الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزيرا الدفاع جيمس ماتيس والداخلية جون كيلي. (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزيرا الدفاع جيمس ماتيس والداخلية جون كيلي. (أرشيف)
الأحد 23 أبريل 2017 / 15:07

مَن يدير استراتيجية ترامب للسياسة الخارجية؟

24- زياد الأشقر

عن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب جيمس جاي كارافانو في مجلة فورين بوليسي، أنه منذ أسبوعين أطلق البيت الأبيض هجوماً في السياسة الخارجية أحدث صدمة في واشنطن إن لم يكن تسبب بحيرة.

محاولة فهم سياسة ترامب الخارجية والدفاعية من التغريدات وغيرها من التعليقات التي كان يطلقها، كان خطأ. وهذا لم يتغير منذ تولي ترامب مهام منصبه رسمياً في البيت الأبيض

 ووصفت سي إن إن أفعال ترامب بأنها استدارة كاملة. واختار موقع بلومبرغ القاعدة الرياضية 180 درجة، فيما استخدمت صحيفة واشنطن بوست مصطلح التراجع عن القرارات. وفي الوقت ذاته تحول المنتقدون من التنديد بالرئيس بوصفه إنعزالياً إلى توبيخه على أساس أنه اداة للمحافظين الجدد. ووسط إعادة التوصيف، بدأ شرح "مبدأ ترامب" الذي انتشر بأسرع من الترسانة النووية لكوريا الشمالية.

وتساءل كارافانو: أين هو قلب ورأس فريق الرئيس للأمن القومي؟، مضيفاً: "إذا سألت هذا السؤال قبل سنة من الآن، فإن الجواب سيكون بسيطاً: الجنرال مايكل فلين، ورئيس البلدية السابق رودي جولياني والسناتور جيف سيشنز. أما اليوم، فإن فلين قد ذهب. وجولياني لم يدخل الإدارة أبداً. ولا يزال سيشنز صوتاً حاسماً في الإدارة، لكنه كمدعٍ عام لا يتمتع إلا بدور جزئي في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي".

ماتيس وتيلرسون وكيلي وماكماستر

ولاحظ أن الفريق الجديد يتركز حول جيم ماتيس وزير الدفاع، وريكس تيلرسون وزير الخارجية وجون كيلي في وزارة الأمن الداخلي وإتش. آر. ماكماستر في الجناح الغربي تساعده باقتدار نيكي هايلي في الأمم المتحدة. وبالكاد كان ترامب يعرف هؤلاء الأشخاص قبل الانتخابات.

وقال الكاتب إنه لا حاجة إلى التساؤل عن شخصية الفريق الجديد وأهليته في التأثير على البيت الأبيض في مواجهة سلسلة من الأحداث الخطيرة والنشاطات من الاجتماعات الرئاسية مع مصر والصين ومقابلة تيلرسون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه، إلى الأحداث المشؤومة في سوريا وكوريا الشمالية. وهكذا فبعد مضي نحو 12 أسبوعاً، تتعامل الإدارة الجديدة مع كثير من الأفعال على جبهات عدة بذكاء ممتاز. ويمكن أن يعزى الكثير من ذلك إلى فريق الأمن القومي الناضج لترامب. لكن الطريقة التي ردت فيها الإدارة كانت على الطريقة الترامبية – بما يعكس نبضاً يتجاوز تركيبة فريقه للسياسة الخارجية أو المستشارين الآخرين للبيت الأبيض.

تغريدة
وقال إنه منذ الأيام الأولى لحملة ترامب، كان ثمة شيء واحد واضح: إن محاولة فهم سياسة ترامب الخارجية والدفاعية من التغريدات وغيرها من التعليقات التي كان يطلقها، كان خطأ. وهذا لم يتغير منذ تولي ترامب مهام منصبه رسمياً في البيت الأبيض. هذا كي لا نقول إن أياً من بلاغات ترامب كان لها تأثير. لقد أدلى بخطابات وتعليقات جدية. لكن المنتقدين يخطئون عندما يمنحون على كل خطاب رئاسي القيمة نفسها. إن خطاباً أمام جلسة مشتركة للكونغرس يجب أن يحمل من الوزن أكثر بكثير مما تحمله تغريدة عند الثالثة فجراً حول برنامج تيرمينايتور.

سياسة أكثر دفاعية
وأضاف أنه على وجه الخصوص في حالة هذه الرئاسة، يحتاج المرء إلى التركيز على أفعال البيت الأبيض أكثر من الكلمات للحصول على فهم أوضح للوجهة التي ستؤول إليها السياسة الخارجية. وبفعلنا ذلك يمكن أن نرى بروز سياسة خارجية ودفاعية أكثر تقليدية وأكثر تماسكاً مما كان سائداً خلال إدارتي بوش وأوباما. ومع ذلك لا يزال ضرورياً الغوص أعمق لمعرفة الجذور التي ينظر منها ترامب إلى العالم وكيف تنسجم مع الأفعال الأخيرة مثل ضربات التوماهوك في سوريا وإبحار الأسطول نحو كوريا الشمالية.