الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.(أرشيف)
الأربعاء 26 أبريل 2017 / 14:35

فضيحة أمريكيّة جديدة مرتبطة بالملف النووي

فجّر المحقق الصحافيّ البارز جوش ماير مفاجأة عمّا سمّاه "الصورة الكاملة" للاتفاق النووي الذي وقعته مجموعة الدول الست مع إيران منذ حوالي السنتين.

وكتب الصحافي في تقريره المطوّل ضمن مجلّة "بوليتيكو" الأمريكيّة أنّه في 17 يناير(كانون الثاني) 2016 أطلّ أوباما على الشعب الأمريكي كي يعلن البدء بتطبيق الاتفاق النووي وإطلاق سراح معتقلين أمريكيين من السجون الإيرانيّة. وأعلن أوباما حينها أنه سيمنح بالمقابل العفو لستة إيرانيين-أمريكيين وإيراني واحد أدينوا أو كانوا ينتظرون المحاكمة لانتهاكهم القوانين الأمريكية مؤكداً أن لا أحد منهم كان مداناً ب "الإرهاب أو أي اعتداءات عنفيّة" وأنّهم مجرّد "مدنيين".

لكنّ ما كشفه ماير من معلومات، يفضح مزاعم الرئيس الأمريكي السابق ويؤكد أنّ من بين من تمّ إبطال ملاحقتهم من شكّلوا "تهديداً جدياً للأمن القومي الأمريكي" بحسب ما أعلنه مسؤولون أمريكيّون. إضافة إلى ذلك، أورد ماير 14 شخصاً في تقريره لم يذكرهم أوباما وقد تمّ إسقاط التّهم عنهم أو إبطال الملاحقة بحقّهم.

الإيرانيون-الأمريكيون الأربعة المطلق سراحهم:
جايسون رضايان من كاليفورنيا: مراسل لصحيفة "الواشنطن بوست" في طهران. سُجن في يوليو(تموز) 2014، أدين في أكتوبر(تشرين الأوّل) 2015 وحكم عليه بالسجن لفترة لم يتم الكشف عنها لاتهامه بأعمال عدائية من بينها التجسس.
أمير حكمتي من ميتشيغن: أمريكي من أصول إيرانية. كان عضواً في قوة المشاة البحرية الذين خدموا في العراق. اعتقل سنة 2011 حين كان يزور أقرباءه في طهران واتُّهم بالتجسس. حُكم عليه بالإعدام وتمّ تخفيض العقوبة إلى السجن لمدة عشر سنوات لمساعدته دولة عدوة.
سعيد عابديني. قسّيس مجنّس من ولاية إيداهو. أوقف سنة 2012 وحكم عليه بالسجن لثماني سنوات لتهديده الأمن القومي الإيراني بسبب خلقه لشبكة من الكنائس داخل البيوت وتجمعات دينية خاصة.
نصرة الله خسوري – رودسري. أسير "غامض" قالت واشنطن إنه جزء من عملية التبادل لكنها "لم تؤمّن تفاصيل عنه". وينقل الكاتب عن إحدى الوسائل الإعلامية التي يديرها إيرانيون منفيون إشارتها إلى أنّه بائع سجاد في كاليفورنيا يمكن أن يكون مستشاراً للأف بي آي وقد يكون على صلة باختفاء روبرت ليفينسون، عميل متقاعد من مكتب التحقيقات نفسه.

