الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.(أرشيف)
الثلاثاء 14 مارس 2017 / 14:56

ترامب وميركل.. نظرتان متناقضتان إلى العالم

في زيارتها الوشيكة إلى الولايات المتحدة، قد تطالب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبني نوع من الانفتاح على شعوب ودول بدلاً من استبعادهم.

وتقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن ميركل عاشت في ظل مجمتع مغلق، ألمانيا الشرقية سابقاً، واختبرت مآسي تلك الحقبة التاريخية من تاريخ بلدها، ولمست نتائجها، وهي تدرك كيف يكون عليه المجتمع في تلك الحالة. 

قضايا محددة
وتشير الصحيفة لاحتمال أن تركز المستشارة الألمانية، عند لقائها الرئيس الأمريكي على بضعة قضايا محددة، بينها أسباب فرض الجمهوريين ضريبة على الواردات، وأسباب حظر الولايات المتحدة دخول لاجئين، وأسباب دعم بريطانيا في خروجها من الاتحاد الأوروبي.

جدران مادية وذهنية
وتقول كريستيان ساينس مونيتور إن ميركل التي نشأت خلف جدران مادية وذهنية في ظل الامبراطورية السوفييتية، أصبحت أول زعيمة في العالم تدعو للانفتاح بين المجتمعات، وليس لعالم خال من الحدود، بل عالم يجني ثمار استقبال أشخاص وأفكار وسلع. وعلى سبيل المثال، تلفت الصحيفة لسعي ميركل لتحقيق مزيد من الشفافية في النظام المالي العالمي من أجل محاربة التهرب الضريبي. وقد استضاف بلدها حوالي مليون شخص هاربين من حروب في الشرق الأوسط. إنها تمثل أكبر قوة سياسية في القارة ضد إغلاق الحدود الأوروبية. وبحسب مقياس الأسواق المفتوحة، تعتبر ألمانيا أكثر الدول انفتاحاً على الاستثمارات الأجنبية والتجارية بين مجموعة دول الـ 20، ونادي الدول الغنية.

مستقبل العالم
وبرأي الصحيفة، سيكون حوار ترامب ـ ميركل حول السنوات المقبلة أحد أهم الحوارات بالنسبة إلى مستقبل العالم. ويعتقد عدد من الأشخاص أن الانفتاح، أو العولمة، هو سبب مشاكل من نوعية الهجرة غير الشرعية والقرصنة الفضائية، والركود الاقتصادي وبطء نمو سوق العمل. وهكذا انتشرت سياسات حمائية في عدد من الدول، وتضاعفت الحواجز التجارية على مستوى العالم ما بين 2009 – 2015. كما بدات دول مثل إيران والصين في إغلاق فضائها الرقمي، وحظر نشاطات منظمات المجتمع المدني.

أسباب جذرية
إلى ذلك، تشير الصحيفة الأمريكية، إلى تفضيل ميركل معالجة الجذور الأساسية لتلك المشاكل. فألمانيا رائدة في سعيها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولإنهاء الفقر في أفريقيا. وهي تؤيد تطبيق قوانين عالمية تحمي الإنترنت، لا تقيده، وتساعد في الكشف عن الأخبار المضللة التي تعمل على تعطيل انتخابات ديموقرطية. كما نجحت ألمانيا في مساعدة عمالها المتضررين من المنافسة العالمية، وخصوصاً من خلال برامجها الشهيرة للتدريب المهني.

مخاوف
وفي كلمة ألقاها في الشهر الماضي نوربيرت لاميرت، رئيس البرلمان الألماني وأحد أكبر حلفاء ميركل السياسيين، تحدث بوضوح عن مخاوف تؤدي لخلق جدران بين شعوب. وقال لاميرت: "من يناصر انغلاق الفكر عوضاً عن الانفتاح على العالم، ومن يحيطون أنفسهم بجدران، ويراهنون على الحمائية عوضاً عن التجارة المفتوحة، ويدعون للانعزال عوضاً عن التعاون بين الدول، ويصرحون نحن أولاً، يجب أن لا تصيبهم الدهشة إن تصرف آخرون بنفس الطريقة.، فضلاُ عن مواجهة كل الآثار الجانبية الفتاكة بالعلاقات الدولية التي بتنا نعرفها من خلال تجارب القرن العشرين".

قدسية الحدود
وتلفت الصحيفة لصعود ميركل لتصبح زعيمة ديمقراطية نتيجة سقوط الشيوعية، ولتنعم بحريات الغرب. وهي تدرك أن قدسية الحدود يجب أن تكون متوازنة مع الانفتاح، وإن وصل الأمر لاستقبال آخرين وأفكارهم. ويستند السلام لإحداث ذلك التوازن، وهو شيء ما يزال الاتحاد الأوروبي يسعى لتحقيقه.

فرص
وبحسب الصحيفة، تعمل بعض القوى والسياسات على نشر الخوف في عدد من المجتمعات، ولكنها تولد أيضاً فرصاً لقيام تعاون مشترك، وتبادل أفكار لحل المشاكل. وإن استطاعت أمريكا وألمانيا الاتفاق على التركيز على تلك الفرص، فإنهما ستصبحان رائدتين قويتين لهذا النوع من الانفتاح الذي ينفع ولا يضر.