قوات روسية يعتقد أنها في منطقة عفرين السورية.(أرشيف)
قوات روسية يعتقد أنها في منطقة عفرين السورية.(أرشيف)
الأربعاء 22 مارس 2017 / 15:24

رغم الاستياء التركي.. روسيا تعزز موقع الأكرد في سوريا

تناولت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية استمرار موسكو في تعزيز اتصالاتها مع أكراد سوريا، مشيرة إلى أن هذا قد يثير نزاعاً ليس فقط مع أنقرة، بل ومع تل أبيب أيضاً.

وصول المجموعة إلى المنطقة ضروري "لكي يكون العلم الروسي مرئياً لأن الحدود التركية قريبة، ولكي يفهم الجميع أننا ندعم الحكومة السورية وقواتها المسلحة

وعلى رغم الاستياء التركي، تستمر روسيا في تكثيف اتصالاتها العسكرية مع ممثلي الأكراد في سوريا. فقد نقلت وسائل الإعلام عن ممثل وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل، أن وحدات عسكرية روسية تتمركز في كانتون عفرين الغربي لكردستان. وسبق أن أعلن عن تمركز وحدات روسية قرب بلدة جب الأحمر في ضواحي مدينة منبج.

 قواعد عسكرية جديدة
وفيما تحدثت وكالات أنباء عربية وغربية عن قواعد عسكرية روسية جديدة في شمال سوريا، رفضت وزارة الدفاع الروسية هذه الأنباء، ولكنها أكدت وصول عسكريين روس من المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع في سوريا إلى عفرين، مشيرة إلى أن هدفهم الأساسي هو "مراقبة وقف إطلاق النار على مدى 24 ساعة يوميا". وقد نشر البعض صور وصول العسكريين الروس إلى بلدة كفرجنة القريبة من عفرين. كما نشرت بعض وسائل الإعلام تصريحات للواء أندريه فولكوف الذي يقود هذه المجموعة العسكرية الروسية في عفرين.

وقال فولكوف إن وصول المجموعة إلى المنطقة ضروري "لكي يكون العلم الروسي مرئياً لأن الحدود التركية قريبة، ولكي يفهم الجميع أننا ندعم الحكومة السورية وقواتها المسلحة وأن وجودنا في هذه المنطقة هو لضمان السلام والأمن في المنطقة الحدودية...كما أن السكان المحليين سيكونون في منطقة مسؤوليتنا، وسوف نتعاون معهم لكي تصبح الحدود السورية آمنة".

هدف آخر
أما المصادر الكردية فتشير إلى أن للمجموعة العسكرية الروسية التي وصلت إلى عفرين، هدفاً آخر. فقد أعلن ممثل وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل أن القوات الكردية في سوريا وقعت مع روسيا اتفاقية "في إطار التعاون في محاربة الإرهاب وإعداد وتدريب المقاتلين الأكراد عسكريا". وبحسب تأكيداته، تهدف قيادة وحدات حماية الشعب الكردية إلى زيادة عدد المقاتلين الأكراد ليصل في منتصف السنة الحالية إلى 100 ألف شخص. وبحسب رويترز كان عدد المقاتلين الأكراد 60 ألفاً في نهاية عام 2016 ، مع وجود فصائل نسائية.

ورفضت زارة الدفاع الروسية هذه الأنباء. لذلك يمكن أن نقول إن احتمال قيام الضباط الروس في تدريب المقاتلين الأكراد في عفرين أمر قريب من الواقع. وكما هو معلوم هذه المهمة يقوم بها ضباط أمريكيون. إذ ليس سرا كون غالبية فصائل القوات التي تقودها واشنطن في عملية "غضب الفرات" كردية. ولا ترحب دمشق بهذه المسألة وليس بإمكانها عرقلتها. فموسكو تسعى لدعم ومساندة قوات الحكومة السورية لكي تتمكن بنفسها من تحرير الرقة قبل واشنطن.

شكلياً، تقول الصحيفة الروسية إنه ليس هناك ما يعيق قيام روسيا بتدريب المقاتلين الأكراد لأنهم مواطنو سوريا، والخبراء الروس بموجب الاتفاق مع دمشق يدربون منذ زمن أفراد القوات المسلحة السورية.

إردوغان
قد تعيق أنقرة تنفيذ خطط روسيا بشأن تدريب المقاتلين الأكراد. إذ لفتت وسائل الإعلام النظر إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طلب من الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، التخلي عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية، التي يعتبرها إرهابية. وقد أعلن إردوغان مراراً أن أحد الأهداف الرئيسية للقوات التركية في شمال سوريا هو محاربة وحدات حماية الشعب الكردية، التي لها علاقات وثيقة مع "الإرهابيين الأكراد في تركيا". أما موسكو فلديها وجهة نظر مختلفة في هذه القضية، وتعتبر أن نشر وحدات عسكرية روسية في ضواحي عفرين ومنبج يتعلق بتشكيل منطقة عازلة على خط المواجهة بين الأكراد من جهة والأتراك والموالين لهم الذين يساهمون في عملية "درع الفرات" شمن جهة أخرى.