أمريكيون آخرون:
ماثيو ثريفيثيك من ماساشوستس، تلميذ احتُجز لأربعين يوماً حين كان يقوم بأبحاث في إيران. ذكره أوباما ضمن عملية التبادل علماً أنّه "أطلق سراحه بشكل مستقل" عن تلك العملية.
روبرت ليفينسون. محقق خاص ومتقاعد من الأف بي آي. إختفى منذ عقد في التاسع من مارس 2007، حين كان على جزيرة كيش الإيرانية، في مهمّة للسي آي أي التي كان متعاقداً بالسرّ معها. في مارس(آذار) 2015 رفع الأف بي آي المكافأة لمن يدلي بمعلومات تساهم بعودته إلى 5 ملايين دولار. مسؤولو المكتب كانوا "غاضبين" لأن الرجل لم يُدرج ضمن عملية التبادل.
الإيرانيون السبعة الذين أطلق الأمريكيون سراحهم
بهرام مكانيك: اتُهِم في أبريل(نيسان) 2015 مع زميلين له هما خوسرو أفغاهي وطوراج فريدي بتأمين الإلكترونيات الأمريكية الدقيقة لإيران وسلع أخرى مستخدمة غالباً في أنظمة عسكرية متعددة بما فيها صواريخ أرض-جو وصواريخ كروز. مساعد مدير الأف بي آي راندول كولمان قال حينها إنّ إرسال هذه التكنولوجيا إلى إيران ودعم مشاريعها العسكرية يشكلان "تهديداً واضحاً للأمن القومي الأمريكي". وكان هؤلاء الثلاثة يواجهون أكثر من 20 سنة من السجن حين شملهم العفو.
نيما غولستاني: إيراني مُتهم بتدبير مؤامرة سنة 2012 لسرقة معلومات حساسة بملايين الدولارات من شركة تُعنى بالشؤون الدفاعية لصالح إيران. ومن بين المعلومات ما يساعد في التحاليل الدينامو-هوائية والمسائل التصميمية. ويعتقد الخبراء في الأمن السيبيري أنّ المسألة كانت جزءاً من حملة خارجية أوسع لقرصنة شركات الفضاء والمطارات العالمية. وسلمت تركيا غولستاني إلى واشنطن لعلّها تسلّم بالمقابل فتح الله غولن.
نادر مودانلو: مولود في إيران وحاصل على جنسية أمريكية ويعيش في ميريلاند. أدين سنة 2013 بتهمة تأمين تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية لإيران على مدى عدة سنوات في مقابل حصوله على 10 ملايين دولار كجزء من مساعدة سرية لطهران من أجل إطلاق قمرها الاصطناعي الأول. مودانلو عمل كمتعاقد مع الناسا، وحين حُكم بالسجن لمدى ثماني سنوات قال المسؤول البارز في مكتب التحقيق الدفاعي الجنائي روبرت كريغ جونيور إنّ المسألة أظهرت كيف ستقوم واشنطن "بقوة وبدون كلل بملاحقة ومحاكمة أي شخص يخرق إرادياً قوانين مصممة للحفاظ وحماية مواردنا وتكنولوجياتنا الأكثر حساسية ... (لضمان) سلامة مقاتلي أمريكا وجميع الأمريكيين". في البداية رفض مودانلو الصفقة قبل أن يعود ويقبلها بعد إسقاط السلطات حكمها بمصادرة العشرة ملايين دولار التي تلقاها بشكل غير شرعي.
آرش قهرمان. مجنّس أمريكي وُلد في إيران حيث عمل في الهندسة. ترأس شبكة إيرانية استحوذت على تكنولوجيات أمريكية يمكن استخدامها في المجالات العسكرية داخل إيران. بعد الحكم عليه في أبريل 2015، قال أبرز مسؤول في شؤون الأمن القومي داخل وزارة العدل جون كارلين إنّ هذه الانتهاكات "يمكن أن تضرّ بأهداف الأمن القومي الأمريكي ..."
علي صابونجي. إيراني حصل على الجنسية الأمريكية اتُهم بشحن قطع صناعية للإيرانيين بطريقة غير شرعية عبر شبكة خاصة.

14 آخرون لم تذكرهم واشنطن

بحسب التقرير، كان هنالك 14 شخصاً تمّ إبطال الملاحقات بحقهم. يكتب ماير أنّ وزارة العدل أو الوكالات الأمنية الأخرى لم تعطِ تفاصيل عنهم أو حتى عن أسماء وكلاء الدفاع أو التّهم الملاحقين بسببها، مؤكدة فقط وجود سبعة أشخاص مُنحوا العفو من أوباما. ولفت الصحافي إلى أنه تمّ تجميع المعلومات من وثائق المحكمة الاتحادية وسجلات أخرى مبنية على هويات الرجال الذين كشفتهم وكالة فارس الإيرانية. وذكر أنّ الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري قال لمراسلين في طهران إنّ مجموعاً من 28 إيرانياً تمّ إطلاق سراحهم أو إعفاؤهم من القيود القضائية في إطار الاتفاق. لكنه لم يبين هوية السبعة الآخرين بحسب كاتب المقال. كما لم يكن للمسؤولين الأمريكيين أي تعليق.

حتى المرتبطون بالنووي!
سيد ابو الفضل شهاب جميلي: رجل أعمال إيراني يعمل في مجال الاستيراد والتصدير. متهم بتأمين معدات مرتبطة بالطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم لصالح إيران منذ سنة 2005 وحتى 2012، بالتعاون مع شريك صيني يدعى سيهاي شينغ. مدير قسم بوسطن في الأف بي آي أكّد أن مكتبه سيفعل أي شيء لمنع سقوط تكنولوجيا الأسلحة الأمريكية ومواد مقيّدة أخرى "من السقوط في الأيدي الخاطئة". كان ذلك بعد إلقاء القبض على شينغ والحكم عليه بالسجن تسع سنوات في ديسمبر 2015. لكن كاتب المقال يشير إلى أنه بعد حوالي الشهر فقط، أبلِغ المدّعون العامون أنفسهم في بوسطن والذين حكموا على شينغ وجميلي وشركتين إيرانيتين سنة 2013 من قبل مسؤولين رفيعي المستوى، بإسقاط كل التهم.

