وزير العدل الأمريكي السابق جون أشكروفت.(أرشيف)
وزير العدل الأمريكي السابق جون أشكروفت.(أرشيف)
الأربعاء 14 يونيو 2017 / 21:14

وقائع اللبن التركي مع السيد جون آشكروفت

انتشرتْ تسريبات عبر الشبكة العنكبوتية، بأن إدارة قناة الجزيرة، فتحتْ تحقيقاً مع أدمن صفحة تويتر الجزيرة مباشر، لتعرف منه كيف نصب الفاعل المرفوع أصالةً في اللغة العربية

جاءتْ دويلة قطر دون فائدة، بفريق من "الإف بي آي"، ليقول لنا، إن وكالة الأنباء القطرية تعرضتْ للقرصنة. بالطبع فريق التحقيق الفيدرالي، أخذ مالاً وفيراً سريعاً من الدويلة الراعية للإرهاب. يُقال على المهمات الطائرة السريعة في عالَم الموسيقيين، نحْتَات، ومفردها "نحْتَاية". يقول الموسيقي: عندي نحْتَاية. وهي تعني مهمة سهلة، تتعلق بالموسيقى ظاهرياً، لكنها في العمق، في الباطن، تتعلق بالمال، أي أن دويلة قطر الراعية الأولى للإرهاب الشرق أوسطي، تشتري اسم "الإف بي آي" في مهمة سريعة عاجلة. ولأن "النحْتَاية" مكشوفة، فلم تؤت ثمارها، والتصقتْ تصريحات أمير الدويلة، وانسجمتْ، مع سياسات قطر وقناة الجزيرة، طوال العقدين السابقين. وبما أن المنحوت يُسيل لعاب الناحت، فلا نعرف إن كانت قطر قد استأجرتْ خدمات شركة المحاماة التي يملكها المدعي العام السابق جون آشكروفت، ليؤكد جهود قطر في مكافحة الإرهاب العالمي وامتثالها للنظم الأمريكية، أم أن ذئب المال جون آشكروفت مدير "بلاك ووتر"، سيئة السمعة، منذ 2011، والتي غيَّرت اسمها إلى "اكسي سيرفسز"، لتفادي قضايا جرائم الحرب في أفغانستان والعراق، هو الذي التقط الدويلة أو الطريدة الهشة، في منتصف طريقها إليه. 

المهم أن جون آشكروفت سيتقاضى 2,5 مليوني دولار في مهمة أو في "نحْتَاية" عاجلة، لمدة شهر ونصف، لإثبات التزام الدوحة بمعايير مكافحة الإرهاب، وستكون إقامة جون آشكروفت بمستلزماتها من ألبان تركية وخضروات إيرانية، مجانية، وخارج أتعاب المحاماة، بل إن آشكروفت أفهم الدوحة، أن الأتعاب المالية لفريقه من المسؤولين السابقين في وزارة الخزانة الأمريكية، ومكتب الأمن القومي، ومكتب التحقيقات الفيديرالي، وجهات الاستخبارات، خارج أتعاب 2,5 مليوني دولار الخاصة به، لكنها مشمولة طبعاً بالألبان والخضروات، وإذا تجاوزتْ أتعاب فريق المحاماة أجر آشكروفت عشرات المرات، فهذا دليل على تواضع آشكروفت، وإنكاره للذات، هو الذي لم يطلب من فريقه سوى الثلثين فقط من مجموع أجورهم، المسألة ليستْ مسألة مال.

كتبتْ قناة الجزيرة مباشر على تويتر الموعظة التالية بخطأ نحوي فادح "إذا ظلمك أحداً فلا تنتقم منه، بل راقب من بعيد وسترى القدر، فالقدر يبدع في تصفية الحسابات.. يمهل ولا يهمل". والصواب "إذا ظلمك أحد". الفاعل منصوب في حرفية ومهنية الجزيرة. أمّا الصعبانيات والبكائيات، فهي تسير بشكل مزدوج مع خطاب التوقيع والتسخين في صحف قطر مثل "الخليج الجديد" و"الراية" و"العربي الجديد". فصام الخطابين المَرَضي لدى قطر، تجده عند الإخوان أيضاً، ففي عز انهماك الإخوان في العمل المسلح الإرهابي الإجرامي ضد المدنيين، وضد الدولة، يتحدثون عن سلمية حركة الإخوان، وأنهم فصيل وطني.

انتشرتْ تسريبات عبر الشبكة العنكبوتية، بأن إدارة قناة الجزيرة، فتحتْ تحقيقاً مع أدمن صفحة تويتر الجزيرة مباشر، لتعرف منه كيف نصب الفاعل المرفوع أصالةً في اللغة العربية. وبعد استجواب دام لساعات طويلة، لم تجد إدارة القناة سبباً في الخطأ النحوي الفادح من قِبَل الأدمن سوى تناوله في ذلك اليوم ثلاث علب من اللبن الرائب التركي، وهو لبن مصدره من ثدييات غير مُتَعَارف عليها في إنتاج الألبان. كانت إدارة القناة تفكر في المدعي العام السيد جون آشكروفت الذي يتناول في الصباح بأريحية، منتجات الألبان التركية، وفريقه أيضاً. ماذا لو أصاب السيد جون آشكروفت خلل عقلي أو بلادة ذهنية أو فقدان مهارات قد يؤثر غيابها على مهمته العاجلة. بأوامر سيادية مُنعتْ عن فندق الضيافة منتجات الألبان التركية. فريق السيد جون آشكروفت لم تظهر عليه أعراض الانقطاع إلا أن السيد آشكروفت يبدو أنه في أربعة أيام، تناول كميات كبيرة من الألبان التركية، والانقطاع المفاجئ عن اللبن التركي، أصابه بحالة من الذهول، والكسل الشديد.

في النهاية علمتْ أسرة السيد جون آشكروفت من فريق عمله بتدهور حالة آشكروفت العقلية. أجرتْ عائلة السيد جون آشكروفت اتصالات مكثفة مع الحكومة القطرية التي اضطرتْ تحت إلحاح العائلة إلى الاعتراف بحكاية اللبن التركي. خيَّرت عائلة السيد جون آشكروفت، الحكومة القطرية بين أمرين، إمّا مقاضاة الدوحة دولياً، وطلب 50 مليون دولار كتعويض، أو أن يعود آشكروفت فوراً إلى اللبن التركي. اختارتْ الحكومة القطرية الأمر الثاني. استرد جون آشكروفت شيئاً فشيئاً، مع اللبن التركي، وعيه، وعاد إلى قضيته العاجلة، لكن مع الأسف بقدرات ومهارات أدمن الجزيرة مباشر، في نصب الفاعل ورفع المفعول.