الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الإثنين 20 مارس 2017 / 14:54

هل يستطيع ناتو عربي مواجهة إيران في سوريا؟

في 16 مارس(آذار)، شنت القوات الإسرائيلية عدة ضربات جوية في سوريا، ما دفع القوات السورية للرد عبر إطلاق صواريخ أرض ـ جو.

رغم التنافس القديم بين روسيا وإيران، تمكنت القوتان من صياغة تحالف في الشرق الأوسط لتحقيق مصلحة متبادلة بهدف تقويض نظام ليبرالي تقوده أمريكا، ولضمان مصلحتهما المشتركة في إبقاء بشار الأسد في السلطة

 وترى سيلين ناسي، كاتبة سياسية في صحيفة حريت التركية، أن ما جرى يعتبر إحدى أخطر المواجهات بين البلدين منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011. ونظراً لوقوع الهجوم عقب زيارة قام بها لموسكو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لبحث مسألة تخندق إيران في سوريا، فإنه يوحي باحتمال أن تكون إسرائيل قررت أن تتولى زمام أمنها بنفسها.

احتواء نفوذ إيران

وتلفت الكاتبة لحالة قلق قديمة عبر عنها مسؤولون إسرائيليون بشأن جبهة معادية لإسرائيل في الجنوب السوري بقيادة الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب قوات حزب الله وقوة درزية. ومنذ اندلاع الحرب السورية، تركز إسرائيل على احتواء النفوذ الإيراني. ويشاع أن قوات إسرائيلية استهدفت عدة مرات قوافل وتجمعات عسكرية وقواعد عملاتية في جنوب سوريا، من أجل منع نقل لوجيستيات خاصة بحزب الله المدعوم إيرانياً، على طريق يمتد من هضبة الجولان إلى لبنان.

تطوران
ولكن، بحسب ناسي، ما حمل نتانياهو لزيارة موسكو كان نتاج تطورين:
1) إيران تخطط للاستحواذ على قاعدة عسكرية دائمة في اللاذقية
2) تشكيل وحدة جديدة لحزب الله تحت اسم "ألوية تحرير الجولان"، من أجل تحرير مرتفعات الجولان من إسرائيل.

وتقول الكاتبة إن كلا التطورين يعتبران بمثابة خط أحمر بالنسبة لإسرائيل. وفي هذا السياق، التقى نتانياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل البحث في تلك القضايا الحساسة. وقد فسر البعض تلك الزيارة بأنها خطوة تكتيكية لدق إسفين بين روسيا وإيران. ولكن القضية الأهم هنا تكمن في مقدار ما تستطيع فعلياً روسيا تقديمه لإسرائيل بشأن كل من النوايا والقدرات.

علاقات ودية
وتشير ناسي إلى علاقات ودية بين روسيا وإسرائيل طوال الحرب السورية، حيث راعى كل منهما مصالح الآخر الاستراتيجية. ولهذا السبب، ما إن وضعت روسيا قدمها في سوريا، حتى اتفق البلدان على إقامة تنسيق عسكري لتجنب مواجهات في الأجواء السورية. بمعنى آخر، فضلت روسيا غض الطرف عن غارات إسرائيل الدورية ضد قوات حزب الله.

تموضع عسكري
ولكن، برأي الكاتبة، عندما يتعلق الأمر بعرقلة مساعي إيران لتعزيز تموضعها العسكري في سوريا، فقد لا يكون للكرملين نفوذ كبير على النظام السوري. وفعلاً، قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي إن "أي قرار يتعلق بانسحاب قوات إيرانية يتخذه قادة سوريون".

إيران ضامن في أستانة

وعلى هامش الجولة الثالثة من محادثات السلام في أستانة، وقعت إيران وثيقة لكي تصبح ضامنة إلى جانب روسيا وتركيا، لاتفاق حول سوريا. وتشير ناسي إلى حقيقة أن روسيا تجنبت الاصطدام مباشرة مع إسرائيل، لكن لن يسهل عليها التخلي عن إيران في سوريا.

فعلى رغم التنافس القديم بين روسيا وإيران، تمكنت القوتان من صياغة تحالف في الشرق الأوسط لتحقيق مصلحة متبادلة بهدف تقويض نظام ليبرالي تقوده أمريكا، ولضمان مصلحتهما المشتركة في إبقاء بشار الأسد في السلطة. وفي الواقع، كانت إيران هي التي دفعت روسيا للتدخل في سوريا. وقد أنفق البلدان أموالاً طائلة في سوريا، سواء اقتصادياً أو عسكرياً، لدعم النظام السوري، وقد نجحا في نهاية المطاف، بسبب تواجد انتشار إيرانية برية مدعومة بضربات جوية روسية.

خطط إيرانية
وإلى جانب مصالحهما المشتركة في سوريا، تلفت ناسي لتوقيع روسيا وإيران على صفقات أسلحة ساعدت على ملء خزائن روسيا، فيما عززت العتاد الإيراني العتيق. ولا شك، برأي الكاتبة، في أن خطط إيران حيال هضبة الجولان تهدف لاستفزاز إسرائيل ودفعها لشن هجمات، وربما لنشوب حرب جديدة في لبنان، على أمل تعزيز وجودها في المنطقة.

جبهة معادية
وتقول ناسي، فيما تسعى الولايات المتحدة لاستكشاف إمكانية تشكيل جبهة معادية لإيران من خلال تشكيل ناتو عربي، إلا أن تطبيق سياسة خارجية كتلك قد تؤدي لتعميق الانقسامات الطائفية في الشرق الأوسط، وتنطوي على مخاطر خلق واقع سياسي في كل من سوريا والعراق يستفيد منه داعش، فضلاً عن خطر فتح جبهات جديدة.