مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد أتش آر ماكماستر.(أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد أتش آر ماكماستر.(أرشيف)
الأربعاء 22 فبراير 2017 / 15:08

ماكماستر.. الجنرال الأمريكي الذي يحترم المسلمين ويطمئنهم

في جوانب عدة ، يشبه، أتش أر ماكماستر، مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايكل فلين، الرجل الذي حل محله. فكلاهما ارتقيا الى منصب جنرال بثلاثة نجوم في الجيش الامريكي، وكلاهما شكل أفكاره عن العالم خلال حرب العراق.

ركز ماكماستر على جعل المسلمين المتطرفين ينقلبون على "القاعدة" والارهابيين الآخرين

ففي مراحل أساسية من حياتهما المهنية، كان الجنرالان منتقدين لاذعين للتفكير الجماعي للطبقة الاستراتيجية. فبالنسبة إلى فلين، حصل ذلك في وثيقة مهمة نشرها عام 2010 تنتقد المعلومات الاستخباراتية عن أفغانستان. أما ماكماساتر فأظهر ذلك في كتابه عام 1997 عن إخفاقات القيادة العسكرية في قول الحقيقة للسلطة خلال حرب فيتنام.

العلاقة مع الإسلام

ولكن ماكماستر وفلين يختلفان بحسب تقرير لايلي لايك في موقع بلومبرغ في تقديرهما لعلاقة أمريكا مع الإسلام، وكيفية تأثيرها على الحرب الطويلة على الإرهاب. ففي السنوات الأخيرة، ركز فلين على إلحاق الهزيمة بإيديدلوجيا الإسلام الراديكالي. وفي المقابل، ركز ماكماستر على جعل المسلمين ينقلبون على "القاعدة" والارهابيين الآخرين.

ويقول لايك إن فلين، على غرار ترامب، يعتقد أن على أمريكا شن حرب على الإسلام الراديكالي. وفي بعض لحظاته الأكثر سخونة، تحدث فلين عن الإسلام على أنه إيديولوجيا سياسية تخوض حرباً مع القيم الغربية. وكان تهديد الإسلام الراديكالي موضوعاً رئيسياً في كتابه الصادر عام 2006.

عقيدة التمرد المضاد

إلا أن مقاربة ماكماستر مختلفة تماماً. فهو ساعد في إعادة كتابة عقيدة التمرد المضاد خلال حرب العراق، لتكييف دروس هذا النوع من الحروب غير المتكافئة على العالم الإسلامي. وهذا يعني عملياً أنه تعلم تحويل مقاتلين مسلمين قتلوا جنوداً أمريكيين إلى حلفاء، وذلك لتأليب السكان المحليين على القاعدة. وفي حرب ماكماستر، كان النقاء الإيديولوجي عائقاً لحملة فاعلة من أجل كسب عقول وقلوب المسلمين الأتقياء.

ويقول جون ناغل، اللفتنانت الكولونيل المتقاعد الذي عمل من ماكماستر إن "أتش آر، مثلنا جميعاً، صافح مسلمين قاتلوا أمريكيين وقتلوا أمريكيين وغيروا ولاءاتهم للقتال معنا ضد القاعدة".

ويضيف: "هو يفهم أن العالم ليس ذا بعد واحد، وأن العالم الإسلامي ليس ذا بعد واحد. وحتى الأشخاص الذين هم أعداؤنا اليوم يمكن أن يقرروا القتال إلى جانبنا غداً".

قوة عربية سنية

في عامي 2006 و2007، كان ماكماستر يقود فرقة الفرسان المدرعة في تلعفر بالعراق، حيث عمل من كثب مع زعيم محلي لبناء قوة شرطة عربية سنية في وقت كان معظم السنة العراقيون إما مؤيدين للجهاديين وإما حياديين. وروى ناغل إنه كان يتحدث مرة مع ماكماستر على الهاتف مرة عن فصول الإرشادات الميدانية الجديدة، عندما قطع الجنرال الاتصال فجأة قائلاً: "السيارات المفخخة يجب أن تتوقف".

وصار نجاح ماكماستر في العراق نموذجاً لـ"الاندفاعة"، الخطة التي قادها الجنرال ديفيد بترايوس عام 2007 في حرب العراق التي أعطت نتيجة إيجابية وقامت على تدريب مقاتلين من العرب السنة للانضمام إلى الأمريكيين في حربهم على القاعدة في غرب العراق.

منع الألفاظ النابية

وقال جورج باكر عام 2006 إن ماكماستر منع استخدام الألفاظ النابية مام العراقيين كما حظر الاستخدام المسيء لكلمة "حاج". وقال سترلينغ جنسن الذي عمل مترجماً في محافظة الأنبار في مطلع الألفية ونشط مع ضباط أمريكيين لإقامة تحالف مع المشايخ المحليين ضد القاعدة إن تعيين ماكماستر بعث برسالة طمأنينة للمسلمين. وقال: "طوال خمس سنوات كنت على تواصل مباشر مع ماكماستر من خلال نجم الجبوري، القائد الحالي لقيادة عمليات نينوى المكلفة الهجمات على داعش. لم يكن هناك أكثر من ماكماستر دعماً للجنرال نجم وأصدقاء أمريكا في العراق".