حفتر في موسكو (أرشيف)
حفتر في موسكو (أرشيف)
الأربعاء 15 مارس 2017 / 09:41

بعد سوريا.. هل ستغير روسيا المعادلة الليبية؟

24-القاهرة-أكرم علي

يبدو أن المعادلة الليبية سوف تشهد تغيرات خلال الفترة المقبلة ستؤدي إلى إعادة الحسابات بها والدخول في نطاق جديد قد يصل بها إلى نتائج غير متوقعة في تلك الأزمة المستمرة منذ 6 سنوات، اللاعب الروسي أبرز من سيغير تلك المعادلة مثلما فعل في سوريا، فالمؤشرات تدل إلى اتجاه موسكو قريباً إلى التدخل غير المباشر والممهد في ليبيا وبترحيب من بعض المؤسسات الشرعية في البلاد.

طلب الحكومة الليبية المؤقتة بمباركة مجلس النواب الليبي، مساعدة القوات الروسية في دعم وتدريب القوات الليبية، فضلاً عن طلب المدد والدعم غير المباشر من قبل رئيس القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر من الجانب الروسي منذ زيارته إلى موسكو في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، يؤكد أن الأزمة الليبية ستشهد تطورات بالغة الفترة المقبلة.

لا تدخل عسكري
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة لن تدعم أي تدخل عسكري في الأزمة الليبية وإنها تدعم فقط التحركات المختلفة التي تدعم الحل السياسي فقط، من خلال التواصل مع كافة الجهات المعنية في الأزمة والسعي لإيجاد التوافق بينهما من أجل التوصل لصيغة توافق تعمل على وضع الحلول الداعمة لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

وأوضحت المصادر لـ24 أن مصر ترحب بأي جهود تتم في إطار التسوية السياسية والتنسيق مع الجانب الروسي في حالة دعم ذلك دون أي تفكير، ولكن في حالة التدخل العسكري وحتى إن كان بناء على طلب ليبيا لن يكون مرحب به من جانب مصر ودول الجوار أيضاً وخاصة تونس والجزائر والذين يدعمون الحل السياسي للأزمة من خلال الاجتماعات المكثفة التي تستضيفها دول الجوار خلال الفترة الأخيرة.

واستبعدت المصادر الدبلوماسية أن تتدخل روسيا في الأزمة الليبية بشكل مباشر مثلما حدث في سوريا ولكن قد يكون التدخل بشكل آخر يتمثل في تقديم الدعم العسكري من خلال توفير السلاح والتدريب دون خوض أي مهمات خارج موسكو.

اللعب على النفوذ
ورأى سفير مصر الأسبق في ليبيا أحمد وهدان أن موسكو تريد زيادة نفوذها في الشرق الأوسط، وبعد فوزها في المعادلة الروسية وتحقيق نجاحات أدت إلى تنفيذ الخطة الروسية للحفاظ على النظام السوري وعدم السماح بسقوطه، فإنها تريد أن تزيد نفوذها أيضا في المنطقة عن طريق المعادلة الليبية وذلك في محاولة لكسب جولة جديدة من اللعب على النفوذ في المنطقة على الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح السفير أحمد وهدان لـ24 أن موسكو سوف تتمهل بعض الوقت قبل أي محاولة للتدخل في الأزمة الليبية عسكريا، ولكنها ستقدم الدعم اللوجستي والتدريب العسكري خلال الأيام المقبل بعد تلقي الضوء الأخضر من المؤسسات الليبية المختلفة التي تريد ذلك.

وشدد سفير مصر الأسبق في ليبيا على أن المعادلة ستشهد تغيرات جذرية في حالة تدخل الجانب الروسي وسيكون له آثار سلبية للغاية نظرا لأن الوضع في ليبيا يختلف تمام عن الوضع السوري، ونظرا لقرب الحدود المصرية والتونسية والجزائرية مع الدولة الليبية مما يؤدي إلى خطر أمني كبير.

وطلبت الحكومة الليبية المؤقتة من روسيا تقديم الدعم العسكري من خلال تدريب العناصر الليبية حيث صرح بذلك رئيس مجلس النواب الليبي صالح عقيلة، وقال "لقد طلبنا من الحكومة الروسية مساعدتنا فى تدريب أفراد القوات المسلحة، وإصلاح المعدات العسكرية من قبل الخبراء الروس، لأن معظم ضباطنا تم تدريبهم فى روسيا والكثير يتكلم الروسية، ويعرفون كيفية استخدام المعدات الروسية".