عبوات ناسفة قتلت أمريكيين!
أمين رافان إيراني هرّب العديد من الهوائيات العسكرية الأمريكية والعديد من المكونات الصناعية إلى هونغ كونغ وسينغافورة. وعمل في شبكة مشتريات غير مشروعة لمساعدة إيران في الحصول على معدات انتهت بتشكيل عبوات ناسفة قتلت العديد من الجنود الأمريكيين في العراق. ألقي القبض عليه في ماليزيا سنة 2012.

أمبراطوريّة أعمال المرشد!
بهروز دولت زاده. إيراني زوّد دولته "طويلاً" بالسلاح والبنادق الآليّة. ويرجح الخبراء الأمريكيون أن يعود نشاطه إلى سنة 1995 وهو على علاقة ب "أمبراطورية أعمال" مرتبطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي. واتهمته السلطات بأوهايو في تلك السنة بنقل راديوهات عسكرية وأجهزة فك تشفير إلى إيران. ونقل كاتب المقال عن أحد المدعين العامين قوله إنّ الشبكة كانت "تهديداً جدياً للأمن القومي" في ذلك الوقت. وتمّ تعريف دولت زاده في تقرير وكالة الأسوشييتد برس عن لائحة الاتهام بأنه مسؤول في وزارة الدفاع الإيرانية.

ولفيلق القدس دوره
حميد عرب نجاد وغلام رضا محمودي وعلي معطر. إيرانيون اتُهموا بمحاولة توقيع اتفاق استئجار ست طائرات بوينغ لصالح الخطوط الجوية الإيرانية التابعة لشركة ماهان. وزارة الخزانة عاقبت شركة ماهان لمحاولتها تأمين دعم مالي وتكنولوجي لفيلق القدس قائلة إنّ الأخير صدّر معدات وأفراداً وأسلحة لصالح حزب الله اللبناني. وحوكم عرب نجاد بشكل منفرد لمحاولته جعل ماهان تتفادى العقوبات الأمريكية والدولية والعمل عن كثب مع فيلق القدس وتسهيله إرسال سفن شحن غير مشروعة إلى سوريا، لدعم نظام الأسد في مواجهة شعبه كما قالت الوزارة.

28 مليون قطعة ب 24 مليون دولار!
متين صادقي من الجنسية التركية كان جزءاً من شبكة مشتريات بهرام مكانيك. استخدم شركته التجارية في اسطنبول كوسيط لشحن إلكترونيات أمريكية إلى إيران، بما فيها تلك التي تُستعمل في أنظمة عسكرية واسعة النطاق، كصواريخ أرض-جو وصواريخ كروز. وساعد صادقي مكانيك بتأمين حوالي 28 مليون قطعة بقيمة 24 مليون دولار لإيران بين سنتي 2010 و 2015. وقد ذهب إلى دولة وسيطة لتفادي الرقابة الأمريكية كتركيا وتايوان، كما قال حكم الإدانة.

معدات ملاحة
كورش طاهرخاني. متهم بتأمين معدات ملاحة إلى إيران ومنخرط أساسي في شبكة قهرمان. وكان مهندساً لعدد من شركات الشحن الإيرانية. علي رضا معظمي كودرزي متهم بتأمين قطع طيران أمريكية لإيران ألقي القبض عليه في ماليزيا حين ذهب للقاء عميل أمريكي متخفٍ في ماليزيا لشراء بعض القطع. 

29 تهمة
جلال سلامي مزدوج الجنسية، حاول تأمين معدات إلكترونية لإيران عبر ماليزيا. حُكم سنة 2011 بحوالي 29 تهمة تتعلق بالمؤامرة. ووجه سلامي مع شريكيه أيضاً سجاد فرهادي وسيد أحمد أبطحي باتهامات أمكن أن تؤدي إلى حكم بالسجن لسنوات طويلة لولا إسقاط الملاحقات في ما بعد.
محمّد شرباف، إيراني اتُهم بتهريب رافعات أمريكية إلى دولته. محمّد عباس محمّدي حاول تأمين قطع طيران أمريكية إلى إيران تستخدم في الأسطولين الجويين، العسكري والمدني، في الدولة الإيرانيّة.