علم الإخوان المسلمين.(أرشيف)
علم الإخوان المسلمين.(أرشيف)
الأحد 14 مايو 2017 / 20:06

اللجنة الشرعية في تنظيم الإخوان

اليوم .. نرى نتاج فتاوى اللجان الشرعية لتنظيم الإخوان تثير الرعب في أقدس الأماكن وأكثرها حرمة

كعادة أي من التنظيمات الظلامية التي تنسب نفسها للنور، وتدعي الوصاية على الفكر، واحتكار الصواب، لا بد من الاستناد على مقوم تقُوم به الأمور، وركن يركن إليه الأعضاء. ولأن فكرة "تنظيم الإخوان المسلمين" من الخطورة بمكان، وهي من الجرأة والخروج عن المألوف بحيث ترفع مستوى الطموح من الإصلاح إلى الاستيلاء على الحكم، فإن الدين لا بد أن يكون حاضراً، أو بتعبير أدق خادماً.

في مجتمع مسلم، له مرجعيته الواضحة، القابسة من نور الإيمان، المقبولة مجتمعياً، والوسطية فكرًا، المنفتحة على معطيات العصر، قد يبرز التساؤل عن الحاجة إلى وجود لجان شرعية تعمل في دهاليز الظلام.

ما المبرر؟ وما الأهداف؟ وما النتاج؟

أما المبرر فهو أن التنظيم في خبايا دهاليزه يحتاج إلى تأصيل يجعل الفكر الشاذ مقبولًا، ومخالفة المألوف المجتمعي والفكري مستساغًا. فمفاهيم خطيرة مثل البيعة والخروج على الحاكم وممارسات ممقوتة مثل الطاعة العمياء، تحتاج إلى سند شرعي وعمل فكري، يحتاج أن تخصص الجماعة رؤوسًا تزين للأتباع الباطل وتبرره لهم.

وأما الهدف فترسيخ صورة الانفصال عن المجتمع، ومعاداة قيادته السياسية، وما زلت أذكر بوضوح كيف كان الخليج بأكمله والعالم العربي في معظمه، والعالم الحر في أغلبه متحدين في معركة تحرير الكويت، وكانت اللجنة الشرعية لجماعة الإخوان تنظِّر في مسألة "حكم الاستعانة بالكافر" ضاربة بكل الأقوال المجيزة عرض الحائط، متعامية عن عن مصطلح تشدقت به كثيراً وهو "فقه الواقع" متبعة الهوى لتثبت في ذهن أفرادها فكرة الانسحاب من صف الاصطفاف خلف الوطن وقيادته.

وأما النتاج، فيمكن أن نشير إلى خلايا داعش التي تحمل الموت، وتفجر الأطفال، وتلغم العناصر، نشير لها وهي قريبة من فكر الإخوان وليست بعيدة عنه، نشير لها ونحن نستذكر الفتاوي التي روجت للعمليات الانتحارية في فلسطين في مطلع التسعينات، وفي حين أن العلم الراسخ الذي يمثله العالم الجليل الشيخ ابن باز رحمه الله أفتي يومها بحرمة هذه العمليات، هبت اللجان الشرعية لتنظيم الإخوان، تنال من الشيخ وتطعن في فقه للواقع. اليوم .. نرى نتاج فتاوى اللجان الشرعية لتنظيم الإخوان تثير الرعب في أقدس الأماكن وأكثرها حرمة.

اللجنة الشرعية في تنظيم الإخوان المسلمين، لن تجد فيها من تكون مرجعيته عالماً معتبراً من علماء الأمة الكبار، ولن تجد فيها صاحب فكر يتعبد الله بطاعة ولي أمره، ولن تجد فيها مخلصًا لدينه أكثر من إخلاصه لحزبه وتنظيمه. من كان عضوًا في لجنة شرعنة البغي والخروج والخيانة لن يكون إلا صاحب هوى.

ومن أضلته فتاوى الشرعية في دهاليز الظلام، يعي بمرارة ما أقصد.