن مثل هذا الاختبار أثار غضب منتقدي إيران في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد انعكس موقف ترامب المتشدد تجاه إيران من خلال اختياره الجنرال جيمس ماتيس لتولي منصب وزير الدفاع الأمريكي الذي وصف إيران بأنها "التهديد الوحيد الأكثر ديمومة للاستقرار والسلام"، كما أن عداءه لإيران جعله يفقد منصبه كقائد القيادة المركزية الأمريكية خلال عهد أوباما.
 
روسيا .. الحليف المفيد

ويوضح كاتب المقال أن موقف إدارة ترامب المتشدد إزاء إيران يضعها في خلاف مع موسكو، وكما ينتقد ترامب جهود أوباما للتواصل مع إيران ديبلوماسياً، فإن السياسيين الجمهوريين ينتقدون أيضاً المواقف "الباردة" لإدارة أوباما تجاه روسيا التي يعتبرها ترامب "حليفاً مفيداً"، بل وقد ذهب الأخير إلى حد مناقشة التنسيق الثنائي المباشر مع روسيا بشأن حملات مشتركة للبلدين ضد تنظيم داعش الإرهابي.
   
تحالف روسيا وإيران

ويشير الكاتب إلى أن موسكو وافقت بحماس على اقتراح ترامب العمل المشترك ضد داعش، ولكنها تحاول تأجيل تهديدات البيت الأبيض لإيران؛ إذ تتضمن الحملة التي تشنها روسيا ضد داعش تحالفاً عسكريا وسياسياً مع إيران، ويدعم كل منهما بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ناهيك عن التنسيق المباشر الذي يتم بين الضربات الجوية الروسية وهجمات الميليشيات الإيرانية في ساحة المعركة، وتستخدم موسكو بالفعل المجال الجوي الإيراني في شن ضرباتها ضد داعش وغيرها من الجماعات المسلحة التي تحاول الإطاحة بنظام الأسد.

روسيا وإسرائيل .. مصالح متضاربة
ويختتم الكاتب مقاله قائلاً: "على الرغم من تكرار الخلافات في كثير من الأحيان حول قضايا رئيسية مثل إيران وفلسطين، فإن كلاً من روسيا وإسرائيل تحافظان على العلاقات الجيدة، ولكن نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعيان إلى الحصول على دعم واشنطن للمبادرات التي ربما تتعارض مع بعضها إذا استمرت موسكو في الحرص على علاقاتها مع طهران".