صاروخ إيراني.(أرشيف)
صاروخ إيراني.(أرشيف)
الإثنين 6 مارس 2017 / 15:06

خياران لترامب مع إيران.. الهدوء أو الحرب

دعا جيفري ستاسي، باحث بارز في مركز العلاقات عبر الأطلسي، لدعم المعتدلين في إيران قبل فوات الأوان.

من أجل البناء على الصفقة النووية بشكل واقعي ومفيد، يقول الكاتب إن على الغرب العمل على تقوية المعتدلين وتقويض المتشددين

وذكر ستاسي في مجلة فورين أفيرز بأنه منذ انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، في نوفمبر( تشرين الثاني)، اضطربت العلاقات بين أمريكا وإيران. وفي ردها على اللهجة الأمريكية المتشددة، ووضع مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، مايكل فلين، إيران "قيد المراقبة"، أظهرت إيران نوعاً من ضبط النفس. وقد يوفر تعيين الجنرال ماكماستر بديلاً لفلين، فرصة أمام إدارة ترامب لإعادة التفكير في موقفها.

هدف رئيسي
ويشير الكاتب إلى وجوب توخي الحذر من تصعيد إضافي للخلافات. وما لم تكن الإدارة مستعدة لشن حرب ضد إيران، فإن هذه المواجهة لن تحقق أي شيء لصالح للولايات المتحدة، بل ستدعم المتشددين في طهران، وتقوض أيضاً المعتدلين كالرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

ويرى ستاسي أن موقف الولايات المتحدة في هذا الشأن محبط، وخاصة بالنظر لسياسة أوباما التي حققت، رغم بعض الأخطاء، تقدماً ملحوظاً مع إيران من خلال مفاوضات الصفقة النووية، والتزام إيران الظاهري بها. ومع أن الصفقة غير مثالية، فقد كانت مفيدة. ورغم بعض الخروقات الإيرانية، سارعت طهران لتصحيح المسار، بعدما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تلك الأخطاء.

تجنب أخطاء
ومن أجل البناء على الصفقة النووية بشكل واقعي ومفيد، يقول الكاتب إن على الغرب العمل على تقوية المعتدلين وتقويض المتشددين. وعليه أيضاً، تجنب النظر لإيران باعتبارها نظاماً موحداً، واعتبار أن أي سلوك خاطئ يمثل النظام ككل. وذلك يعني تجاهل الخطاب المتشدد الصادر عن متشددين. ولهذا السبب تحركت إدارة أوباما على عجل لإنهاء العقوبات الأمريكية المتعلقة ببرنامج إيران النووي. ولكن نتيجة تخوف مصارف غربية من التعامل مع إيران، لم يتحقق الانتعاش الاقتصادي بالسرعة الكافية. كما أبقت إدارة أوباما على عقوبات ذات علاقة بنشاطات إرهابية.

تصلب
ونتيجة لذلك، مالت الديناميات داخل إيران لصالح المتشددين، حتى قبيل الانتخابات الأمريكية. وسمح خامنئي لقوات الحرس الثوري وآخرين بزيادة دعمهم لميلشيات شيعية في العراق، وللحوثيين في اليمن، ولحزب الله في سوريا. وقد أدت تلك السلوكيات لإذكاء حملة المنتقدين للصفقة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، يرى ستاسي أن الغرب يضيع الوقت. والأسوأ منه، أن إدارة ترامب تبدو مصممة على اتباع سياسات من شأنها أن تؤدي لنتيجة عكسية. وعلى سبيل المثال، اقترح فلين وستيف بانون، مستشار ترامب، وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، علماً أن خطوة كهذه تفاقم التوترات بين الجانبين.

ويعتبر الكاتب أن الشيء نفسه ينطبق على تحرك الكونغرس لأجل فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب إجرائها اختبارات صاروخية، وهي غير مشمولة ضمن الصفقة النووية. والأمر نفسه ينطبق على وضع إيران" موضع المراقبة، وفرض إجراءات إضافية ضد شركات وحظر سفر إيرانيين"، ما يعد بنظر إيران تصعيداً خطيراً.

استراتيجية حكيمة
ويرى ستاسي أنه من عادة إيران أن تخلط تحركات ودية بإشارات أشد، كما فعلت عند إجرائها، قبل أسبوع، تدريبات عسكرية، وصدور خطاب ناري عن الحرس الثوري الإيراني. ولكن التنقيب وسط تلك التناقضات يتطلب التحلي بدهاء استراتيجي، لأنه لطالما كان هناك مكان للخطاب الحماسي الموجه نحو الجمهور في الداخل الإيراني، وكوسيلة لحفظ ماء وجه المتشددين.

ومن هنا، يعتقد الكاتب بوجوب تحلي الإدارة والكونغرس بالحذر عند التعامل مع إيران، وتطبيق استراتيجية حكيمة. ويقول: "ما لم تكن الولايات المتحدة ماضية نحو حرب مع إيران، يصبح من الأجدى التحلي بالهدوء والحكمة".