قائد الأمن الداخلي الإيراني حسين أشتري (وكالة تسنيم)
قائد الأمن الداخلي الإيراني حسين أشتري (وكالة تسنيم)
الإثنين 8 مايو 2017 / 16:24

موجة هذيان تجتاح قيادات إيران بعد تصريحات محمد بن سلمان

24 - رواد سليمان

تسببت تصريحات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في صدمة عنيفة على ما يبدو لطهران، خاصةً بعض رموز التيار المتشدد والقريب من خط مرشد إيران الأعلى علي خامنئي، من قيادات الجيش والحرس الثوري، كان آخرها تصريح قائد الأمن الداخلي الإيراني حسين أشتري، بأن السعودية وراء العمليات المسلحة التي تعرض لها حرس الحدود قرب باكستان.

ويأتي الاتهام الإيراني، بعد تصريحات متشنجة أخرى أطلقها وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان مساء الأحد، عن قدرة بلاده على تدمير السعودية، مع استثناء مكة والمدينة.

وفي تصريح مماثل لا يقل هذياناً، قال قائد الأمن الداخلي في إيران حسين أشتري الإثنين، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية، إن السعودية مسؤولة عن الهجمات التي تتعرض لها بعض المناطق الإيرانية على يد فصائل مسلحة بلوشية، مثل الهجوم الذي نفذه تنظيم ما يُعرف باسم جيش العدل البلوشي، في بلوشستان المحتلة، على الحدود مع باكستان، الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن مقتل تسعة من حرس الحدود الإيرانيين.

وبعد أن هاجمت إيران رسمياً جارتها باكستان الجمعة، بالمسؤولية عن الحادث، واستدعت السفير الباكستاني في طهران احتجاجاً على الهجوم المسلح، وحملت إسلام أباد المسؤولية السياسية والاستخباراتية عن الهجوم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية إرنا الجمعة الماضي عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، الذي أعلن أن "إيران تتوقع من باكستان اتخاذ إجراءات جادة وأساسیة لاعتقال، ومعاقبة المسؤولين عن قتل حراسنا التسعة"، عاد المسؤول الإيراني لاتهام السعودية بالمسؤولية عن الهجوم.

وقال أشتري إن "المهاجمين تدربوا في الخارج بفضل تمويلات سعودية، رابطاً بين حديث الأمير محمد بن سلمان عن نقل الصراع مع إيران  "إلى داخل أراضيها" وبين الهجوم الذي نفذه مسلحون ينتمون إلى جيش العدل الذي يُحارب إيران منذ 2013، داخل الأراضي الإيرانية.

وتعكس تصريحات المسؤولين الإيرانيين هذه تنامي المخاوف والفزع من انقلاب السحر على الساحر، وخروج الأمور عن السيطرة قبل أيام قليلة من انتخابات 19 مايو (أيار) المقبل من جهة، ومحاولةً لحشد قوى المعسكر لموالي لخامنئي في الداخل الإيراني، من جهة ثانية، إلى جانب تحذير أي قوى قومية أخرى في إيران من محاولة التعبير عن نفسها سلماً أو حرباً مثل الأكراد، أو الأذريين، أو الأتراك أو غيرها من القوميات الكثيرة الخاضعة للنظام الفارسي.