الثلاثاء 6 يونيو 2017 / 10:58

ضياء الدين علي يكتب: قطر.. خطر

في مناسبات متفرقة عديدة منذ تاريخ 2 ديسمبر 2010 الذي تم فيه إعلان فوز قطر باستضافة مونديال 2022 لكرة القدم، وحتى يوم أمس الذي شهد قرار المقاطعة العربية لها من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودعمها للإرهاب.. اندلعت عواصف وأعاصير كثيرة على خلفية أن هذه الاستضافة وراءها مؤامرة دولية وفضائح رشى تورطت فيها دول وحكومات، وليس فقط مؤسسات واتحادات وأعضاء في تنفيذية الفيفا.

 وقامت الدنيا ولم تقعد في كل مرة عبر شكاوى دولية، وملفات صحفية، واستجوابات فيدرالية، وتحقيقات بريطانية.. ومع التصعيد الذي كان يتم في كل مناسبة.. ومع ارتفاع الوتيرة، واستمرار وتوالي محطات بحث القضية، تصورت أن هناك نية دولية مبيتة لسحب استضافة المونديال من قطر، وإن المسألة مسألة وقت ليس إلا، حتى يشبع المبتزون "جميعاً" من ريالات ودولارات ويوروهات قطر.

- ورسخت في مخيلتي لفترة طويلة قناعة بأن القرار سيصدر بمجرد أن يتولى السويسري إنفانتينو رئاسة الفيفا عقب انتهاء ولايات مواطنه "الداهية بلاتر"، الذي حول المنظمة العالمية إلى "مافيا للفساد"، لكن بصراحة، خابت كل هذه التوقعات، لأن في كل المرات كانت الزوابع تنتهي من حيث بدأت، بزيارة أو صفقة أو مشروع أو هدية.. أو"عملية إرهابية".

- أخذت التداعيات السابقة مداولات كثيرة عبر عواصم ومدن كبيرة، من لندن وزيوريخ وجنيف في أوروبا إلى نيويورك وواشنطن في أمريكا، لكنها في كل مرة، كانت بقدرة قادر تبرد نارها "وتتكيف على الآخر"، مثل الملاعب التي وعدت بها العالم في الضيافة العالمية.. حدث ذلك عندما اختفت ملفات المدعي العام الأمريكي المدعو "مايكل غارسيا" رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق المستقلة عن الفيفا، التي تناول فيها خبايا التصويت على مونديالي روسيا وقطر.. وتكرر المشهد عندما تم رفض استئناف غرفة التحقيق بالفيفا، ثم عندما اختفى غارسيا عن المشهد كلياً بعد ذلك باستقالة مشبوهة وقيل إنها مدفوعة الأجر، ومثلما سمعنا عن تحقيقات القضاء السويسري "المحفوظة"، تابعنا التحقيقات الأمريكية في الرشاوى التي طالت بلاتر ورفاقه وبخاصة نائبه التريندادي جاك وارنر، والأمريكي شاك بلايزر أمين عام اتحاد الكونكاكاف، وفيها جميعاً، إذا اتفقنا على وجود جرم متمثل في الرشوة، عوقب على أثره كل المرتشين، فبكل بساطة من كان الراشي.. ولماذا لم يعاقب مثلهم؟

- ولأنه لن تسلم الجرة في كل مرة، كانت الغلطة "عودة" هذه المرة، وكما يقول المثل "جنت على نفسها براقش"، ووضح جلياً مع التداعيات السريعة المتلاحقة عبر ساعات، أن القرار الذي حالت دون صدوره مواءمات واتفاقات دولية بصفقات سرية مشبوهة عبر سبعة أعوام، سوف تفجره أول دائرة محيطة بها في الثغر الخليجي، وأقرب منظومة تنتمي إليها في الحضن العربي، وفي هذا السياق درس تاريخي وجغرافي وسياسي، "لا رياضي"، لكل من يشتري البعيد ويبيع القريب، ومن يحالف عدوه ويتنكر لأهله وناسه، والمحصلة التي أصبحت في بال القاصي والداني هي أن "قطر.. خطر" يستوجب الحذر.

نقلاً عن صحيفة الخليج الإماراتية