انفجار داخل أحد الأحياء السورية (أرشيف)
انفجار داخل أحد الأحياء السورية (أرشيف)
الخميس 20 أبريل 2017 / 15:09

الأزمة في سوريا تتحول إلى صراع نفوذ دولي

24 - إعداد: ميسون جحا

تحولت الأزمة في سوريا إلى صراع دولي، من أجل السيطرة على المنطقة بين أمريكا وروسيا وإيران وتركيا، وأطراف أوروبية عدة.

هذا الرأي استهل به روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة الأطلسي في فلوريدا، مقالته الأخيرة في مجلة "ناشيونال إنتريست".

ويلفت رابيل إلى الرسالة القوية التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للنظام السوري عبر ضربته الصاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية في حمص بسوريا، بأنه لن يسمح، كسلفه باراك أوباما، بتخطي الخطوط الحمراء باستخدام أسلحة كيماوية.

بلبلة

ولكن، برأي الكاتب، في أعقاب ذلك الهجوم، أدت مجموعة من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون لخلق بلبلة بشأن طبيعة ونطاق السياسة الأمريكية تجاه سوريا. كما ولدت تلك التصريحات مناخاً من التوتر في المنطقة.

وبينما كان في طريقه إلى موسكو لحضور قمة رفيعة المستوى، صرح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلليريسون بأن حكم الأسد" شارف على نهايته".

كما قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، لسي إن إن بأنه "لن يكون هناك أي مجال للتوصل إلى حل سياسي في سوريا في ظل وجود الأسد على رأس النظام".

العكس بالعكس

وفي المقابل، وصف الكرملين الهجوم الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية بأنه" عمل عدواني". ورأى رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف بأن الهجوم أدى "لخلق أجواء تنذر بوقوع صدام عسكري". وعند وصوله إلى موسكو، عومل تيليريسون بجفاء.

تراجع

ومن المؤكد، كما يرى رابيل، أن إدارة ترامب تراجعت عن موقفها الأولي حيال سوريا، وحيث تم التركيز بشكل رئيسي على محاربة داعش. وتساءل البعض عما إذا أصبح هدف أمريكا هو القضاء على النظام السوري قبل إلحاق الهزيمة بداعش. أم أصبح الهدف حشر نظام الأسد في زاوية للضغط عليه من أجل التوصل إلى حل سياسي؟

جزء من خطة

وينوه الكاتب لحقيقة أن الروس، ومعهم حلفائهم في سوريا (الحرس الثوري الإيراني ومليشيات شيعية عراقية، وحزب الله)، استنتجوا بأن الضربات الأمريكية تمت في سياق خطة لتقويض النظام السوري، ومعه النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، وفي سوريا بالذات.

رشقات

وبنظر روسيا وحلفائها، بتوجيهها تلك الضربات الصاروخية، أطلقت إدارة ترامب ما يمكن اعتباره رشقات لصراع استراتيجي ووجودي. فقد جاءت الضربات بعد سلسلة من المواقف التي لم تدع شكاً لروسيا بأن الولايات المتحدة وحلفائها بدأوا بتمهيد الأرضية لصد أي نفوذ استحوذت عليه موسكو في شرق المتوسط، ومنطقة البحر الأسود ووسط آسيا، عبر فرض عقوبات اقتصادية، وتعزيز وجود الناتو برياً وبحرياً وجوياً. كما أجرت قوات الناتو مناورات عسكرية بحرية باسم" الدرع البحري لعام 2017، والتي شارك فيها 28 ألف جندي من بلغاريا ورومانيا وكندا واليونان وإسبانيا والولايات المتحدة، وتركيا وأكرانيا.

تهديد مصالح

وبرأي مسؤولين روس يعتبر تعزيز الناتو لتواجده في مناطق قريبة من الأراضي الروسية، فضلاً عن التدريبات العسكرية الأخيرة بمثابة تهديد لمصالح وأمن روسيا. وقد ردت روسيا عبر دعم تواجدها البحري في البحر الأسود، وتواجدها العسكري في القرم ومنطقة روستوف.

كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو في تعزيزه لقواته "يثيرنا ويحاول جرنا إلى مواجهة".

انقلاب أبيض

ويلفت الكاتب إلى نقطة لا تقل أهمية في اعتبار حزب الله لأية محاولة لتقويض النظام السوري بمثابة انقلاب أبيض. فإن حزب الله يرى في النظام السوري امتداداً لعمقه الاستراتيجي، وبقائه ضروري لتوفيره ممراَ آمن لأسلحته القادمة من إيران.

ويؤكد الكاتب أنه بالنظر لكل تلك الاعتبارات، أصبح واضحاً أن روسيا وحلفائها لديهم مصالح استراتيجية مشتركة في دعم النظام في غرب سوريا، ولمنع الولايات المتحدة من تغيير توازن القوة.

مخاطرة

نتيجة له، يرى رابيل أنه في حال قررت الولايات المتحدة توجيه ضربات أخرى لسوريا في إطار استراتيجية للقضاء على النظام السوري، أو لمجرد مساعدة أبرياء سوريين ضد عنف عشوائي للنظام في غرب سوريا، فلربما خاطر بالدخول في مواجهة مع روسيا وحلفائها، فضلاً عن إغاثة داعش.