صورة مركبة للرئيسن الإيراني حسن روحاني والأمريكي السابق باراك أوباما.(أرشيف)
صورة مركبة للرئيسن الإيراني حسن روحاني والأمريكي السابق باراك أوباما.(أرشيف)
الجمعة 3 مارس 2017 / 15:11

أوباما انحاز لصالح فساد الحرس الثوري. فكيف يصحّح ترامب الخطأ؟

يستهلّ الباحث مايكل روبن مقاله في معهد المبادرة الأمريكية، بالإشارة إلى أنّ إيران عانت، قبل التفاوض حول ملفها النووي، من تقلّص في اقتصادها ناهز 5.4% وفقاً لإحصاءاتها الخاصة.

القلق المتنامي بين الإيرانيين تجاه فشل حكومتهم في تحسين حياتهم حتى بعد الاتفاق النووي، يؤمّن فرصة حقيقية

 وشهدت عملتها "هبوطا حرّاً ولم يكن هناك ضوء في نهاية النفق". وأضاف الباحث أنه من أجل حثّ طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وافق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزير خارجيته حينذاك جون كيري، على حوالي 12 مليار دولار كحوافز، مبلغ "يعادل ضعفي الموازنة السنوية للحرس الثوري الإيراني". وحين قال مؤيدو التسوية نفسهم إنّهم توقعوا أن يكون الاتفاق أفضل، اِنتقدوا إهدار كيري للفاعلية التي أمّنها "اليأس المالي الإيراني".

ويترك روبن المجال للمؤرخين كي يؤكدوا في نهاية المطاف ما إذا كان الاتفاق "حكيماً أو ساذجاً"، لكن مع ذلك، هناك "أمر واضح" بالنسبة إليه: الشعب الإيراني العادي توقّع أن يستفيد اقتصادياً من نتائجه. فالاتفاق رفع العقوبات التي جمّدت أصولاً بعشرات المليارات من الدولارات، كما أزال الحواجز أمام التجارة مع بلادهم. القادة الأوروبيون "تسابقوا" للاستثمار في إيران بغض النظر عمّا عناه الأمر من شراكة في أعمال "يسيطر عليها الحرس الثوري". حتى ذلك المال لم يكن المجموع النهائي الذي استفادت منه طهران، إذ إن إدارة أوباما دفعت أكثر من مليار دولار كفدية مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين.

مستنقع في سوريا ومغامرة في اليمن
يشير روبن إلى أنّ الإعلام الإيراني الذي تسيطر عليه الدولة سيقول للإيرانيين إنّ المشكلة في عدم تحسن أوضاعهم المعيشية تعود إلى العقوبات التي ما زالت مفروضة، "لكنّ الإيرانيين يعلمون بشكل أفضل". فالمستنقع الذي علقت فيه طهران داخل سوريا يكلفها المليارات وكذلك "مغامرتها المستمرة" في اليمن واستمرار الإنفاق على قدراتها العسكريّة. ويفتح روبن هلالين ليحذّر قرّاءه من أولئك الذين يخفّفون من وطأة الإنفاق العسكري الإيراني عبر مقارنته بإنفاق دول مجلس التعاون الخليجي: "الإحصاءات التي تنشرها إيران ليست عاكسة للحقيقة"، فهي تبقى سرّية إلى حدّ بعيد.

في جميع الأحوال، حين يتوجه الإيرانيون إلى الانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) المقبل، فإنّهم سيكونون "متحفظين للمشاركة في التمثيلية" وهم عالمون مرّة أخرى بأن من يصنّفون نفسهم كإصلاحيين، فشلوا في تحقيق آمالهم. ويضيف روبن أنّ هذه اللامبالاة تخشاها جداً القيادة الإيرانيّة. "إذاً ماذا على الولايات المتحدة وأوروبا أن تفعله؟"

للاستثمار في الرواتب بدلاً من البالستي
بالنسبة إلى الذين يؤمنون بأن الإيرانيين يستحقون غداً أفضل، وبأنّ استراتيجية أوباما الأخيرة في تشريع وترسيخ النظام الإيراني عرّضت مصالح الأمن القومي للخطر عوضاً عن أن تحميها، إذاً ربّما قد جاء الوقت للاستفادة من القلق لدى الإيرانيين من غياب قدرة قادتهم على تحقيق الازدهار في البلاد. إنّ يسار الوسط الأوروبي مثل أحزاب الخضر يجب أن يدعم علناً الحركة النقابية التجارية المستقلّة التي بدأت بالظهور في إيران. إذا أُجبِر القادة الإيرانيون على الاستثمار في الرواتب عوضاً عن الصواريخ البالستية، فسيكون ذلك انتصاراً للشعب الإيراني والعالم الخارجي.

الحرس الثوري ونظام الملالي.. طبقة فاسدة
في نفس الوقت، على الزعماء الأمريكيين من كلا الحزبين أن يركّزوا في الإعلام الغربي والإعلام الناطق بالفارسية والموجه إلى الجمهور الإيراني على الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى استمرار الفقر لدى الإيرانيين: "أتركوا الشعب الإيراني يوجّه غضبه إلى من يستحقه – إلى طبقة الحرس الثوري ورجال الدين الفاسدة التي دفعت إيران إلى الحضيض في حين أثرت نفسها بالملاييين، وفي بعض الحالات بالمليارات من الدولارات".

وعن خيار أوباما بالتوقيع على الاتفاق النووي يكتب روبن: "كان لدى الرئيس أوباما الخيار بأن ينحاز لصالح النظام الإيراني أو الشعب الإيراني. لقد اختار (الطرف) الأوّل. على الرئيس ترامب أن يفهم بأنه من مصلحة الإيرانيين والأمريكيين والتقدميين والمحافظين بالانحياز للـ(طرف) الأخير". وختم مشدّداً على أنّ "القلق المتنامي بين الإيرانيين تجاه فشل حكومتهم في تحسين حياتهم حتى بعد الاتفاق النووي، يؤمّن فرصة حقيقية".