الملك محمد السادس (أرشيف)
الملك محمد السادس (أرشيف)
الخميس 16 مارس 2017 / 08:53

العاهل المغربي يعتزم تعيين سياسي من حزب بنكيران رئيساً للوزراء

أعلن الديوان الملكي المغربي مساء أمس الأربعاء، أن الملك محمد السادس قرر تعيين "شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية" في منصب رئيس الوزراء، بعدما فشل رئيس الوزراء المكلف عبد الإله بنكيران في تشكيل حكومة بعد 5 أشهر على فوز حزبه بالانتخابات.

وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك "أخذ علماً بأن المشاورات التي قام بها السيد رئيس الحكومة المعين، لمدة تجاوزت الـ5 أشهر، لم تسفر إلى حد اليوم، عن تشكيل أغلبية حكومية، إضافة إلى انعدام مؤشرات توحي بقرب تشكيلها" لذلك قرر "أن يعين كرئيس حكومة جديد، شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية"، مضيفاً أن الملك "سيستقبل في القريب العاجل، هذه الشخصية، وسيكلفها بتشكيل الحكومة الجديدة".

وإذ شدد البيان على أن هذه الخطوة سيقدم عليها الملك بهدف "تجاوز وضعية الجمود الحالية" وذلك "بمقتضى الصلاحيات الدستورية" المنوطة به، ذكّر الديوان بأنه سبق للملك أن "حث رئيس الحكومة المعين، عدة مرات، على تسريع تكوين الحكومة الجديدة" ولكن من دون جدوى.

وأوضح الديوان في بيانه، أن الملك "فضّل أن يتخذ هذا القرار السامي، من ضمن كل الاختيارات المتاحة التي يمنحها له نص وروح الدستور، تجسيداً لإرادته الصادقة وحرصه الدائم على توطيد الاختيار الديمقراطي، وصيانة المكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال".

وأشاد العاهل المغربي في بيانه "بروح المسؤولية العالية والوطنية الصادقة، التي أبان عنها السيد عبد الإله بنكيران، طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات".

تدخل ملكي
وهذا التدخل الملكي كان مترقباً بعد مرور 5 أشهر على الانتخابات التشريعية واستمرار المملكة من دون حكومة واستمرار المفاوضات من أجل تشكيلها في التعثر.

وهي المرة الأولى التي تصل فيها فترة التأخير في تشكيل حكومة جديدة إلى 5 أشهر بعد الانتخابات التشريعية.

وحل حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الصدارة في تلك الانتخابات التي أجريت في السابع من أكتوبر (تشرين أول) 2016.

وكلف العاهل المغربي الأمين العام لهذا الحزب عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة، لكنه لم يتمكن من أداء مهمته رغم المشاورات المكثفة التي أجراها.

واقترح بنكيران التمديد للائتلاف السابق الذي كان يقوده قبل الانتخابات، وهو ائتلاف من 4 أحزاب يضم إسلاميين وليبراليين وشيوعيين سابقين.

لكنه واجه معارضة وزير الزراعة السابق ورئيس التجمع الوطني للأحرار (ليبراليون) عزيز اخنوش.

واخنوش، وهو أحد أكبر أثرياء القارة الأفريقية والمرافق للعاهل المغربي في كافة زياراته الرسمية، لا ينفك يزيد من شروطه للمشاركة في الحكومة.

ومن بين أبرز شروطه أن يضم الائتلاف حزبين آخرين هما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري.

وتمكن اخنوش من لأن يحشد حوله ائتلافا يمكّنه من منافسة بنكيران، ومن أن يفرض نفسه كقطب مؤثر في السياسة المحلية وفي معارضة الإسلاميين.