صورة فوتغرافية لتمثال أبو الهول المصري في معرض بأمستردام (24)
صورة فوتغرافية لتمثال أبو الهول المصري في معرض بأمستردام (24)
الإثنين 3 أبريل 2017 / 01:59

بالصور: معرض فوتوغرافي ضخم عن مصر في القرن 19 بأمستردام

24 - أمستردام - عماد فؤاد

يشهد متحف الفوتوغرافيا الهولندي "هايوس مارسيليا" بالعاصمة أمستردام حالياً، واحداً من أكبر معارض الفوتوغرافيا عن مصر في القرن التاسع عشر، تحت عنوان "في مصر: بعدسة الزائرين والمصورين في القرن التاسع عشر".

ويقدم المعرض الضخم رحلة ثرية من الإسكندرية إلى النوبة، ومن سيناء إلى العلمين والواحات، ومن الشوارع المزدحمة بالناس في أحياء القاهرة القديمة، إلى المساجد العالية والمعابد الفرعونية وحواضر المدن وزراعات الريف، عبر آلاف الصور النادرة التي التقطها الرحالة والسائحون والمصورون الأوربيون في مصر في الفترة من 1850 وحتى 1900.

وقدم المعرض لزواره كتيباً أنيقاً باللغتين الهولندية والإنجليزية، رصد عبره أهمية مصر في القرن التاسع عشر بالنسبة للرحالة والفوتوغرافيين، فمنذ نشأة التصوير الفوتوغرافي في العام 1839، بدأت أعين المهتمين بالتصوير تتجه إلى الشرق، محاولين اكتشاف الثقافات المتعددة التي تحيا في بلدانه، وكان أغلب هؤلاء الرحالة يعودون إلى بلدانهم الأوربية ليعرضوا مجموعات صورهم على الأسواق هناك، فتباع بوصفها صوراً نادرة لحضارات وثقافات شرقية لم يطلع عليها العالم بعد.







ويضم المعرض عشرات الصور التي التقطها الرحالة الهولنديون والفرنسيون والإنجليز والأرمن لمدن مصرية في القرن التاسع عشر، من أهمهم مجموعات نادرة وكبيرة للمصور الفرنسي ماكسيم دو كامب (1822 - 1894)، والرحالة الإنجليزي فرانسيس فريث (1822 - 1898)، كذلك مجموعات فوتوغرافية لعدد من المصورين الأرمن والهولنديين الذين استقروا في القاهرة آنذاك.

 وكان من اللافت أن جميع الصور تم تجميعها من مجموعات هولندية خاصة، أو ضمن مقتنيات الجامعات والمتاحف الهولندية المختلفة.

ولع بمصر
أصبحت مصر نقطة جذب قوية للباحثين وعلماء الآثار والمغامرين الباحثين عن ذهب الفراعنة، منذ بداية الاكتشافات الأثرية في مصر حوالي العام 1800.

وكان الدبلوماسي والفنان الفرنسي دومينيك فيفان دينون (1747 - 1825)، والذي أصبح لاحقاً مديراً لمتحف نابليون بونابرت (1769 - 1821)، سافر في العام 1798 جنباً إلى جنب مع الإمبراطور الفرنسي في رحلته الشهيرة إلى مصر، وجاهد دينون في تسجيل مشاهداته المصرية في العديد من رسوماته السريعة مستخدماً الطباشير والحبر، وفي العام 1802 نشر دينون رسومه عن مصر في كتاب ضخم ضم ما يزيد عن 150 لوحة، تستعرض في معظمها الأهرامات والمعابد وأبو الهول والرسوم والحروف الهيروغليفية، ليصبح الكتاب بعد عدة أشهر واحداً من أكثر الكتب مبيعاً في فرنسا.





ومع اكتشاف حجر رشيد وفك رموز اللغة الهيروغليفية على يد شامبليون سنة 1822، أصبحت حمى الاهتمام بمصر أكثر اشتعالاً، وعاد شامبليون إلى فرنسا ومعه مسلة فرعونية، لا تزال موجودة حتى يومنا هذا في ساحة الكونكورد بالعاصمة الفرنسية باريس.

وأراد شامبليون أن يجعل الفرنسيين يتأكدوا من وجود الأهرامات والحضارة الفرعونية، فعاد بصحبة المسلة المصرية فقط، وظلت كنوز مصر الأثرية الأخرى غير مرئية إلى أن تم اكتشاف التصوير الفوتوغرافي في العام 1839، ليبدأ الرحالة والمغامرون والسياح في الوصول إلى العالم العربي وعلى أكتافهم كاميراتهم الضخمة.

وبدأوا في توثيق الحياة بمظاهرها المختلفة من خلال صورهم الفوتوغرافية، والتي أصبحت اليوم كنوزاً.





ويستمر المعرض حتى الرابع من يونيو (حزيران) المقبل.