رجال أمن ومسعفون ينقلون جريحاً في موقع هجوم لندن.(أرشيف)
رجال أمن ومسعفون ينقلون جريحاً في موقع هجوم لندن.(أرشيف)
الجمعة 24 مارس 2017 / 15:05

هجوم وستمينستر كشف حدود داعش في بريطانيا

24- زياد الأشقر

كتب جايسون بوركي في صحيفة غارديان البريطانية، أن الهجوم أمام مقر البرلمان البريطاني في لندن هو الأخير في سلسلة من المجازر الارهابية التي تستخدم فيها سيارات تندفع بسرعة نحو المارة، وهو أسلوب اعتمده تنظيم داعش.

التنظيم الإرهابي يفتقد شبكة في بريطانيا تملك نفس الانسجام والفاعلية الموجودة لدى الشبكات الموجودة في فرنسا وبلجيكا

ففي ديسمبر(كانون الأول)، قاد لاجئ في ألمانيا شاحنة إلى سوق ببرلين مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً. وفي يوليو (تموز) الماضي، لقي 86 شخصاً مصرعهم عندما دهسهم سائق شاحنة مسروقة خلال استعراض يوم الباستيل في نيس. هذه الهجمات يبدو أنها مستوحاة، إن لم تكن موجهة مباشرة، من داعش في العراق وسوريا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، استخدم طالب سيارة وسكاكين لجرح 13 شخصاً في حرم جامعة بأوهايو بالولايات المتحدة. وبقيت دوافعه وولاءاته أقل وضوحاً. ويشير الصحافي إلى إن مثل هذه الهجمات لا تعتبر بلا سوابق، لكنها أصبحت متكررة في الأعوام الأخيرة.

العدناني
في عام 2014 أطلق الناطق باسم داعش محمد العدناني نداءً للمتعاطفين مع التنظيم في الغرب كي يضربوا "الكفرة"، خصوصاً ضباط الشرطة أو الجنود، أينما كانوا، عوض أن يسافروا إلى الشرق الأوسط للقتال هناك. وقال: "إذا لم تكونوا قادرين على ايجاد قنبلة أو رصاصة، فاسحقوا رأسه بحجر، أو اذبحوه بسكين، أو ادهسوه بسيارة، أو القوا به من مكان عالٍ، أو اخنقوه، أو سمموه".

وعلى رغم أن العدناني، الذي قتل عام 2016، أشار باصبعه نحو فرنسا تحديداً، حيث حصل هجومان بسيارتين عام 2014، ذكر بريطانيا أيضاً من بين الأهداف المفضلة. والخميس أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم لندن.

تكتيكات تقليدية
وفيما بدأ الميزان العسكري يتحول ضد داعش في 2016، فإن التنظيم كرر نداءاته، آملاً بمهاجمة المملكة المتحدة بتكتيكات تقليدية مثل التي استخدمت في هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وبروكسل قبل عام وحتى يوم الهجوم على وستمينستر.

ولكن على رغم العدد الكبير من ذوي الجنسيات البريطانية الذين التحقوا بداعش في العراق وسوريا، فإن المسؤولين الأمنيين يقولون إن التنظيم الإرهابي يفتقد شبكة في بريطانيا تملك نفس الانسجام والفاعلية الموجودة لدى الشبكات الموجودة في فرنسا وبلجيكا. فعندما استعان التنظيم عام 2015 بمجند بلجيكي لمسح أهداف محتملة في بريطانيا-بدل مواطن بريطاني، كان يعاني نقصاً على الأرجح.

وشهدت الولايات المتحدة سلسلة من هجمات نفذها أفراد- وفي حالة واحدة زوجان- أعلنوا ولاءهم لداعش قبل شن هجمات مميتة أسفرت عن مقتل العشرات. ويقول مسؤولون أمنيون بريطانيون إن القوانين البريطانية الصارمة في ما يتعلق ببيع السلاح- وغياب أسواق غير شرعية مثل تلك الموجودة في بلجيكا- كانت عاملاً أساسياً في منع مثل هذه الهجمات في المملكة المتحدة. وعلى مدى الأعوام ال15 الأخيرة، استخدمت الهجمات التي وقعت في الغرب أسلحة كان سهلاً نسبياً الحصول عليها. وقد اُرتكبت معظم الهجمات على مسافة ساعة من منزل المهاجم، وعلى رغم الميل لوصف المهاجمين المنفردين ب"الذئاب المنفردة"، فإن هؤلاء قد ورطوا شبكات.