جنديان عراقيان في محطة قطارات مدمرة في الموصل. (رويترز)
جنديان عراقيان في محطة قطارات مدمرة في الموصل. (رويترز)
الخميس 23 مارس 2017 / 13:54

الهزيمة الكاملة لداعش لن تحصل.. إلا باتفاق إقليمي

بالتزامن مع اجتماع ممثلي الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش في واشنطن، من أجل تنسيق الجهود للقضاء على الجهاديين، دعا هوارد لافرانشي، مراسل ديبلوماسي لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور، لبحث قضية أصعب تتمثل في كيفية منع عودة هؤلاء المقاتلين إلى مناطق محررة.

اتفاق من هذا النوع، يتطلب تواجداً أمريكياً لبعض الوقت في كل من العراق وسوريا، فضلاً عن تحقيق نوع من الانفراج بين الولايات المتحدة وإيران

ويسأل المراسل إن كان ممكناً إلحاق الهزيمة بداعش خلال عام تحقيقاً لهدف وضعه الرئيس الأمريكي ترامب، وطالب البنتاغون بوضع خطط له، معتبراً أن الإجابة هي رهن بتعريف الهزيمة.

ويرى خبراء أن القضاء على داعش يتطلب درجة أكبر من الالتزام من الدول الـ 86 والمنظمات الدولية المشاركة في التحالف ضد داعش. وهم يعتبرون أنه يحق للتحالف الاحتفال بتحقيق إنجازات كبيرة. ولكن مواصلة التقدم ستقرر إلى حد بعيد قدرة دول رئيسية في التحالف على حل النزاعات التي أخرت المعركة ضد داعش.

تفاهم إقليمي
ويبرز لافرانشي ضرورة تطوير نوع من التفاهم الإقليمي بين أطراف رئيسيين ليسوا جزءاً في التحالف بقيادة أمريكية، وعلى رأسهم إيران وروسيا. ويقول ديفيد غارتينشيان روس، محلل في محاربة الإرهاب لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: "لن يُقضى على داعش في جميع دول العالم خلال عام، ولكن إن كان الهدف هو القضاء على داعش ككيان محلي، فذلك بالتأكيد أمر ممكن".

منع عودة داعش
ويضيف روس أن "النقطة الأهم بعد تجريد داعش من ادعائه بامتلاكه "لدولة"، تكمن في القيام بما يلزم من جانب أطراف آخرين لضمان منع عودته في أي شكل كان". ويقول روس إن داعش أصبح على وشك الانهيار في الموصل، وقد تختتم في نهاية العام الحملة التي تلوح في الأفق لطرد التنظيم خارج عاصمته المزعومة، الرقة في سوريا.
ولكن ستبقى هناك فروع صغيرة ونشطة ومتناثرة في مناطق بعيدة وواسعة، تمتد من ليبيا والساحل الأفريقي إلى أفغانستان.

قضية حساسة
ويلفت لافرانشي إلى وجوب التعامل مع قضية معقدة وحساسة تتعلق بعودة مقاتلي داعش الأجانب إلى أوطانهم، واحتمال تنظيمهم خلايا سرية، والتحضير لهجمات إرهابية. فقد أشار بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش، في مؤتمر عقد في بغداد في بداية الشهر الحالي إلى أن "داعش خسر أكثر من 60% من أراضيه السابقة في العراق وسوريا. والأهم من ذلك، تمكنا من تحرير مليونين ونصف شخص من هيمنة داعش، ومنهم أكثر 1.5 مليون من النازحين الذين تمكنوا من العودة إلى بيوتهم في العراق".

أكبر تحدي
ولكن برأي المراسل، يكمن أكبر تحدي أمام الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده، في حماية المناطق المحررة من السقوط ثانية في قبضة متطرفين آخرين. وفي هذا السياق، يقول جيمس جيفري، السفير الأمريكي الأسبق في العراق، إن التحدي الرئيسي بعد سقوط داعش سيكون في الاهتمام بمطالب الـ 20 مليون عربي سني الذي يعيشون ما بين بغداد ودمشق. ويرى جيفري أن مفتاح استقرار طويل الأمد في المنطقة، ومنع أي عودة لداعش، يمكن أن يتحقق من خلال اتفاقية إقليمية كبرى تسمح بإعادة دمج السكان السنة في العراق وسوريا ضمن هياكل سياسية ذات غالبية شيعية.

تواجد أمريكي
إلا أن سريان اتفاق من هذا النوع، يتطلب بحسب جيفري، تواجداً أمريكياً لبعض الوقت في كل من العراق وسوريا، فضلاً عن تحقيق نوع من الانفراج بين الولايات المتحدة وإيران، وهما شرطان مسبقان قد لا يكون ترامب مستعداً لقبولهما. وأضاف جيفري: "لا بد من وضع الديناميكيات السياسية ـ الديبلوماسية ـ الأمنية في المنطقة تحت السيطرة قبل محاولة إيجاد حل لدمج أولئك العرب السنة، ولكن لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقوم بتلك المهمة".