جانب من أحد العروض العسكرية للجيش الإيراني
جانب من أحد العروض العسكرية للجيش الإيراني
السبت 15 أبريل 2017 / 21:33

انزعاج أردني من تواجد فيلق القدس الإيراني في الجنوب السوري

24 - عمان - ماهر الشوابكة

قالت مصادر أردنية رفيعة، إن الأردن منزعج من وجود فيلق القدس الإيراني الذي يقوده اللواء قاسم سليماني من حدوده، مشيرة إلى أن هذا الانزعاج يترجم حالياً بتردي العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضافت  المصادر لـ24، أن مسؤولين في الأردن وإيران يتراشقون الانتقادات عبر وسائل الإعلام، بسبب حالة التوتر التي تفرضها الجبهة السورية، خصوصاً الجنوبية، وهي التي تضم فصائل مسلحة تدعمها الأردن في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، مثل جيش أبناء العشائر وجيش سوريا الجديد.

وكان وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، قال الخميس الماضي أن إيران ستكون أكثر قبولاً وأكثر ترحاباً إذا تعلم المسؤولون الإيرانيون "ضبط ألسنتهم، وإغلاق أفواههم، وعدم التعدي".

وأضاف المومني في حديث للتليفزيون الأردني: "نحن دولة نتعامل بإيجابية مع دول العالم، لكن أن يتم الحديث بهذه الطريقة بهذا التطاول المعيب، فلا نقبله على الإطلاق، وسنتصرف ونرد على هذا الكلام بما يستحق".

وجاءت تصريحات المومني، رداً على الناطق الاعلامي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الذي انتقد في تصريحات له الملك عبدالله الثاني على مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وكان قاسمي قال إن "الملك الأردني ارتكب خطأً استراتیجیاً وأساسیاً في تعریف الإرهاب، بتوجیهه اتهامات فارغة، ولا أساس لها ضد إیران".

وقال الملك عبد الله الثاني للصحيفة: "هناك مشكلات استراتيجية في منطقتنا، ولإيران علاقة بها، وهناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافي بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان".

واستدعت وزارة الخارجية الأردنية، الأحد 9 أبريل (نيسان)، السفير الإيراني في عمّان، وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على التصريحات "المرفوضة والمدانة"، للناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بحق المملكة وقيادتها.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنها استدعت سفير إيران في عمّان، مجتبى فردوسي بور، وأبلغته "احتجاجاً شديد اللهجة على تصريحات مرفوضة، ومدانة للناطق باسم وزارة خارجية إيران بحق المملكة وقيادتها".

وبحسب المصادر الأردنية، فإن الجبهة الجنوبية بالغة الحساسية بالنسبة للأردن، الذي يشترك بحوالي 350 كلم من الحدود مع سوريا، خصوصاً وأن الأردن يفرض ترتيباته الأمنية في هذه الجبهة لحماية حدوده من خطر اقتراب عناصر تنظيم داعش.

ويعتمد الأردن على استراتيجية الوسائد الأمنية على الحدود مع سوريا، لحمايتها من خطر وصول المنظمات الإرهابية إليها، وخصوصاً عناصر تنظيم داعش، وذلك من خلال تدريب وتسليح جيشي أبناء العشائر وسوريا الجديد، بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة.

ويرفض الأردن أي تغيير في الخارطة الجيو-عسكرية على هذه الجبهة وعلى الجبهة الشمالية، خوفاً من حدوث اتصال جغرافي لإيران مع الجنوب والشمال السوريين، وصولاً إلى لبنان وحزب الله، وهو ما قد يشكله أي تقدم لفيلق القدس الإيراني على الأرض، من تغيير لهذه الترتيبات.