الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الإثنين 20 مارس 2017 / 14:49

أردوغان يدمّر الجسور مع الاتحاد الأوروبي

كتب أحمد يايلا، أستاذ في علم الجريمة والقانون والمجتمع في جامعة جورج ماسون، وأستاذ سابق في جامعة حران في تركيا، في صحيفة واشنطن تايمز، أن تركيا التي كانت حليفاً للغرب يعتمد عليه، أصبحت على وشك التحول إلى نظام ديكتاتوري مستبد.

يبدو إردوغان مصمماً على حشد دعم قومي لاستفتائه بواسطة خطاب متشدد ضد حلفاء تركيا الأوروبيين

وفيما يبحث حلف الناتو عن خطط تساعد في حماية مواطنيه من طوفان اللاجئين وكارثة إنسانية وإرهابيين آتين عبر بوابته الشرقية، يستعد الأتراك لإجراء ما يعتبرونه "استفتاء الاستفتاءات".

ويُسأل الناخبون في الاستفتاء ما إذا كانوا يوافقون على منح رئيسهم، رجب طيب إردوغان، سلطة مطلقة، وحصانة دائمة من المحاكمة، فضلاً عن سلطات قضائية إضافية يقول جميع الطغاة إنهم لا يستطيعون العيش بدونها.

تمهيد طريق
ويقول الكاتب إنه على الرغم من أن الرئيس الإسلامي المتطرف يحكم تركيا في ظل قانون الطوارئ، منذ ليلة الانقلاب الفاشل في يوليو( تموز) الأخير، يصر إردوغان على حاجته لتعديل الدستور. وهو يعتبر أنه لن يتمكن من القضاء على متطرفين من مختلف الأطياف، منهم حزب العمال الكردستاني وداعش، سوى عبر إجراء تعديلات دستورية جذرية. وهو يؤكد أن كلمة "نعم" للدستور الجديد ستمهد الطريق أمام تركيا لكي تعود كدولة عظمى" كما كانت في العهد العثماني.

تراجع التأييد
ولكن، وبحسب يايلا، مع إظهار استطلاعات للرأي تراجع التأييد لاستفتاء الرئيس، أمر إردوغان وسائل إعلام تركية موالية للترويج للتصويت بـ "نعم" في أوساط الجالية التركية في الشتات. وأرسل أرفع وزرائه، قبل أسبوعين، للترويج للاستفتاء بين مليوني ناخب تركي يقيمون في ألمانيا وهولندا. ولكن أمله خاب عندما منعت ألمانيا ومن ثم هولندا، السماح لوزراء حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه لإلقاء خطب تحفز مغتربين أتراك على التصويت ب "نعم" في الاستفتاء القادم.

توظيف
وعندها لجأ إردوغان إلى توظيف الكبرياء القومي والشخصي لشن هجوم معاكس على ساسة البلدين، واصفاً إياهم بأنهم بقايا نازيين". كما نظمت الحكومة التركية تظاهرات غاضبة كبرى أمام سفارتي ألمانيا وهولندا، ومنع سفير هولندا من العودة إلى أنقرة. ونزل أتراك مؤيدون لحزب العدالة والتنمية إلى شوارع روتردام، واشتبكوا مع الشرطة الهولندية.

تدمير جسور
ونظراً إلى حاجته القوية للفوز بالاستفتاء، يقول يايلا إن الرئيس التركي بدأ بإحراق جسور مع الاتحاد الأوروبي دون مراعاة لنتائج أعماله. ورغم التعارض مع مصالح تركيا على المدى البعيد، يبدو إردوغان مصمماً على حشد دعم قومي لاستفتائه بواسطة خطاب متشدد ضد حلفاء تركيا الأوروبيين.

أسباب السعي للحصانة
ويلفت يايلي إلى عدم صعوبة معرفة أسباب سعي الرئيس التركي لنيل الحصانة من المحاكمة. فهو يخشى أن يتعرض لاحقاً لمحاكمات بسبب غسيل أموال والتحايل على الحظر الإيراني واحتيال مصرفي أمام محكمة فيدرالية في نيويورك. وقد استخدم إردوغان رجل أعمال تركياً ـ إيرانياً، رضا زاراب، 33 عاماً، لإجراء تحويلات مالية كبيرة بين إيران وتركيا، في خرق للعقوبات المفروضة على إيران.

شهادة
ويشاع أن إردوغان يخشى أن يشهد زاراب ضده، بعدما اعتقل في نيويورك، ويدعي بأنه "بريء". وهناك فضيحة أخرى تقلق بال الرئيس التركي، وتتعلق بدعمه السري، الذي كشف عنه النقاب أخيراً، لمنظمات إرهابية في سوريا، بما فيها داعش وأفرع للقاعدة. وفي وقت يشعر الأوروبيون بقلق من وقوع هجمات إرهابية، حض إردوغان مؤيديه من رجال الدين على الدعوة لاتباع نمط من السلفية التركية، ما يدفع قاعدته نحو الجهادية في أوروبا أيضاً.

رفع الصوت

ويرى يايلا أن الوقت قد حان لكي يرفع الغرب الصوت عالياً ضد انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، والتأكيد للضحايا أن لهم نصيراً في دول الغرب. كما يجدر بالغرب إعادة التفكير، وقبل فوات الأوان، بتحالفه مع تركيا.