هوشنك أوسي وغلاق روايته "وطأة اليقين"
هوشنك أوسي وغلاق روايته "وطأة اليقين"
الأربعاء 22 فبراير 2017 / 21:39

السوري هوشنك أوسي يصدر عمله الروائي الأول "وطأة اليقين" في بيروت

24 - بروكسل - عماد فؤاد

صدرت حديثاً عن "دار سؤال" البيروتية، الرواية الأولى للكاتب والشاعر السوري هوشنك أوسي تحت عنوان "وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال"، وجاءت الرواية في 380 صفحة من القطع المتوسط، وأهدى الكاتب عمله الروائي الأول إلى مدينة "أوستند" البلجيكيّة التي يقيم فيها منذ عدة سنوات.

تدور أحداث الرواية عن الثورة السورية منذ انطلاقتها ولغاية 2013، بطريقة غير مباشرة وغير غارقة في الأحداث والتفاصيل اليومية، وكان من اللافت أن الرواية ليس بها بطل مركزي، فكل شخصية من شخصيات الرواية يمكن اعتبارها بطلاً، وتجري أحداثها في رقعة جغرافية واسعة ومتنوعة، بدءاً من البلدان العربية: تونس، مصر، المغرب، سوريا، لبنان والعراق، وصولاً إلى سويسرا وأمريكا وإسرائيل وتركيا، وانتهاء ببلجيكا، يتناول الكاتب تجارب وسير بشر خارج وداخل الواقع السوري، راصداً التشابكات والتعقيدات المتداخلة فيه، وكأن الهدف منها تناول التورّط الدولي والإقليمي في المأساة السورية.

يوظف هوشنك أوسي في روايته الأولى تقنيات متعددة، مثل فن الرسائل والقصّ والشعر والمسرح والتحليل السياسي، وهو ما جعل من إيقاع الزمن في الرواية يأتي متعرّجاً وملتبساً، وكأن الأولويّة في العمل هي للأمكنة المختلفة والمتباينة جغرافياً وثقافياً، حتى يكاد المكان يكون أحد أبطال الرواية.

كذلك نلمح اشتباكاً مستمراً مع السرديات التاريخيّة، عبر إضافة أحداث متخيّلة تشعرنا أن كاتبها يرغب في الطعن في الروايات الرسميّة لأحداث الثورة السورية، من خلال تناوله لحكاية معارض سوري (علو) يساري، من عائلة متديّنة، قضى 15 عاماً معتقلاً، وبعد خروجه من السجن يتجه إلى الكتابة، بعدما أعادت إليه الثورة التونسية نبض الحياة والأمل، فتفاعل مع هذه الثورة بوصفها ولادة جديدة له، وازداد منسوب الأمل لديه بعد اندلاع الثورة السورية، لكن سرعان ما يتم اعتقاله ويموت تحت التعذيب، ليتم استئصال أعضائه وإرسالها عبر شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية إلى أوروبا، لنبدأ في تتبع رحلة أعضائه التي تم زرعها في أجساد ثلاثة أشخاص يعيشون في بلجيكا: رجل كونغولي، وفتاة ألمانية تعمل في أحد البنوك، وشاب إيطالي يدرس بجامعة بروكسل الحرة.

تأخذنا الرواية في رحلة مع هذه الأعضاء البشرية، والتي تُحدث تغيّرات في كيمياء الأشخاص الثلاثة، من حيث الاهتمامات والأمزجة، بحيث يميلون نحو الثقافة والأدب والفن، ومناصرة الثورة السورية ومتابعتها بشكل لصيق.

تجدر الإشارة إلى أن هوشنك أوسي كاتب وشاعر كردي سوري، من مواليد العام 1976، يكتب باللغتين العربية والكردية، ويقيم في بلجيكا منذ عدة سنوات، وصدر له حتى الآن 6 دواوين شعرية باللغة العربية والكردية.