من مباراة الإمارات واليابان (أرشيف)
من مباراة الإمارات واليابان (أرشيف)
الإثنين 27 مارس 2017 / 08:13

ضياء الدين علي يكتب: انتكاسة أم عثرة؟

استولى الإحباط علينا جميعاً بنسب ودرجات متباينة، بعد الخسارة الموجعة التي تلقاها منتخب الإمارات من نظيره الياباني في بداية الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018.

فقد كان بالإمكان أفضل مما رأينا بكثير، لا سيما وأن المباراة كانت على أرضنا ووسط جمهورنا، وحقاً لا أدري ولا أعلم، هل بهذه الخسارة تحطمت الآمال في التأهل أم ما زالت قائمة، وسؤالي لا يبحث عن الحسابات النظرية التي لا خلاف عليها، وإنما عن الحسابات والاعتبارات "الفنية" التي من شأنها أن تفسح مكاناً لمنتخب جدير بالوصول إلى النهائيات العالمية، ومن هذه الوجهة أعتقد أن إجابة هذا السؤال تتوقف على إجابة سؤال آخر لا يقل أهمية، وهو هل ما رأيناه من أداء وناتج للأبيض في تلك المباراة "عثرة استثنائية" سنفيق من بعدها لنعود سيرتنا الأولى أم هي "انتكاسة" ننكسر من بعدها فنتراجع وتنكمش حظوظنا في التأهل حتى تتلاشى؟.

**ردود الأفعال، كالعادة، جاءت بحجم الأسى والحزن والوجيعة، ولابد من استيعابها جميعاً واحتمال كل آثارها الرئيسية والجانبية، ولكن هناك نقطة نظام أراها مهمة جداً في هذا الشأن، حتى لا نذهب في طريق مسدود لا عودة منه، وملخصها: "أن كل وأي نقد سيذهب في اتجاه ما لم يتم وما لم يحدث ومن لم يلعب ومن لم يستبدل، هو "هراء وخرابيط"، ابتداء من التغيير الذي لم يتم بالنسبة إلى الجهاز الفني من بعد نهاية الدور الأول، وانتهاء بالخمسة الذين غابوا عن المشاركة، والبدلاء الذين رأى كل من هب ودب أنهم أحق بالمشاركة في تلك المباراة، نعم مظلة الخسارة تتسع لكل الاجتهادات التي من هذا النوع، لكن لن يكون بإمكان أحد أن يجزم بصحتها أبداً لأنها مجهولة وغيب لا يمكن التثبت منه، أما تغيير الجهاز الفني فله سيناريو الكل يعلم خطواته وترتيباته الإجرائية في حال وجود إرادة ترى للتغيير جدواه وضرورته، خصوصاً وأن خيار الاستقالة من جانب مهدي نفسه حسمه من جانبه، عندما قال إنه مستعد لأي خيار في مصلحة المنتخب، وإنه جندي في معركة ولن ينسحب من ميدانها".

** نذهب إلى المفيد.. إلى المباراة والواقع الذي بين أيدينا بكل معطياته:
1- من 3 فرص على المرمى سجل المنتخب الياباني هدفين، ومن 5 فرص للإمارات لم نسجل شيئاً، وهذه الإحصائية وحدها تكشف الفرق والفارق في هذه اللحظة المصيرية من عمر التصفيات، من حيث الجاهزية والتركيز والكفاءة، ويلاحظ أن 3 من هذه الفرص كانت انفرادات صريحة وبإمكانية تسجيل أسهل بكثير من الفرص اليابانية.

2- كل الإحصائيات الرقمية الأخرى لم ترصد تفوقاً ملحوظاً لليابان على حساب الإمارات، بل إن بعضها كان لمصلحتنا: الاستحواذ 56- 46%، التمريرات 577-429، دقة التمريرات 77-78%، الكرات العرضية داخل الصندوق 11-16، الركنيات 2-3، المحاولات الهجومية 1-5، لكن "بصراحة" كان الفارق محسوساً جداً في "الثقة" التي لعب بها اليابانيون، وهذه بصمة الاحتراف الحقيقي «الخارجي» التي لا ولن يصنعها الاحتراف المحلي الوهمي للاعبي الأبيض.

3- الجمهور الذي عوَّلنا عليه للدعم والتشجيع وبث الهمم والحماس، حضر وملأ المدرجات "مشكوراً"، لكن ماهي بصمته، وما تأثيره مقارنة بالحفنة القليلة التي مثلت الجمهور الياباني؟. أترك لكم الإجابة. 

نقلاً عن صحيفة الخليج