ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. (أرشيف)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. (أرشيف)
الجمعة 23 يونيو 2017 / 14:41

السعودية نحو مرحلة جديدة.. إصلاح وانفتاح ومستقبل للشباب

في شوارع الرياض، وأسواقها التجارية وأماكنها العامة، كان لهيئة الأمر بالمعروف حضور قوي. كان بإمكان هذه الشرطة الدينية التدخل في الحياة الخاصة للناس، مع صلاحيات لا يستطيع كثيرون تحديها.

يقر مسؤولون سعوديون كبار بالحاجة إلى تقليل التقاليد التي تحد الممارسات وتقيد الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، وخصوصاً بين النساء

ولكن الصحافي مارتن تشولوف كتب في صحيفة "غارديان" البريطانية أن إحدى أمسيات الشتاء الماضي بمثابة نقطة تحول للناس الذين عاشوا بخوف من تلك القوة. فعلى واجهة أحد مقراتها العامة في ضواحي العاصمة، رفعت لافتة عرضها عشرة أمتار وعليها شعار"رؤية 2030". ولم يتجرأ أحد في المبنى على الاعتراض عليها.

فقدت سلطاتها
ويقول رجل أعمال سعودي: "كانت الحكومة تقول إننا أقوى منكم.. عندها فهم الناس أن الهيئة لم تعد مهمة. لقد فقدت سلطاتها للاعتقال قبل ذلك بسنة. والآن فقدت هيبتها".

الوجه الجديد الطموح
ولفت تشولوف إلى أن سقوط أحد الأعمدة النافذة للدولة حصل مع مواصلة الوجه الجديد الطموح للمملكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صعوده غير المسبوق في تاريخ السعودية الحديث.

وتكرس صعود الأمير البالغ من العمر 31 سنة الأربعاء عندما عينه الملك سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، مكلفاً إياه مهمات سلطات كثيرة، بما فيها إصلاح الاقتصاد وبدء الانفتاح في المجتمع وعرض نفوذ بلاد حذرة عادة، بطريقة جديدة وحازمة.

صالات سينما وحفلات
ومع ذلك، يؤكد الصحافي أن المهمة الأبرز لولي العهد تبقى مشروعه الإصلاحي الذي يعتبره كثيرون في الرياض الحل الوحيد القابل للحياة لتهديد وجودي للمملكة. ويقول مسؤولون كبار إن عروضاً بدأت تقدم لشركات خاصة وثمة صالات سينما قيد الإعداد وحفلات موسيقية، وإن يكن للرجال فقط، ومسألة السماح للمرأة بالقيادة صارت متداولة.

الحريات الشخصية
ومع أن سكاناً في الرياض تحدثت إليهم "غارديان" فضلوا التريث في الحكم قبل أن تظهر النتائج، بدأ الحديث عن تغيير يلقى أصداء.
وقالت سمية فياض، وهي مساعدة في أحد أبرز الأسواق التجارية في الرياض: "شيء ما بالتأكيد يحصل هنا. يبدو الأمر مختلفاً. لم أعد أشعر بأنني مقيدة. ثمة تقدم في الحريات الشخصية".

أرامكو
وفي السنتين الأخيرتين، بدأت المملكة حرباً في اليمن وحاولت إنهاء أخرى في سوريا وفتحت اقتصادها للأجانب، وعرضت كبرى أصولها، شركة أرامكو النفطية المملوكة للدولة- في الأسواق العالمية وتحدت عدوتها الإقليمية إيران، وتزعمت مقاطعة لقطر. وتولى محمد بن سلمان دوراً مهماً في كل ذلك.

ويقر مسؤولون سعوديون كبار بالحاجة إلى تقليل التقاليد التي تحد الممارسات وتقيد الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، وخصوصاً بين النساء والأقليات.

وقال مساعد وزاري: "لم نعد نعادي التغيير.. صرنا نعتمده ونعرف أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على العالم المتقدم".

انفتاح جديد
ويقول سعوديون إن إجراءات صغيرة بدأت تشير إلى انفتاح جديد على تفسيرات أخرى للدين. وأوضح طلال مالك، رئيس تنفيذي لتجمع "ألفا كورب" أنه "خلال القمة الأخيرة في الرياض، خاطب اثنان من علماء الدين النافذين مؤتمراً للتواصل الاجتماعي ضم عدداً كبيراً من الشبان والشابات السعوديين. وأضاف أن ولي العهد "أحرز تقدماً كبيراً في الفوز بدعم شريحة ديموغرافية أساسية في المملكة، وهي الشباب، الذين يأملون في المشاركة ببناء بلد عصري ودينامي".